حسن علي القحطاني

السعودية.. وطن الإنسان والإنسانية

الأحد - 30 أبريل 2023

Sun - 30 Apr 2023

‏قاتل الله الخوف ما أشد نوائبه! وما أشد أن تكون حياتك رهنا لمرور الدقائق الثقيلة! عندما تنهار أمام عينك كل دروع الحماية الحصينة، ويصبح الخوف من الموت سيد الموقف بلا ذنب اقترفته، ويزيد فتكا هذا الإحساس إن اقترب من بنيك أو ذويك كبارا أو صغارا، عندها تتفجر براكين الرعب مع كل صوت أو نذير يقترب، لا لجبن تحمله جيناته الوراثية، ولا لمرض أصاب سلامة روحه النفسية، بل ولم يتسلل إليه أمراض عضوية، ولكنها رصاص الحرب وقنابله وصواريخه، وأشباه بشر بجماجم فارغة، وقلوب للحجارة أقرب.

شعور لا يمكن وصفه وإن حاولت فلن أجيد، فمن وقفت قدماه الحافيتان مكرها على الرمضاء ليس كمن وقف بذات الأقدام على بساطها الأخضر.

هذا الشعور كان لمواطن وصل خلال الأيام القليلة الماضية على متن (الفرقاطة) العسكرية التابعة للقوات البحرية السعودية قادما من جحيم حرب العسكر بجمهورية السودان في عملية إجلاء للسعوديين وكل من لجأ للسفارة السعودية من 96 دولة، يتحدث عنها بثناء جل وسائل إعلام العالم إلى الآن.

عند الوصول هم المواطن بتقبيل رأس أحد أبطالنا المسؤولين عن تأمين وصوله فبادره البطل بالسلام والتهنئة بالوصول (حنا اللي نسلم على رأسك، الحمد لله على السلامة) وقبل رأسه ثم اتجه المواطن لبطل آخر ورمى رأسه على صدره، صدر يمثل وطن، وانهار المواطن من الفرحة باكيا، فحضنه بقوه حضن الأب الحنون لابنه الخائف لثوان، ثم نهره هذا البطل السعودي العربي الأصيل وقال بصوت شامخ لا زال طربه يتكرر في مسامعي (لا تبك، لا تبك أنت الآن في وطنك، وطن الأمن والأمان)، رفع المواطن رأسه بثغر باسم، وكأنه ولد من جديد، وأكمل طريقه بكل طمأنينة، فكل ما كان يحمله من الهم والغم والرهبة تلاشت.

وهنا يجب أن أقول بأن وزارة الإعلام تألقت في نقل الحدث، والتغطية الحية المستمرة جعلتنا نواكب هذا الحدث الذي فرض صدارته على صفحات أعرق الصحف العالمية.

الوطن الذي حرك أحدث أساطيله الحربية المجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات القتالية بهدف تأمين رعاياه وحمايتهم وإعادتهم سالمين؛ لأنهم الأغلى يستحق أن نفتخر به.

الوطن الذي جبر لحظات انكسار حوالي 5 آلاف عالق بلا من ولا أذى، من مختلف الجنسيات والأجناس، بعد أن فتك بهم الرعب والفزع والهلع، ولم يفرق بينهم على أساس أثني أو عرقي يستحق أن نعتز به.

أخيرا، هذا ما عهدناه من وطن الإنسان والإنسانية، هذه هي المملكة العربية السعودية، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

hq22222@