معايير الإفصاح عن المشاهدات التلفزيونية خلال رمضان
الثلاثاء - 18 أبريل 2023
Tue - 18 Apr 2023
أوشك الشهر الفضيل على الرحيل، لتعود المشاهدة التلفزيونية إلى معدلاتها الطبيعية في بقية العام، خاصة أنها ارتفعت هذا العام بحدود 30% عن غير رمضان.
وتشير القياسات اليومية للمشاهدة التلفزيونية على المتابعة الجماعية عبر جهاز التلفاز بنسبة تصل إلى حدود 70% مقابل نسبة تصل إلى 30% للمتابعة الفردية عبر المنصات التلفزيونية الرقمية الأخرى.
ويظل نقل آذان وصلاة المغرب من الحرم المكي الشريف يمثل أعلى نسب مشاهدة ومتابعة يليها نقل آذان وصلاة العشاء والتراويح بنسبة مشاهدة أقل ولكن لفترة أطول، وتستمر فترة ما بعد صلاة المغرب الأعلى في نسب المشاهدة التليفزيونية اليومية ثم تليها الفترة ما بعد صلاتي العشاء والتراويح من 10 مساء إلى 1:30 صباحا، هذا خلال العشرين يوما الأولى من الشهر الكريم، لتبدأ صلاة التهجد من يوم العشرين من رمضان وحتى نهايته من الساعة 12:30 صباحا من بعد منتصف الليل إلى 2 صباحا، وعلى الرغم من هذه الفترة بالطبع غير مستغلة إعلانيا أو تجاريا (ولا يجب ذلك طبعا) إلا أنها فترة إعلامية عامرة بكل روحانية خصوصا لمن لا يقوى على الذهاب للمساجد من رجال ونساء يفضل المتابعة التلفزيونية لخير بقاع الأرض، لذا عادة ما تنتهي أغلب الأعمال التليفزيونية في الأيام العشرين الأولى لشهر رمضان وإن كنا بدأنا نلاحظ عودة البرامج والمسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة أيضا في النصف الأول وكذلك الثاني من الشهر.
تتصدر قناة MBC التليفزيونية بصفة عامة فترات الذروة للمشاهدة بالمسلسلات والبرامج منذ عدة سنوات تصل إلى عقدين تقريبا، ويستمر الوضع بشكل عام لهذا العام أيضا، ويزاحم التليفزيون السعودي SBC بنسب مشاهدة أعلى نسبيا لمسلسلات وبرامج فترات الذروة في المشاهدة خاصة بعد تراجع روتانا عن تقديم أي أعمال تليفزيونية جديدة خاصة برمضان، كما من الملاحظ لهذا العام أن أغلب المنصات التلفزيونية الرقمية بدأت تعلن عن نسب مشاهدة عالية بالملايين رغم محدودية نسب المشاهدة لها (الثلث تقريبا) أمام التليفزيونات العادية وذلك نظرا للأريحية في الاختيار المناسب للمادة المقدمة والتوقيت الملائم لكل فرد على حدة.
وتصر أغلب المنصات الرقمية (مثل نيتفليكس وشاهد وغيرها) على الإعلان عن أرقام ضخمة للمشاهدة قد تصل إلى عشرات الملايين لبعض المسلسلات والأعمال الفنية هذا العام، إلا أنها بالطبع مشاهدة تراكمية على مدار الساعة بالنسبة لإتاحة الوقت وسهولة العرض ونوعية الجمهور.
والمشكلة أن أغلب هذه الأرقام الصادرة عن المنصات ذاتها (من باب من يشهد للعروسة؟!) وليس جهة مستقلة ومحايدة ومدققة لتلك الأرقام.. ومن المعروف أنه لابد من توفر عدة شروط أو معايير للإفصاح عن أي أرقام للمشاهدة، وأهمها:
1 - أن يتم عبر طرف آخر مستقل مثل شركة قياس الوسائل الإعلامية MRC أو غيرها لا ترتبط بأي مصلحة مادية أو معنوية مباشرة مع أي قناة تليفزيونية أو منصة رقمية.
2 - أن تكون هذه النتائج ضمن دراسة مقننة علميا وعمليا وتقنيا يتفق عليها كل من قطاعي الإعلام والإعلان على حد سواء وتقوم بالتنفيذ شركة متخصصة عالمية مثل نيلسون الأمريكية المتواجدة في أكثر من 90 دولة في العالم أو غيرها من شركات البحوث مثل إبسوس سابقا.
3 - علاوة على أهمية تدقيق ومراجعة البيانات والنتائج من قبل شركة متخصصة أيضا في ذلك المجال مثل شركة (3M3A) أو غيرها.
4 - صحيح أن التقنية الرقمية الحديثة توفر الكترونيا هذه البيانات والأرقام ولكن بدون الاعتبارات الثلاثة السابقة فإن شبهة الحرج والتلاعب أو التحكم الالكتروني تظل واردة -لا سمح الله- مع ضرورة وأهمية توحيد هذه البيانات والنتائج في عملة واحدة لكل منطقة أو سوق إعلامي وإعلاني.
