عبدالله قاسم العنزي

خطورة انتشار مخدر الشبو

الاحد - 30 أبريل 2023

Sun - 30 Apr 2023

إن مخدر الشبو أو ما يعرف بالكريستال وأحيانا الآيس هو واحد من أخطر صور الإدمان التي انتشرت مؤخرا، ومادة الميثامفيتامين المنشطة للجهاز العصبي تصنع محليا وفي الغالب من يقوم بتصنيعها العمالة الآسيوية وهي على شكل بلورات أو حبيبات كريستالية زرقاء وبيضاء لامعة تشبه الملح ناصعة البياض، يتم حرقها واستنشاق أبخرتها عن طريق الأنف أو الفم، أو تدخينه أو حقنها عبر الوريد وسرعة إدمان مخدر الشبو تفوق سرعة إدمان الكوكايين أو الحشيش أو غيرها من المخدرات؛ لذا يطلق عليها شيطان المخدرات!

وما هو مهم للإضافة أن المدمن على مخدر الشبو يمر في أربع مراحل أساسية وهي: مرحلة الرؤية المباشرة المترددة لمخدر الشبو ثم التجربة الفضولية المتنوعة ثم مرحلة التعاطي المنظم وأخيرا مرحلة الاعتماد أي الإدمان، وفيها يدخل المتعاطي إلى الطريق المجهول، حيث تصبح مادة الشبو جزءا من حياته فيرفض الاستغناء عنها ويقدمها على جميع مقومات حياته ويبحث عن المال لشرائها حتى لو كلفه ذلك أن يتجه نحو ارتكاب جريمة السرقة أو القتل.

وتكمن خطورة الإدمان على المخدرات بصفة عامة بالنسبة للفرد في ثلاثة جوانب أساسية: الجانب الأول يتمثل في جلب هذه الظاهرة لمجموعة من الاضطرابات الجسمية والنفسية للمدمن، والجانب الثاني يتمثل في جعل الفرد المدمن شخصا خاملا لا يفيد المجتمع في شيء، والجانب الثالث يتمثل في انتشار الجريمة؛ لأنها مرتبطة بظاهرة الإدمان.

كلنا نتفق أن ظاهرة انتشار وتعاطي المخدرات لا تقتصر على مجتمع دون الآخر ولا يستطيع أي مجتمع أن ينأى بنفسه عن أخطارها وتحدياتها وتنوعها وسهولة انتشارها خصوصا بين جيل الشباب المراهق، والمخدرات بوصف عام ليست وليدة العصر بل عرفها الإنسان منذ القدم وحاربتها المجتمعات القديمة ثقافيا واجتماعيا ودينيا.

ومن هذه الزاوية كان لزاما على الأسرة أن تحمي أبناءها وبناتها من السقوط في براثن آفة المخدرات ولا يتحقق ذلك ما لم يكن هناك استقرار أسري وحوار تربوي بين الأبوين وأبنائهم مع الحرص على التربية الدينية الجيدة وتنمية تقدير ذوات أبنائهم خصوصا في مرحلة المراهقة ومن دون شك أن جهل الأسرة بأساليب التربية السليمة وخلخلة القيم والمعايير السلوكية في نصحهم وتوجيههم كالقسوة والإهمال والنبذ والسخرية والحماية الزائدة والتدليل المفرط أو عدم الاعتدال في التعامل مع الأبناء بين القسوة واللين يولد عند بعض الأبناء شخصية محبطة تكون فريسة سهلة لرفقاء السوء يسيرونه على أهوائهم ورغباتهم ويفرضون عليه قراراتهم الإجرامية وتشير العديد من الدراسات التي أجريت على متعاطي المخدرات والمدمنين أن رفاق السوء كانوا من الأسباب الرئيسة التي دفعت بالمتعاطي إلى استخدام المخدرات في بادئ الأمر.

ويجدر بالأسرة المبادرة في معالجة المشكلة في مهدها بالتعاون مع المؤسسات المختصة لمعالجة المدنيين ومن الأفضل أن نمد يد العون لرجال مكافحة المخدرات بمعرفة مصدر حصول المدمن على المخدر وأماكن تعاطيه مع العلم أن لن يكون هناك أي ضرر على المدمن وهذه الطريقة الصحيحة -من وجهة نظري- للوصول إلى مروجي المخدرات وأماكن وبؤر التعاطي.

وبالمناسبة اليوم نشاهد جهود رجال الأمن وخصوصا إدارة مكافحة المخدرات في ملاحقة كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد وتدمير جيل الشباب والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة ومن دواعي سروري أن الحملة الأمنية القائمة من وزارة الداخلية لقيت تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد لنا أنه يوجد وعي بخطورة المخدرات وضرورة التصدي لها.

(ولكن) يجب أن تكون هنا وقفة جادة وعدم التراخي من المواطنين والمقيمين وكافة مؤسسات المجتمع، حيث إن العبء يقع على الجميع وكلنا مسؤولون عن مكافحة هذه الآفة المدمرة للمجتمعات اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا؛ لنكون لدى الشباب وعيا صحيا واجتماعيا وثقافيا وقائيا رافضا للتعاطي، حيث إن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي ما لم يكن هنالك تعاون مشترك بين كافة مؤسسات المجتمع وأفراده.

@expert_55