حنان سليمان الزنبقي

الإرهاب الإداري

السبت - 29 أبريل 2023

Sat - 29 Apr 2023

لقد ظهر في الآونة الأخيرة مفهوم (الإرهاب الإداري)، وهو حديث في علم الإدارة، يتناول بعض الصفات المقيتة: كقوة السلطة، وحب السيطرة؛ إساءة للصلاحيات الممنوحة، وأد للحقوق، تعتيم وضبابية في مال المنظمة والموظفين، تضليل، واستيلاء على القرارات، تهديد، ابتزاز، تعسف، تهميش، ترهيب، توظيف النفوذ ومحاباة واستعراض الهيمنة لإشباع الحالة المرضية والنفسية.

وقد يطرح سؤال في أروقة المنظمات: ماذا عن تلك الصفات في حال سيادتها في المنظمات؟

وعند البحث في أدبيات الفكر الإداري لم أجد تعريفا واضحا له؛ لذا حاولت استنباط التعريف من الأدبيات وأضع تعريفا واضحا لمفهوم (الإرهاب الإداري) بأنه (استخدام قوة السلطة بالإساءة إلى الصلاحيات الممنوحة له، واستعمالها لأهداف شخصية بعيدا عن المهنية).

إذن هو فكر إداري عقيم، الذي يخول للمدير ممارسة الإرهاب وذلك بتوظيف الملف الأسود السري وصوت العصا من تهديد ووعيد وابتزاز وتعسف وإقصاء وإصدار قرارات أحادية الفكر وإطلاق أحكام هوائية المصدر. قال تعالى «أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون».

فالمحرك الأساسي لهذه الأحكام والقرارات لا الضمير ولا المسؤولية بل الحالة المزاجية والنفسية. ولقد تعددت ألوان الإرهاب الإداري بالإضافة إلى ما -ذكرت سابقا- نجد من ألوانه إجهاض كل فكرة متميزة وتحطيم كل مفكر مبدع قادر على صنع التغيير هذه الحالة يطلق عليها «ميكانزم دفاعي» حيث يستخدم المدير المسؤول الإرهاب الإداري لإخفاء قصوره الوظيفي وإخفاقه الإداري، هذه السلوكيات التي تظهر من المدير المسؤول يدفعها أمران:

إما أن تكون حالة مرضية واضطراب نفسي وعقد لأزمات تلك العقليات منذ النشأة وتعود لخبراته القديمة وترسبات نفسية. والأمر الآخر قد تكون ثقافة راسخة لدى البعض مما يعانون من نزعات سيطرة خفية يؤججها تكليفهم بالمنصب الإداري، مما جعلهم يتمادون في الاستعلاء وسوء معاملة الآخرين.

إن جميع هذه الممارسات تصنع منظمة هشة تؤول للسقوط سريعا؛ لافتقارها لأمرين حيويين هما الإنسانية وخيرية البشر أولا ثم المهنية، كما أن هذه الممارسات معيقة للتنمية والتطوير المهني، وتحد من جودة الأداء المؤسسي وتمنع من تحقيق الميزة التنافسية.

ولقد جاءت رؤية وطني المملكة العربية السعودية 2030 طموحة محققة للآمال، نافية لتلك الممارسات السلبية، داعمة للكفاءات تركز على تطوير الأداء، وإعداد قادة المستقبل وتهيئة بيئة تنظيمية محفزة داعمة للإبداع تتساوى فيها الفرص لتطبيق أفضل الممارسات.

كن مساهما في تحقيق رؤية وطنك مستلهما بقيادة سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه- ومسترشدا بمقولته (بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه وبسواعد أبنائه سيفاجئ هذا الوطن العالم من جديد).