صحف العالم: السودان يشهد حرب عصابات
7 ملايين شخص رهائن نتيجة القتال.. والمدنيون محبوسون في منازلهم
7 ملايين شخص رهائن نتيجة القتال.. والمدنيون محبوسون في منازلهم
الأربعاء - 19 أبريل 2023
Wed - 19 Apr 2023
رسمت صحف العالم سيناريو مأساويا لمستقبل السودان مع استمرار الحرب الشرسة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي، وارتفاع عدد الضحايا من المدنيين وسط أبناء الشعب المسالم.
وفيما اهتمت الصحف البريطانية الشهيرة بالتطورات الميدانية على الأرض في الخرطوم، وأبرزت مواضيعها على الصفحات الأولى، ونبهت من احتمال تطور حرب العصابات التي تشهدها شوارع العاصمة السودانية وبقية المدن في الوقت الحالي إلى صراع إقليمي أشمل، بسبب وجود أطراف خارجية وراء كل فريق من فريقي الأزمة، ركزت الصحف الأمريكية أكثر على النواحي الإنسانية، بعد نزوح الملايين من العاصمة وإلى تضرر مستشفيات بالقصف، ونشرت مقالاتها على صفحات داخلية تعنى بالشأن الأفريقي، ووصفت الصحف الفرنسية ما يحدث بأنه كارثي وينذر بمستقبل أكثر سوءا في المنطقة.
التيلجراف: انحدار مأساوي
قالت الصحيفة الإنجليزية إن البلاد على شفا حرب أهلية، حيث تتنافس الآن قوتان جيدتا التجهيز للسيطرة على العاصمة، يكمن الخطر في أن يتحول ذلك إلى صراع إقليمي أوسع، فهناك مصالح استراتيجية لدول جارة للسودان، التي تستفيد من حصة كبيرة من نهر النيل، وتقع السودان على حدود دول غير مستقرة أخرى، بما في ذلك ليبيا وتشاد، ولعبت الحكومة في السابق دورا مهما في وقف تدفق الهجرة الأفريقية إلى أوروبا، وإذا استمر الاقتتال الداخلي قد يؤدي ذلك إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين.
فايننشال تايمز: صراع دموي
أكدت الصحيفة أن الجنرالين المتنافسين يتصارعان على السلطة طوال السنوات الماضية في السودان، في المرة الأخيرة التي تقاتل فيها رئيس عسكري ونائبه في شرق إفريقيا، قتل نحو 400 ألف شخص في جنوب السودان، وعاد الصراع الدموي على السلطة يزعزع استقرار السودان، حيث يخوض منافسان عسكريان، كلاهما تمرس في ميادين القتال في دارفور.
ويرى المحلل بن حنتر أن الرجلين (البرهان وحميدتي) تقاسما السلطة منذ العام 2019 ولكن وجود قوتين عسكريتين في بلد واحد دائما بمثابة وصفة لحرب أهلية، وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها أطراف الصراع بالتراجع وإلا سيصلان إلى حافة الهاوية.
التايمز: المرتزقة وراء الصراع
يرى كاميرون هدسون، أحد كبار المساعدين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تحليل بصحيفة التايمز أن استيلاء شركة فاجنر على السودان من شأنه أن يربط وجود هذه المجموعة من البحر الأحمر بدول وسط أفريقيا غير الساحلية، فتصبح السودان جوهرة التاج في أفريقيا.
ويضيف «وسع الرئيس بوتين بسرعة وجود روسيا في أفريقيا من خلال مبيعات الأسلحة ودعم رجال فاجنر الحكومات الضعيفة، مؤكدا أن فاجنر يدعم قوات الدعم السريع، في حين تخشى دول الجوار حاليا من انهيار السودان.
الجارديان: دوامة عنف مرير
تؤكد الصحيفة الإنجليزية أن مؤشرات الاضطرابات جرى الإعداد لها في الأسبوع الماضي، عندما بدأت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في نشر قواتها حول بلدة مروي الشمالية، وهي موقع استراتيجي به مطار وسد كهربائي على النيل، وفي مدن رئيسة أخرى.