5 - تبقى الصدارة في المنافسة على المراكز المتقدمة ونسب المشاهدة هي الأساس للصحة والدقة والموثوقية والاعتمادية للبيانات غير المعلنة والنتائج المعلنة بشكل قانوني سليم.
6 - صحيح أن القمة دائما لا تتسع إلا لقناة أو منصة واحدة أو برنامج واحد، وذلك على الرغم من أهمية المراكز التالية في الترتيب دون إغفال أو تهميش؛ فالكل يريد أن يحظى بالمرتبة الأولى «رقم واحد» لا ثاني ولا ثالث ولا رابع للأول.
7 - تظل هذه المراكز (متقدمة أو متأخرة) مرتبطة إلى حد كبير بطبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه والتوقيت المناسب في المشاهدة بالإضافة طبعا لنوعية المحتوى المقدم للجمهور سواء كان شعبيا أو فئويا نخبويا.
8 - قد يكون الوصول للقمة أسهل من استمرارية البقاء عليها لعدة سنوات أو مواسم إلا في بعض الاستثناءات في القنوات التلفزيونية مثل MBC أو بعض البرامج مثل طاش ما طاش في السابق على التلفزيون السعودي ثم لاحقا على MBC بما يتماهى بدرجة كبيرة مع ذائقة الجماهير في المشاهدة سواء للقناة التلفزيونية أو البرنامج المقدم عليها.
9 - للمعلومية أكرر أن لكل مركز من المراكز العشر أو العشرين الأوائل خصائصه ومميزاته التي تثري نسبة المشاهدة أو المركز المتحصل عليه، فلا يمكن أن يكون هناك مركز أول بدون مراكز تالية والعكس صحيح.
10 - بالتأكيد فإن هناك بعض نسب أو مراكز قد تكون صادمة أو مزعجة لبعض القنوات أو البرامج التلفزيونية ولكن التغاضي عن حقيقة الواقع يعصف بالجهود المبذولة والاستثمارات المنفقة والتقديرات المتوقعة.
يبقي السؤال معلقا عن الجدوى الاقتصادية لهذه القنوات وهذه المشاهدات وهذه البرامج، ولا يمكن الإجابة عليه دون الرجوع لجميع النقاط سالفة الذكر.. ولعل هذا المقال وغيره من المقالات لنشر ثقافة الوعي بهكذا مشاهدات فلا أحد يمتلك الحقيقة وحده ويجب أن نضيء شمعة بدل أن نلعن الظلام.
والله ولي التوفيق.
aabankhar@
وتشير القياسات اليومية للمشاهدة التلفزيونية على المتابعة الجماعية عبر جهاز التلفاز بنسبة تصل إلى حدود 70% مقابل نسبة تصل إلى 30% للمتابعة الفردية عبر المنصات التلفزيونية الرقمية الأخرى.
ويظل نقل آذان وصلاة المغرب من الحرم المكي الشريف يمثل أعلى نسب مشاهدة ومتابعة يليها نقل آذان وصلاة العشاء والتراويح بنسبة مشاهدة أقل ولكن لفترة أطول، وتستمر فترة ما بعد صلاة المغرب الأعلى في نسب المشاهدة التليفزيونية اليومية ثم تليها الفترة ما بعد صلاتي العشاء والتراويح من 10 مساء إلى 1:30 صباحا، هذا خلال العشرين يوما الأولى من الشهر الكريم، لتبدأ صلاة التهجد من يوم العشرين من رمضان وحتى نهايته من الساعة 12:30 صباحا من بعد منتصف الليل إلى 2 صباحا، وعلى الرغم من هذه الفترة بالطبع غير مستغلة إعلانيا أو تجاريا (ولا يجب ذلك طبعا) إلا أنها فترة إعلامية عامرة بكل روحانية خصوصا لمن لا يقوى على الذهاب للمساجد من رجال ونساء يفضل المتابعة التلفزيونية لخير بقاع الأرض، لذا عادة ما تنتهي أغلب الأعمال التليفزيونية في الأيام العشرين الأولى لشهر رمضان وإن كنا بدأنا نلاحظ عودة البرامج والمسلسلات ذات الخمس عشرة حلقة أيضا في النصف الأول وكذلك الثاني من الشهر.
تتصدر قناة MBC التليفزيونية بصفة عامة فترات الذروة للمشاهدة بالمسلسلات والبرامج منذ عدة سنوات تصل إلى عقدين تقريبا، ويستمر الوضع بشكل عام لهذا العام أيضا، ويزاحم التليفزيون السعودي SBC بنسب مشاهدة أعلى نسبيا لمسلسلات وبرامج فترات الذروة في المشاهدة خاصة بعد تراجع روتانا عن تقديم أي أعمال تليفزيونية جديدة خاصة برمضان، كما من الملاحظ لهذا العام أن أغلب المنصات التلفزيونية الرقمية بدأت تعلن عن نسب مشاهدة عالية بالملايين رغم محدودية نسب المشاهدة لها (الثلث تقريبا) أمام التليفزيونات العادية وذلك نظرا للأريحية في الاختيار المناسب للمادة المقدمة والتوقيت الملائم لكل فرد على حدة.
