الهروب الكبير من السودان

الصحة العالمية: مقتل 270 شخصا وإصابة 2600 في أعمال العنف عمليات نهب واسعة للمحال التجارية وحرق للأسواق والممتلكات جثث وهياكل مدرعات متفحمة وانفجارات وضربات جوية في الخرطوم سودانيون يتناولون إفطار رمضان على وقع دوي المدافع وأزيز الرصاص
الصحة العالمية: مقتل 270 شخصا وإصابة 2600 في أعمال العنف عمليات نهب واسعة للمحال التجارية وحرق للأسواق والممتلكات جثث وهياكل مدرعات متفحمة وانفجارات وضربات جوية في الخرطوم سودانيون يتناولون إفطار رمضان على وقع دوي المدافع وأزيز الرصاص

الخميس - 20 أبريل 2023

Thu - 20 Apr 2023

فيما يستعد الآلاف لرحلة الهروب الكبير من السودان ويتحينون الفرصة لمغادرته نتيجة الحرب الطاحنة التي تدور بين المكون العسكري، يفر آلاف المدنيين من العاصمة الخرطوم تحت القصف، قاصدين ولايات السودان الأخرى الأكثر أمنا.

وتشهد الخرطوم وعدد من المدن السودانية عمليات نهب واسعة للمحال التجارية وحرق للأسواق والممتلكات، في حين تشير بعض المصادر إلى أن القتال العنيف الذي دخل يومه السادس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلف قرابة 300 قتيلا وما يزيد عن 3 آلاف مصاب.

ووسط النداءات الدولية، تواصلت المعارك بين الطرفين متجاهلين الهدنة التي جرى الاتفاق عليها لمدة 24 ساعة، وعاش الشعب السوداني على دوي الانفجارات وأزيز الرصاص ولا سيما في الخرطوم.

استنفار عالمي

تستعد الكثير من عواصم العالم لاستثمار الهدنة المفترضة بين الطرفين لإرسال طائرات لنقل رعاياها من الخرطوم، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان وغيرها من دول رغبتها في نقل رعاياها على وجه السرعة، وأكدت أن طائراتها جاهزة لإنجاز المهمة.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو أمس في مؤتمر صحفي طارئ «إنه لا توجد تقارير عن وقوع إصابات بين نحو 60 يابانيا يعيشون في السودان، وفقا لوكالة كيودو للأنباء.

ويتوقع مراقبون أن تشهد السودان عملية هروب كبيرة مع السماح لرحلات الطيران بالتحرك في ظل حالة الرعب والخوف التي تسطير على المدنيين، وبعد سقوط ضحايا من بين الموظفين الإغاثيين والتابعين لمنظمات أممية.

الفرار الكبير

وبدأ السودانيون أنفسهم رحلة الفرار من العاصمة الخرطوم، سيرا على الأقدام أو في مركبات، على طرق تغطيها الجثث وهياكل المدرعات المتفحمة، عبر آلاف السودانيين وسط أزيز الرصاص ودوي القذائف خلال التراشق بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، والجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان الذي يقود البلاد منذ عام 2021.

وشهدت العاصمة السودانية ضربات جوية وانفجارات بعد انهيار اتفاق برعاية أمريكية لوقف إطلاق النار، وهو ما دفع السكان للبقاء في منازلهم، وسمع دوي قصف مستمر وانفجارات عالية في وسط الخرطوم بالمنطقة المحيطة بمقر وزارة الدفاع والمطار، حيث جرت معارك ضارية بين الجانبين للسيطرة عليه وخرج من الخدمة منذ اندلاع القتال في مطلع الأسبوع، وتصاعد دخان كثيف إلى السماء.

هدنة شكلية

وتضاربت المعلومات بشأن موافقة طرفي النزاع على هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة انطلاقا من الساعة السادسة مساءة الثلاثاء بالتوقيت المحلي، في وقت دعا الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية الأطراف المتنازعة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

وفيما يستمر انقطاع الكهرباء والمياه في بعض أحياء العاصمة الخرطوم بسبب العنف، نشرت قوات الدعم السريع أمس فيديو من داخل مطار الخرطوم تسمع فيه أصوات أسلحة وسط أنباء عن سيطرتها عليه.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن قافلة دبلوماسية أمريكية تعرضت لإطلاق نار قبل يومين، نتيجة هجوم شنته عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، في حادثة وصفها بأنها طائشة وغير مسؤولة.

