دخيل سليمان المحمدي

جمعية ضيافة المدينة منارة الشموخ ودلة الكرم

الثلاثاء - 18 أبريل 2023

Tue - 18 Apr 2023

تعد الجمعيات الخيرية من الأنشطة غير الربحية وتعتبر دلالة على نضج وعي الإنسان بذاته واحتياجاته، لذلك صنفها علماء الاجتماع بأنها أرقى مراحل نمو وتطور العقل البشري، وتعتبر معيارا لقياس مدى التطور والديناميكية المجتمعية، ولله الحمد انتشرت هذه الجمعيات في مملكتنا الحبيبة انتشارا واسعا على اختلاف أنشطتها وأهدافها لتفتح بابا واسعا لممارسة العمل التطوعي.

جمعية ضيافة المدينة إحدى النماذج التطوعية التي برزت وبزغت بزوغ البدر في سماء طيبة الطيبة بالرغم من حداثة إنشائها فهي جمعية تطوعية متخصصة يفتخر بها أبناء طيبة الطيبة لما تقوم به من خدمات إنسانية تسهيلا للحاج والمعتمر والزائر في أداء مناسكه وتقوم بتحويل الجهود الخيرية والمساهمات المباركة إلى خدمات متميزة من خلال التطوير والإبداع وسرعة الاستجابة بكفاءة وفعالية وفق المعايير العالمية، بإشراف الثقات من محبي الخير احتسابا لوجه الله تعالى، حيث تقوم بتأمين الوجبات الجافة والوجبات المطهية من خلال وجبات صحية معدة مسبقا ومحفوظة بطريقة آمنة، وتقديمها كضيافة للزائرين والمعتمرين في الأماكن المخصصة، بالإضافة لمياه الشرب الباردة، وكذلك توزيع سقيا زمزم المبخرة عن طريق الجرار بحلة إبداعية تمثل التراث الأصيل لأهل طيبة الطيبة.

اعتمدت جمعية ضيافة المدينة قبة الحرم ومنارته ودلة القهوة السعودية رمزا لشعارها استشعارا بتاريخ المدينة الإسلامي العريق وفخرا بالقهوة السعودية رمز الضيافة والكرم المتوارث في مملكتنا الغالية جيلا بعد جيل.

ومن باب الشفافية فقد عهدت الجمعية بنشر الإحصائيات يوميا من خلال حسابها الرسمي على منصة تويتر وتؤكد بأنه ما تم توزيعه خلال عشرة الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك ما يقارب 21400 وجبة إفطار، و20850 عبوة ماء، و4800 وجبة سحور شملت 47 ألف مستهدف ومستفيد في مواقع مختلفة. ولا يقتصر عملها فقط على ذلك بل تقوم بإعانة ذوي الاحتياجات الخاصة من كبار السن وعمل زيارات ميدانية للمرضى من المعتمرين المنومين في المستشفيات، وذلك للاطمئنان عليهم والدعاء لهم بالشفاء العاجل وتقديم الهدايا لهم.

إن ضيافة وفود الرحمن وزائري المصطفى عليه الصلاة والسلام، عادة تعود عليها أهالي طيبة الطيبة منذ أربعة عقود تقريبا، حتى أصبحت علامة فارقة امتازوا بها وهذا مما جعل لجمعية ضيافة المدينة وجودا بارزا ومدعوما ومميزا على أرض هذا البقاع الطاهر، فشكرا لقيادتنا الغالية على الدعم المتواصل لجمعياتنا الخيرية وشكر خاص لحبيب طيبة وأميرها فيصل بن سلمان الذي لا يكل ولا يمل من دعم وتحفيز هذه الأعمال الخيرية التي تبرز القيمة الإنسانية والإسلامية لدى مجتمعاتنا.

همسة: إن كرم الضيافة سمة من السمات الإنسانية التي يفتخر بها الإنسان المسلم فكيف بها لو كانت ضيافة مقدمة لضيف الرحمن.

dakhelalmohmadi@