وعلى الرغم من اعتراضات قيادة الجيش، بلغت تحركات المجموعة شبه العسكرية ذروتها في مواجهة عنيفة، وتبادل الجانبان اللوم بشأن من بدأ القتال، بعدما فوجئ سكان الخرطوم بإطلاق نار كثيف وضربات جوية وانفجارات مدفعية هزت المدينة. وبحسب ما ورد قتل 185 شخصا حتى الآن، من بينهم ثلاثة أشخاص يعملون في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وأصيب أكثر من 1800 شخص.
واشنطن بوست: صراع أوسع
توقعت الصحيفة الأمريكية أن يتحول القتال في السودان إلى صراع طويل الأمد، وقالت «يخشى الكثير من أن الحرب قد تجر الرعاة الإقليميين والجيران مثل تشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا، في النهاية لا أحد يعرف ما إذا كانت قوات الدعم السريع أو الجيش سيهزمان الآخر، لكن سعيهما قد يقلب المنطقة رأسا على عقب.
وأضافت «تتطلع قوى إقليمية مختلفة إلى ساحل البحر الأحمر السوداني بما في ذلك روسيا، التي لديها اتفاق محتمل قائم لإنشاء قاعدة بحرية في السودان من شأنها أن تمنح موسكو طريقا إلى المحيط الهندي، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تسيطر على الجزء الأكبر من مناجم الذهب، والتي منحته موردا مستقلا وواضحا للتمويل، تغذيه تجارة غير مشروعة للخام المهرب إلى روسيا.
نيويورك تايمز: المستشفيات عاجزة
تشير الصحيفة إلى الوضع الإنساني المؤلم، ففي الوقت الذي يتصارع فيه الجنرالان على السلطة، لم تعد المستشفيات قادرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى، أحد المراكز الطبية المكتظة شهد قصفا كبيرا في الصباح، ثم اقتحم أفراد من القوات شبه العسكرية الداخل، وأمروا بإجلاء الأطفال حديثي الولادة والمرضى الآخرين، وبدؤوا في اتخاذ مواقعهم، على حد قول أحد الأطباء.
وقال الطبيب مصعب خوجلي في مستشفى الشرطة ببري شمال شرق العاصمة الخرطوم «تحول المستشفى إلى ساحة معركة». كما ورد أن عددا من المستشفيات الأخرى تعرضت للهجوم في ثالث أيام القتال.
وول ستريت: لا خبز ولا سكرتقول الصحيفة الأمريكية «بينما كان الجيش السوداني يطالب بدمج قوات الدعم السريع في الجيش في غضون عامين، أصر الجنرال دقلو على أن هذا سيستغرق 10 أعوام، وفوت المجلس العسكري الموعد النهائي المتفق عليه مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحكومات أخرى لتوقيع اتفاقية استعادة الحكم المدني.
ورأت أن استمرار العنف بتفاقم الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك التضخم الجامح الذي جعل الأساسيات مثل الخبز والسكر بعيدا عن متناول الكثير من الناس، كما لا تزال البلاد تتعافى من حربين أهليتين طويلتين، أسفرت الثانية منهما عن استقلال جنوب السودان في عام 2011، وأشارت أن دبلوماسيين يتعرضون لهجوم في السودان مع اندلاع أعمال العنف.
لوموند: 7 ملايين رهينة
كشفت الصحيفة الفرنسية أن ما يقارب من 7 ملايين شخص أصبحوا في حكم الرهائن بسبب القتال العنيف بالسودان، وأكدت أن الجسور فوق النيل مغلقة، بعدما ترك الكثير من سكان وسط المدينة منازلهم على عجل، وحزموا حقائبهم وحاولوا الانضمام إلى أقاربهم في أحياء أكثر هدوءا.
وأشارت إلى أن السودان يشهد نزوحا بطيئا يتطلب التفافات بين مجموعات من رجال الميليشيات المنتشرة في جميع الأحياء، حيث يحمل بعض النازحين من المدن حزمة على رؤوسهم، ويمشون في العراء على جانب الطرق الرملية، متحدين تبادل النيران ويعرضون أنفسهم للرصاص الطائش، ولا يزال آخرون عالقين في قلب منطقة الحرب، مثل الستين طالبا من جامعة الخرطوم وأساتذتهم الذين احتبسوا داخل المكتبة.
