لننقذ الدلافين أولا
السبت - 29 أبريل 2023
Sat - 29 Apr 2023
تشهد الولايات المتحدة هذه الأيام أوضاعا داخلية لم تشهدها منذ أكثر من أربعين عاما. الثقة شبه معدومة في الحكومة، التضخم في أعلى مستوياته، الاستقطاب الحزبي على أشده. شكوك حول إصابة الرئيس بالخرف، وكامالا هاريس تجلس على كرسي نائب رئيس الولايات المتحدة!
تجلس على الكرسي نفسه الذي جلس عليه ريتشارد نيكسون نائبا لأيزنهاور، وجلس عليه لندون جونسون نائبا لكينيدي. حالة كهذه تستدعي السؤال المرعب: أين الحقيبة النووية؟. (تشرشل VS هتلر) كان نزالا تكتيكيا، (كامالا VS بوتين) لا بد أن نغادر الكوكب!
شاءت الولايات المتحدة أم أبت، لقد أجمعت شعوب الأرض على مسؤوليتها عن اختطاف وتوجيه عقول هذه الأجيال الصغيرة، وها هي الآن ترمي بهم في نحورنا لنتعامل معهم. في غفلة منا جميعا أصبحت هذه الأجيال المتدافعة من خلفنا تشبه بعضها البعض في كل شيء، لم يعد بالإمكان التكهن بالجنسية ولا حتى السؤال عن الأصل أو العرق، وإلا فأنت عنصري منزوع الشرف.
استيقظ العالم على دكتاتورية هؤلاء الصغار وحزبهم الذي ينتمون إليه (التيار اليساري الليبرالي الاشتراكي التقدمي العالمي). هذا الحزب سيحكم العالم بهدوء واطمئنان ورضى تام من الجميع، وها هو يعمل بكل طاقته لتهيئة الظروف لاختطاف الأرض واحتجاز البشر كرهائن، ثم مساومة الفضائيين عليهم. تبدو هذه كمبالغة، لكن ذلك الكم الهائل من الملفات والشواهد والقرائن لا يبعث على الطمأنينة أبدا.
فراخ الألفية، والذين يمثلون شريحة واسعة من الشباب حول العالم، حديثو التخرج من الجامعات، أصبحوا يمسكون زمام الأمور، هذه الصيصان التي كنا نسخر منها بالأمس سيدخلوننا السجون ولن نخرج إلا بأمرهم، لقد جاؤوا بكل ثقة لإحداث بصمة في العالم، جاؤوا لإنهاء الحروب والصراعات وجمع الأنظمة الديكتاتورية للحوار، والقضاء على الفقر والمجاعة ونشر الحب والحلوى وعلب الألوان. كل هذا الخيال والحلم الجميل يصطدم فجأة بذلك الجدار الأسمنتي البغيض المسمى الواقع، عندها يتحول أولئك القادة الملهمون إلى ما هو أخطر. مراهقون عاطلون عن العمل، ناقمون على الرأسمالية والنظام المالي العالمي، ينسبون الفقر والأوبئة والكوارث والمجازر الإنسانية كلها إلى وول ستريت.
هذه الصدمة أدت بلا شك إلى ردة فعل معاكسة، دفعت بهم إلى إعادة النظر في الأنظمة المالية البديلة. ها هم الآن يتبنون الأفكار اليسارية ويدعون إليها. الشيوعية أصبحت فكرة نبيلة لكنها لم تطبق جيدا، يجادل أحدهم أنهم جادون جدا. كثير منهم من أبناء الأثرياء، لكنهم زهاد دراويش متصوفة، يقتاتون من خيرات الأرض!، لا يأكلون اللحم بل يأكلون الأعشاب (لكن من ستاربكس)، يشربون من الأودية والينابيع (لكن من ايفيان)، يحضرون ندوات مدتها خمس أيام حول كيفية إنقاذ الكوكب في ثلاثة أيام، يكرهون كلمات مثل (السيادة) و (الرفاهية) و (الربح) لأنهم يشعرون أن شيئا ما خاطئ هنا، لا بد أن تلغى الحدود بين الدول، وأن يشترك الناس في كل شيء، ويتم تجريم الكسب الزائد عن الحد.
الليبراليون الاشتراكيون، هم أولئك الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء حقوقيون (ولا يعرفون ما معنى ذلك).
إنهم أولئك الذين يحتجون على سوء معاملة الحيوانات، كيف يمكن للإنسان أن يأكل مخلوقا كان يلعب معه قبل قليل، يحشدون المظاهرات للضغط لإقرار برنامج بتمويل تريليون دولار لدعم الأبحاث العلمية حول العلاقة بين اكتئاب الدلافين والانتحار الجماعي لإناث الماعز الجبلي.
انظر كيف انقلبت المحاور، روسيا وما أدراك ما روسيا بإرثها الشيوعي الاشتراكي الشمولي السوفييتي المرعب، تبدو اليوم دولة يمينية محافظة، في حين تحولت الولايات المتحدة التي استهلت القرن العشرين بالدعوة إلى دين مدني قائم على أساس (القيم اليهودية المسيحية)، تحولت اليوم إلى منبع للاشتراكية اليسارية.
فوز النائبة الاشتراكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز عن أحد أصعب المقاعد في مدينة نيويورك لم يكن مفاجأة بقدر ما كان إحدى بواكير المد الاشتراكي الهادر، هذا المد الذي أصبح صداه يجلجل في أروقة الجامعات وساحات النقاش الحر، هذا المد سيصل قريبا إلى نسبة 60% من الناخبين في الولايات المتحدة وحدها.