وتصر أغلب المنصات الرقمية (مثل نيتفليكس وشاهد وغيرها) على الإعلان عن أرقام ضخمة للمشاهدة قد تصل إلى عشرات الملايين لبعض المسلسلات والأعمال الفنية هذا العام، إلا أنها بالطبع مشاهدة تراكمية على مدار الساعة بالنسبة لإتاحة الوقت وسهولة العرض ونوعية الجمهور.
والمشكلة أن أغلب هذه الأرقام الصادرة عن المنصات ذاتها (من باب من يشهد للعروسة؟!) وليس جهة مستقلة ومحايدة ومدققة لتلك الأرقام.. ومن المعروف أنه لابد من توفر عدة شروط أو معايير للإفصاح عن أي أرقام للمشاهدة، وأهمها:
1 - أن يتم عبر طرف آخر مستقل مثل شركة قياس الوسائل الإعلامية MRC أو غيرها لا ترتبط بأي مصلحة مادية أو معنوية مباشرة مع أي قناة تليفزيونية أو منصة رقمية.
2 - أن تكون هذه النتائج ضمن دراسة مقننة علميا وعمليا وتقنيا يتفق عليها كل من قطاعي الإعلام والإعلان على حد سواء وتقوم بالتنفيذ شركة متخصصة عالمية مثل نيلسون الأمريكية المتواجدة في أكثر من 90 دولة في العالم أو غيرها من شركات البحوث مثل إبسوس سابقا.
3 - علاوة على أهمية تدقيق ومراجعة البيانات والنتائج من قبل شركة متخصصة أيضا في ذلك المجال مثل شركة (3M3A) أو غيرها.
4 - صحيح أن التقنية الرقمية الحديثة توفر الكترونيا هذه البيانات والأرقام ولكن بدون الاعتبارات الثلاثة السابقة فإن شبهة الحرج والتلاعب أو التحكم الالكتروني تظل واردة -لا سمح الله- مع ضرورة وأهمية توحيد هذه البيانات والنتائج في عملة واحدة لكل منطقة أو سوق إعلامي وإعلاني.
5 - تبقى الصدارة في المنافسة على المراكز المتقدمة ونسب المشاهدة هي الأساس للصحة والدقة والموثوقية والاعتمادية للبيانات غير المعلنة والنتائج المعلنة بشكل قانوني سليم.
6 - صحيح أن القمة دائما لا تتسع إلا لقناة أو منصة واحدة أو برنامج واحد، وذلك على الرغم من أهمية المراكز التالية في الترتيب دون إغفال أو تهميش؛ فالكل يريد أن يحظى بالمرتبة الأولى «رقم واحد» لا ثاني ولا ثالث ولا رابع للأول.
7 - تظل هذه المراكز (متقدمة أو متأخرة) مرتبطة إلى حد كبير بطبيعة الجمهور المستهدف وخصائصه والتوقيت المناسب في المشاهدة بالإضافة طبعا لنوعية المحتوى المقدم للجمهور سواء كان شعبيا أو فئويا نخبويا.
8 - قد يكون الوصول للقمة أسهل من استمرارية البقاء عليها لعدة سنوات أو مواسم إلا في بعض الاستثناءات في القنوات التلفزيونية مثل MBC أو بعض البرامج مثل طاش ما طاش في السابق على التلفزيون السعودي ثم لاحقا على MBC بما يتماهى بدرجة كبيرة مع ذائقة الجماهير في المشاهدة سواء للقناة التلفزيونية أو البرنامج المقدم عليها.
9 - للمعلومية أكرر أن لكل مركز من المراكز العشر أو العشرين الأوائل خصائصه ومميزاته التي تثري نسبة المشاهدة أو المركز المتحصل عليه، فلا يمكن أن يكون هناك مركز أول بدون مراكز تالية والعكس صحيح.
10 - بالتأكيد فإن هناك بعض نسب أو مراكز قد تكون صادمة أو مزعجة لبعض القنوات أو البرامج التلفزيونية ولكن التغاضي عن حقيقة الواقع يعصف بالجهود المبذولة والاستثمارات المنفقة والتقديرات المتوقعة.
يبقي السؤال معلقا عن الجدوى الاقتصادية لهذه القنوات وهذه المشاهدات وهذه البرامج، ولا يمكن الإجابة عليه دون الرجوع لجميع النقاط سالفة الذكر.. ولعل هذا المقال وغيره من المقالات لنشر ثقافة الوعي بهكذا مشاهدات فلا أحد يمتلك الحقيقة وحده ويجب أن نضيء شمعة بدل أن نلعن الظلام.
والله ولي التوفيق.
aabankhar@