القصر الرئاسي..محور الرعب والبيانات المتضاربة

الخميس - 20 أبريل 2023

Thu - 20 Apr 2023



مدخل القصر الرئاسي بالسودان                                          (مكة)
مدخل القصر الرئاسي بالسودان (مكة)
تحول القصر الرئاسي في الخرطوم الذي أنشئ قبل ما يقارب الـ200 سنة إلى محور للرعب والبيانات المتضاربة، حيث أعلنت قوات الدعم السريع في الأيام الماضية السيطرة عليه ونشرت فيديوهات من داخله، لكن الجيش السوداني أكد أمس أنه استعاد السيطرة عليه بواسطة قوات المظلات.

ويعيش السكان الموجودون على مقربة من القصر الرئاسي والمطار والمواقع الاستراتيجية في قلب ووسط الخرطوم أوضاعا مأساوية ويشعرون بالرعب مع استمرار عمليات القصف والاشتباكات، ويتمنى معظمهم الخروج من منازلهم لمناطق أخرى بعيدة عن مسرح العمليات العسكرية.

ويقول المواطن محمد إبراهيم الموجود بحي الخرطوم اثنين، «إن الوضع بمنطقتهم خطر جدا فهم حاليا تحت النيران ويعيشون حالة خوف لاسيما في ظل الانتشار الكثيف لقوات الدعم السريع داخل الحي، ويؤكد أن هناك منازل بالقرب منهم تضررت من الرصاص الطائش والدانات التي اخترقت منازلهم وأحالت جزءا منها إلى تراب.

ويختلف الوضع في مدينتي أم درمان وبحري عن مدينة الخرطوم حيث تشهد أم درمان هدوءا نسبيا منذ أول امس وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيا في بعض المناطق بينما ظلت مناطق أخرى بعيدة تماما عن الأحداث، وشهدت مدينة بحري هدوءا أمس، بينما تستمر العمليات العسكرية بمنطقة شرق النيل بين قوات الجيش والدعم السريع الذي يتمركز هناك.

وأفادت مصادر بالجيش السوداني أمس، بأن قوات الجيش سيطرت على القصر الرئاسي في قلب العاصمة الخرطوم بواسطة قوات المظلات.

وقالت إن الجيش يستعد لاستعادة السيطرة على القيادة العامة التي ظل جزءا كبيرا منها تحت سيطرة الدعم السريع.

والقصر الجمهوري أو الرئاسي في السودان، هو المقر الرسمي لرئيس الدولة في السودان قبل بناء القصر الجمهوري الجديد ويقع في العاصمة الخرطوم ويضم مكتب الرئيس ونوابه وفيه تتم استضافة رؤساء الدول الأجنبية الذين يقومون بزيارات رسمية للسودان، وتتم فيه مراسم تقديم أوراق الاعتماد بالنسبة لسفراء الدول الأجنبية وتجري فيه الاحتفالات الرسمية للبلاد.

وللقصر الجمهوري السوداني تاريخا حافلا بالأحداث التاريخية بدءا بمقتل الجنرال غوردون حاكم السودان البريطاني إبان الحكم التركي المصري للسودان على أيدي أنصار الثورة المهدية، ومرورا بأول احتفال باستقلال السودان عن الحكم الثاني في يناير من سنة 1956 م وإنزال علمي الإدارة الاستعمارية ورفع علم السودان الجديد، وانتهاء بمسلسل الأحداث السياسية عقب الاستقلال وأهمها الصراع السياسي على السلطة ومن بينها احتجاز الرئيس جعفر نميري فيه لبضعة أيام من قبل مناوئيه الذين استلوا على السلطة لفترة زمنية قصيرة في عام 1972 بقيادة الرائد هاشم العطا.

ويشكل القصر الجمهوري السوداني رمزا سياسيا في السودان فقد حملت الطوابع البريدية والعملات الورقية صورته والتي تتخلل مشاهد وصور النشرات الإعلامية في البلاد ويطلق اسمه على الشارع الرئيسي المؤدي إليه من جهة الجنوب والذي كان يعرف سابقاً باسم شارع فيكتوريا.

ويعتبر القصر الجمهوري من المعالم المعمارية الرئيسة في الخرطوم وهو يطل على الضفة الجنوبية لنهر النيل الأزرق بالقرب من مقرن النيلين الأزرق والأبيض وفي واحد من أجمل شوارع العاصمة المثلثة.

وتم وضع حجر الأساس للقصر سنة 1830 وبدأت عمليات البناء والتشييد عام 1832م، والتي تم تنفيذها علي مراحل شهدت تغيير في مواد البناء، فقد استخدم الطين والطوب في البداية والذي تم جلبه من موقع آثار مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة القديمة.