تحذير أمريكي

واستدعت الحادثة تحذيرا مباشرا من بلينكن، الذي أجرى اتصالين هاتفيين منفصلين في ساعة مبكرة من صباح أمس الأول مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ»حميدتي» ليبلغهما بأن أي خطر على الدبلوماسيين الأمريكيين هو أمر غير مقبول.

وحض وزراء خارجية دول مجموعة «السبع» طرفي النزاع على «وقف الأعمال العدائية فورا» والعودة إلى طاولة المفاوضات.

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس قال «إن الجانبين لم يبديا أي استعداد للتفاوض»، مضيفا للصحفيين «الطرفان المتقاتلان لا يعطيان انطباعا بأنهما يريدان وساطة من أجل سلام بينهما على الفور».

تزايد القتلى

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أعمال العنف التي اندلعت في السودان يوم السبت الماضي أسفرت عن مقتل 270 شخصا وإصابة 2600 آخرين، وسط تأكيدات على أن الرقم الحقيقي ربما يكون أكثر من ذلك بكثير.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في جنيف: «أدين كل الخسائر في الأرواح ونتضامن مع إخواننا وأخواتنا في السودان».

وتابع أن المساعدات التي وزعتها منظمة الصحة العالمية على المرافق الصحية قبل القتال قد استنفدت الآن.

وأنه بسبب استمرار القتال، كان من المستحيل تنظيم إرسال المزيد من الإمدادات، وذكر أن مستشفيات العاصمة الخرطوم ليس بها ما يكفي من المواد لمعالجة الجرحى، وأضاف «هناك تقارير مقلقة عن تعرض بعض المرافق الصحية للنهب واستخدام البعض الآخر لأغراض عسكرية».

ودعا رئيس منظمة الصحة العالمية إلى إتاحة الوصول بدون قيود إلى المرافق الصحية وحث المسؤولين على «العمل من أجل السلام».

نهب وحرق

وفيما استمرت عمليات النهب، تبرأت قوات الدعم السريع في بيان أمس من عمليات النهب وحرق الأسواق التي أبلغ عنها في مناطق متفرقة بالبلاد.

وقالت قيادة قوات الدعم السريع عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك «ظهر خلال فيديوهات متداولة أفراد يتبعون لهيئة العمليات وكتائب الظل ومجاهدي الحركة الإسلامية يرتدون زي قوات الدعم السريع ويقومون بنهب المحال التجارية وحرق الأسواق، للتعويض عن الهزائم الكاسحة التي تجرعوها في أرض المعركة».

وهابت بالسودانيين التبليغ عن أي مظهر من مظاهر التعدي لأقرب ارتكاز من ارتكازات قواتكم المنتشرة بالعاصمة حتى تتصدى لهم بقوة وحسم».

اهتزاز المباني

واستيقظت العاصمة السودانية الخرطوم أمس، على دوي انفجارات بجهة المطار بجانب أصوات الطائرات ودوي الرصاص ناحية القيادة العامة بصورة هزت المباني القريبة منهما.

وجاءت تلك التطورات بعد ساعات من الهدنة التي اتفق عليها طرفا الصراع، وقال الجيش السوداني، «إنه تصدى لهجوم جديد على محيط القيادة العامة ونجح في تكبيد خصمه خسائر كبيرة في الأرواح بجانب تدمير عدد من سياراته القتالية».

وأكد الجيش أن بمقدوره إنهاء المعركة مع الدعم السريع خلال ساعات فقط عبر قواته الجوية لكنه تحاشى هذه الخطوة حتى لا يضع حياة المواطنين على المحك باعتبار أن تجمعات، من وصفهم ، بـ «المتمردين» وتمركزهم يتم وسط الخرطوم.

وجدد البيان الدعوة لأفراد الدعم السريع لتسليم انفسهم لأقرب وحدة عسكرية والانضمام لصفوف الجيش للخروج من حالة التمرد.

أرقام حول الأزمة:

270 قتيلا وفقا للصحة العالمية.

2600 جريح حسب الصحة العالمية.

+ 500 قتيل وفق تقديرات إعلامية.

+ 5000 جريح وفق تقديرات.

7 ملايين أشبه بالرهائن في العاصمة.

5 آلاف دبلوماسي أجنبي ينتظرون الرحيل.

46 مليون سوداني يعيشون ترقبا وخوفا.