فهد عبدالله

ش ب و

الثلاثاء - 02 مايو 2023

Tue - 02 May 2023

المآسي التي نشاهدها أو نسمع ونقرأ عنها في انتشار مخدر الشبو، وسرعة انتشاره وخطورته النوعية التي تفوقت على جميع السموم الأخرى، تستوجب على جميع الناشطين والمؤثرين وأصحاب المنابر، أيا كان نوعها، أن يكون لها حيز من أنشطتها في رفع الوعي الوقائي، والتحذير من التهديدات التي تكتنف هذا السم الذي يعرف بشيطان المخدرات، وأن خطره ليس فقط في مجرد الهلاوس أو الإدمان من الوهلات الأولى، بل خطره ذات الأثر المتعدي والذي قد يجلب كثيرا من الجرائم الأخرى لصاحبه وهو خارج نطاق السيطرة العقلية.

المشكلة العظمى التي يمارسها مستخدم الشبو والمخدرات بشكل عام، أنه مغيب تماما عن إدراك بداية النهاية لشخصه الكريم، ولا يعلم يقينا أنه على شفا هاوية قد يسقط ولا يعود منها إلا برحمة من الله ولطف، لذلك كان لا بد من هذا الواجب الديني والوطني والإنساني والاجتماعي، أن يشارك جميع أطياف المجتمع في التوعية والترويج المعرفي لمخاطر المخدرات، وعلى رأسها الآيس والكريستال ميث أو الشبو، وتكون هذه المعرفة بمثابة التغذية المسبقة الدفع للشباب والبنات، خاصة من هم في عمر المراهقة، وكثيرة هي تلك المآسي التي حصلت بسبب الجهل العابر للعقول عن تلك المخاطر والآثار التي يمكن أن تحدثها.

بدأت الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات أول أيام عيد الفطر المبارك، بمتابعة وإشراف ولي العهد ـ حفظه الله ـ رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتم إعطاء رجال الأمن مزيدا من الصلاحية، وتمديد الإيقاف لـ6 أشهر سواء للحيازة أو الاستخدام، مع منع الكفالات على الحيازة أو الاستخدام، فضلا عن فصل أي موظف حكومي يثبت تورطه في قضايا المخدرات، وغيرها من الإجراءات.

الحملة تتسم بالحزم والصرامة خلال التشريعات التي دعمتها القيادة الرشيدة لحماية المجتمع من هذا الداء، وسد الطريق أمام من يستهدف أبناء الوطن، وهي بمثابة إعلان حرب شاملة على المخدرات خلال العمل الميداني الشامل، والقوانين والأنظمة الداعمة لمهام رجال الأمن.

التصدي لهذه الآفة وتجييش جميع الجهود لكبح جماحها، وتقليل أثرها وحفظ الأرواح من التلف، هي جهود قديمة جديدة، خلال الأجهزة الأمنية ومراكز الاستشفاء والمنابر الإعلامية، وهذه الجهود مباركة وجليلة ومساندتها من الأسرة والمدرسة وأجوائنا الاجتماعية المختلفة ـ كما أسلفنا ـ واجب ديني وإنساني ووطني، يجابه أحد أكبر المهددات الوطنية لأي دولة تتنامى فيها الأيادي الخفية في استهداف أعظم المكونات وهو الإنسان.

المروج أو البائع أو المستخدم لم تزجره الموانع الدينية والأخلاقية والاجتماعية من ممارسة رذيلة المخدرات، لقلة الخوف من الله أولا، واللامبالاة بكل تلك الأنظمة والقوانين لمهددات السلم الوطني، فالحملة أتت في هذا النطاق الزاجر، وأسأل الله أن يباركها ويعظم أثرها، (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن)، عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

fahdabdullahz@