وفيما اهتمت الصحف البريطانية الشهيرة بالتطورات الميدانية على الأرض في الخرطوم، وأبرزت مواضيعها على الصفحات الأولى، ونبهت من احتمال تطور حرب العصابات التي تشهدها شوارع العاصمة السودانية وبقية المدن في الوقت الحالي إلى صراع إقليمي أشمل، بسبب وجود أطراف خارجية وراء كل فريق من فريقي الأزمة، ركزت الصحف الأمريكية أكثر على النواحي الإنسانية، بعد نزوح الملايين من العاصمة وإلى تضرر مستشفيات بالقصف، ونشرت مقالاتها على صفحات داخلية تعنى بالشأن الأفريقي، ووصفت الصحف الفرنسية ما يحدث بأنه كارثي وينذر بمستقبل أكثر سوءا في المنطقة.
التيلجراف: انحدار مأساوي
قالت الصحيفة الإنجليزية إن البلاد على شفا حرب أهلية، حيث تتنافس الآن قوتان جيدتا التجهيز للسيطرة على العاصمة، يكمن الخطر في أن يتحول ذلك إلى صراع إقليمي أوسع، فهناك مصالح استراتيجية لدول جارة للسودان، التي تستفيد من حصة كبيرة من نهر النيل، وتقع السودان على حدود دول غير مستقرة أخرى، بما في ذلك ليبيا وتشاد، ولعبت الحكومة في السابق دورا مهما في وقف تدفق الهجرة الأفريقية إلى أوروبا، وإذا استمر الاقتتال الداخلي قد يؤدي ذلك إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين.
فايننشال تايمز: صراع دموي
أكدت الصحيفة أن الجنرالين المتنافسين يتصارعان على السلطة طوال السنوات الماضية في السودان، في المرة الأخيرة التي تقاتل فيها رئيس عسكري ونائبه في شرق إفريقيا، قتل نحو 400 ألف شخص في جنوب السودان، وعاد الصراع الدموي على السلطة يزعزع استقرار السودان، حيث يخوض منافسان عسكريان، كلاهما تمرس في ميادين القتال في دارفور.
ويرى المحلل بن حنتر أن الرجلين (البرهان وحميدتي) تقاسما السلطة منذ العام 2019 ولكن وجود قوتين عسكريتين في بلد واحد دائما بمثابة وصفة لحرب أهلية، وطالبت الصحيفة في افتتاحيتها أطراف الصراع بالتراجع وإلا سيصلان إلى حافة الهاوية.
التايمز: المرتزقة وراء الصراع
يرى كاميرون هدسون، أحد كبار المساعدين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في تحليل بصحيفة التايمز أن استيلاء شركة فاجنر على السودان من شأنه أن يربط وجود هذه المجموعة من البحر الأحمر بدول وسط أفريقيا غير الساحلية، فتصبح السودان جوهرة التاج في أفريقيا.
ويضيف «وسع الرئيس بوتين بسرعة وجود روسيا في أفريقيا من خلال مبيعات الأسلحة ودعم رجال فاجنر الحكومات الضعيفة، مؤكدا أن فاجنر يدعم قوات الدعم السريع، في حين تخشى دول الجوار حاليا من انهيار السودان.
الجارديان: دوامة عنف مرير
تؤكد الصحيفة الإنجليزية أن مؤشرات الاضطرابات جرى الإعداد لها في الأسبوع الماضي، عندما بدأت قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في نشر قواتها حول بلدة مروي الشمالية، وهي موقع استراتيجي به مطار وسد كهربائي على النيل، وفي مدن رئيسة أخرى.
وعلى الرغم من اعتراضات قيادة الجيش، بلغت تحركات المجموعة شبه العسكرية ذروتها في مواجهة عنيفة، وتبادل الجانبان اللوم بشأن من بدأ القتال، بعدما فوجئ سكان الخرطوم بإطلاق نار كثيف وضربات جوية وانفجارات مدفعية هزت المدينة. وبحسب ما ورد قتل 185 شخصا حتى الآن، من بينهم ثلاثة أشخاص يعملون في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، وأصيب أكثر من 1800 شخص.