من يدري، ربما ما كان يتحدث عنه الرئيس السابق دونالد ترمب حول انهيار منظومة البترودولار، ربما أقرب مما نظن جميعا، ربما هذا ما يدفع لأجله دعاة النظام المالي العالمي الجديد. دعونا نراقب جيدا ما يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي وكلاوس شواب شخصيا. لدي قناعة تامة أنه لم يقل كلمته بعد!
@MBNwaiser
تجلس على الكرسي نفسه الذي جلس عليه ريتشارد نيكسون نائبا لأيزنهاور، وجلس عليه لندون جونسون نائبا لكينيدي. حالة كهذه تستدعي السؤال المرعب: أين الحقيبة النووية؟. (تشرشل VS هتلر) كان نزالا تكتيكيا، (كامالا VS بوتين) لا بد أن نغادر الكوكب!
شاءت الولايات المتحدة أم أبت، لقد أجمعت شعوب الأرض على مسؤوليتها عن اختطاف وتوجيه عقول هذه الأجيال الصغيرة، وها هي الآن ترمي بهم في نحورنا لنتعامل معهم. في غفلة منا جميعا أصبحت هذه الأجيال المتدافعة من خلفنا تشبه بعضها البعض في كل شيء، لم يعد بالإمكان التكهن بالجنسية ولا حتى السؤال عن الأصل أو العرق، وإلا فأنت عنصري منزوع الشرف.
استيقظ العالم على دكتاتورية هؤلاء الصغار وحزبهم الذي ينتمون إليه (التيار اليساري الليبرالي الاشتراكي التقدمي العالمي). هذا الحزب سيحكم العالم بهدوء واطمئنان ورضى تام من الجميع، وها هو يعمل بكل طاقته لتهيئة الظروف لاختطاف الأرض واحتجاز البشر كرهائن، ثم مساومة الفضائيين عليهم. تبدو هذه كمبالغة، لكن ذلك الكم الهائل من الملفات والشواهد والقرائن لا يبعث على الطمأنينة أبدا.
فراخ الألفية، والذين يمثلون شريحة واسعة من الشباب حول العالم، حديثو التخرج من الجامعات، أصبحوا يمسكون زمام الأمور، هذه الصيصان التي كنا نسخر منها بالأمس سيدخلوننا السجون ولن نخرج إلا بأمرهم، لقد جاؤوا بكل ثقة لإحداث بصمة في العالم، جاؤوا لإنهاء الحروب والصراعات وجمع الأنظمة الديكتاتورية للحوار، والقضاء على الفقر والمجاعة ونشر الحب والحلوى وعلب الألوان. كل هذا الخيال والحلم الجميل يصطدم فجأة بذلك الجدار الأسمنتي البغيض المسمى الواقع، عندها يتحول أولئك القادة الملهمون إلى ما هو أخطر. مراهقون عاطلون عن العمل، ناقمون على الرأسمالية والنظام المالي العالمي، ينسبون الفقر والأوبئة والكوارث والمجازر الإنسانية كلها إلى وول ستريت.
هذه الصدمة أدت بلا شك إلى ردة فعل معاكسة، دفعت بهم إلى إعادة النظر في الأنظمة المالية البديلة. ها هم الآن يتبنون الأفكار اليسارية ويدعون إليها. الشيوعية أصبحت فكرة نبيلة لكنها لم تطبق جيدا، يجادل أحدهم أنهم جادون جدا. كثير منهم من أبناء الأثرياء، لكنهم زهاد دراويش متصوفة، يقتاتون من خيرات الأرض!، لا يأكلون اللحم بل يأكلون الأعشاب (لكن من ستاربكس)، يشربون من الأودية والينابيع (لكن من ايفيان)، يحضرون ندوات مدتها خمس أيام حول كيفية إنقاذ الكوكب في ثلاثة أيام، يكرهون كلمات مثل (السيادة) و (الرفاهية) و (الربح) لأنهم يشعرون أن شيئا ما خاطئ هنا، لا بد أن تلغى الحدود بين الدول، وأن يشترك الناس في كل شيء، ويتم تجريم الكسب الزائد عن الحد.
الليبراليون الاشتراكيون، هم أولئك الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء حقوقيون (ولا يعرفون ما معنى ذلك).
إنهم أولئك الذين يحتجون على سوء معاملة الحيوانات، كيف يمكن للإنسان أن يأكل مخلوقا كان يلعب معه قبل قليل، يحشدون المظاهرات للضغط لإقرار برنامج بتمويل تريليون دولار لدعم الأبحاث العلمية حول العلاقة بين اكتئاب الدلافين والانتحار الجماعي لإناث الماعز الجبلي.
انظر كيف انقلبت المحاور، روسيا وما أدراك ما روسيا بإرثها الشيوعي الاشتراكي الشمولي السوفييتي المرعب، تبدو اليوم دولة يمينية محافظة، في حين تحولت الولايات المتحدة التي استهلت القرن العشرين بالدعوة إلى دين مدني قائم على أساس (القيم اليهودية المسيحية)، تحولت اليوم إلى منبع للاشتراكية اليسارية.
فوز النائبة الاشتراكية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز عن أحد أصعب المقاعد في مدينة نيويورك لم يكن مفاجأة بقدر ما كان إحدى بواكير المد الاشتراكي الهادر، هذا المد الذي أصبح صداه يجلجل في أروقة الجامعات وساحات النقاش الحر، هذا المد سيصل قريبا إلى نسبة 60% من الناخبين في الولايات المتحدة وحدها.
من يدري، ربما ما كان يتحدث عنه الرئيس السابق دونالد ترمب حول انهيار منظومة البترودولار، ربما أقرب مما نظن جميعا، ربما هذا ما يدفع لأجله دعاة النظام المالي العالمي الجديد. دعونا نراقب جيدا ما يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي وكلاوس شواب شخصيا. لدي قناعة تامة أنه لم يقل كلمته بعد!
@MBNwaiser