عبدالحليم البراك

في ذكرى بيعة ولي العهد.. لا شيء يعدل الولاء!

الثلاثاء - 18 أبريل 2023

Tue - 18 Apr 2023

في ظل الأمن والأمان الذي تعيشه المملكة، والتلاحم الفريد - بحمد الله - بين القيادة الحكيمة والشعب الكريم، بل والرخاء الاقتصادي الذي نلمسه ونتعايش معه، وفي ظل ما نراه من حولنا من ألم قلة الأمن وتردي اقتصادات دول حول العالم، لا يسع أحدا أن يساوم على الولاء للوطن والأمة وولاة الأمر، في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله). وما ذكرى البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد؛ في الذكرى السنوية لذلك، إلا إحدى قنوات الولاء التي نعبر فيها عن ولاء للقائد المجدد ولي العهد.

سيذكر التاريخ واللاحقون من بعدنا من أبنائنا وأحفادنا حجم التحولات الفكرية والاقتصادية التي بذلها سموه في سبيل وطنه وأمته، وسعيه الحميم إلى مواكبة العالم في تقدمه، بل لا نبالغ إن قلنا إننا بدأنا نأخذ زمام المبادرة العالمية في بعض القطاعات، فما معدلات النمو الاقتصادية التي تشهدها المملكة، في ظل ما يمر فيه العالم من أزمات اقتصادية وريادة المملكة في ذلك، حتى على مستوى دول العشرين إلا دليل يؤكد هذا الأمر.

والنقلة النوعية المتميزة في الرقابة على المال العام، وتأسيس أنظمة المحاسبة والمتابعة، وضمان سلامة ونزاهة المال العام، وما تلك الأخبار المؤيدة والمدعومة من القيادة العليا في تقفي أثر الفاسدين والقبض عليهم، إلا أحد نجاحات ولي العهد - حفظه الله - في إكمال منظومة التنمية الحكومية، وتأسيس قاعدة قوية في حرمة المال العام، وأن ثمة يد عليا تطال كل من تسول له نفسه العبث الإداري والمالي في مقدرات الشعب، وأن يد الرقيب ستصل إليه طال الزمن أم قصر.

وإن كان هذا الحديث عن التنمية في ظل ما يوليه سموه من عناية فائقة له، فلا بد للحديث أن يطال أمرين مهمين: أما أحدهما، فهو برامج الإسكان الذي حقق أهدافه، ولا يزال يحقق نموا متميزا على مستوى المواطن والقطاع الحكومي والقطاع المصرفي، والذي أثمر هذا التعاون عن انخفاض حاد في عدد السعوديين الذين لا يملكون منازل مملوكة من الفئات المستهدفة بالبرنامج.

أما الأمر الآخر: فهو قوة صندوق الاستثمارات السعودية في الداخل والخارج، والعناية الخاصة من سمو ولي العهد بتنمية هذا الصندوق وضخ المليارات فيه، ومشاريع استثمارية فريدة انطلقت منه حتى يكون صندوقا داعما للمملكة وللأجيال، وأن يكون رافدا قويا في رفع استثمارات المملكة في سبيل توفير موارد أخرى غير نفطية للمملكة، حتى يقل الاعتماد على الموارد النفطية، ولا يكون الدخل الوحيد، وتكون سلة الموارد الحكومية متنوعة وشاملة، وغير محدودة بإذن الله.

ليست هذه النجاحات فحسب، فثمة قطاعات أخرى قطعت أشواطا متميزة في النجاح والتفوق، والنتيجة الطبيعية هي رفاهية المواطن وخط أمان - بعد الله - رافدا له يضمن له وللأجيال من بعده وجود قاعدة اقتصادية تنموية متينة، تضمن أن اقتصادات هذا البلد بخير، بفضل التخطيط المتكامل والرؤية الواضحة وقصد الهدف، متجاهلين أي صعوبات يمكن أن تحدث في سبيل الغاية النبيلة، وهي خير البلد وأمن البلد.

إن التكامل في النجاح في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، شمل القطاعات التنموية جميعها بلا استثناء.

فتطور القطاع الصحي يقابله تطور ملحوظ ورائع في القطاع البلدي، وقطاع العناية بضيوف الرحمن يقابله أيضا نمو مرتبط بتعظيم السياحة الداخلية كرافد لمواسم الحج والعمرة وغيرها.

وما المشاريع التنموية التي نرى رافعات تبنى وهي تحجب ضوء الشمس إلا شاهد آخر على هذا النمو والتنمية، ولله الحمد.

ولم يكن هذا الأمر ليتحقق لولا الدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وتوجيهاته السديدة ورؤيته الحكيمة، ومن خلفه ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وما هذه المناسبة السنوية الكريمة التي تتكرر في شهر كريم عظيم إلا مناسبة أن نؤكد أن الولاء لا يعدله شيء، وأن الأمن والأمان والتنمية والاقتصاد هي أولى أولويات القيادة. نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يحفظ لنا أرضنا وبلدنا وأمتنا وقيادتنا.

Halemalbaarrak@