واشنطن بوست: صراع أوسع
توقعت الصحيفة الأمريكية أن يتحول القتال في السودان إلى صراع طويل الأمد، وقالت «يخشى الكثير من أن الحرب قد تجر الرعاة الإقليميين والجيران مثل تشاد ومصر وإريتريا وإثيوبيا، في النهاية لا أحد يعرف ما إذا كانت قوات الدعم السريع أو الجيش سيهزمان الآخر، لكن سعيهما قد يقلب المنطقة رأسا على عقب.
وأضافت «تتطلع قوى إقليمية مختلفة إلى ساحل البحر الأحمر السوداني بما في ذلك روسيا، التي لديها اتفاق محتمل قائم لإنشاء قاعدة بحرية في السودان من شأنها أن تمنح موسكو طريقا إلى المحيط الهندي، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي تسيطر على الجزء الأكبر من مناجم الذهب، والتي منحته موردا مستقلا وواضحا للتمويل، تغذيه تجارة غير مشروعة للخام المهرب إلى روسيا.
نيويورك تايمز: المستشفيات عاجزة
تشير الصحيفة إلى الوضع الإنساني المؤلم، ففي الوقت الذي يتصارع فيه الجنرالان على السلطة، لم تعد المستشفيات قادرة على التعامل مع الأعداد المتزايدة من الجرحى، أحد المراكز الطبية المكتظة شهد قصفا كبيرا في الصباح، ثم اقتحم أفراد من القوات شبه العسكرية الداخل، وأمروا بإجلاء الأطفال حديثي الولادة والمرضى الآخرين، وبدؤوا في اتخاذ مواقعهم، على حد قول أحد الأطباء.
وقال الطبيب مصعب خوجلي في مستشفى الشرطة ببري شمال شرق العاصمة الخرطوم «تحول المستشفى إلى ساحة معركة». كما ورد أن عددا من المستشفيات الأخرى تعرضت للهجوم في ثالث أيام القتال.
وول ستريت: لا خبز ولا سكرتقول الصحيفة الأمريكية «بينما كان الجيش السوداني يطالب بدمج قوات الدعم السريع في الجيش في غضون عامين، أصر الجنرال دقلو على أن هذا سيستغرق 10 أعوام، وفوت المجلس العسكري الموعد النهائي المتفق عليه مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وحكومات أخرى لتوقيع اتفاقية استعادة الحكم المدني.
ورأت أن استمرار العنف بتفاقم الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك التضخم الجامح الذي جعل الأساسيات مثل الخبز والسكر بعيدا عن متناول الكثير من الناس، كما لا تزال البلاد تتعافى من حربين أهليتين طويلتين، أسفرت الثانية منهما عن استقلال جنوب السودان في عام 2011، وأشارت أن دبلوماسيين يتعرضون لهجوم في السودان مع اندلاع أعمال العنف.
لوموند: 7 ملايين رهينة
كشفت الصحيفة الفرنسية أن ما يقارب من 7 ملايين شخص أصبحوا في حكم الرهائن بسبب القتال العنيف بالسودان، وأكدت أن الجسور فوق النيل مغلقة، بعدما ترك الكثير من سكان وسط المدينة منازلهم على عجل، وحزموا حقائبهم وحاولوا الانضمام إلى أقاربهم في أحياء أكثر هدوءا.
وأشارت إلى أن السودان يشهد نزوحا بطيئا يتطلب التفافات بين مجموعات من رجال الميليشيات المنتشرة في جميع الأحياء، حيث يحمل بعض النازحين من المدن حزمة على رؤوسهم، ويمشون في العراء على جانب الطرق الرملية، متحدين تبادل النيران ويعرضون أنفسهم للرصاص الطائش، ولا يزال آخرون عالقين في قلب منطقة الحرب، مثل الستين طالبا من جامعة الخرطوم وأساتذتهم الذين احتبسوا داخل المكتبة.