بسام فتيني

صوت مركز الحوار الوطني!

الأحد - 16 أبريل 2023

Sun - 16 Apr 2023

قد يكون البعض نسي هذا المركز، وقد يكون البعض ـ وأنا منهم ـ يتذكره جيدا قبل سنوات، حين كان فاعلا وذا حضور يصنع الصوت ويلتقط الصدى، فيصنع بيئة خصبة لجمع المتنافرين على طاولة واحدة دون وضع سقف للحوار!

فكان حينها سابقا لعصره، مؤسسا لمرحلة رائعة في تعزيز مفهوم الحوار، وجمع الصف ووحدة الكلمة، حتى مع المتنافرين كما أسلفت! لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ حقيقة لا أعلم! هذا المركز بدأ في الاختفاء شيئا فشيئا من الوجود، لم يعد له الأثر ذاته حين كان في عنفوان البدايات، بل وأذكر جيدا حين شاركت في بدايات عام 2004، إن لم تخني الذاكرة، كمستمع ضمن الحضور، ثم في 2014 حين كنت مستشارا في وزارة الحج آنذاك، أؤكد لكم أن الحوار حينها كان يتسع للجميع. إنني شاركت متحدثا في هذه الجلسة، وكان يرأس الجلسة الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء، ومع ذلك مررت في سياق حديثي أننا بحاجة إلى توسيع مسارات الفن لاستيعاب الشباب، فاسترقت النظر حينها للشيخ عبدالله وأنا أقول في نفسي، لعله يقاطع أو يعترض، فما وجدته إلا متابعا ويبتسم، فأكملت حديثي وقلت: (نحتاج للسينما الهادفة)، وهنا شعرت بنظرات الحضور حولي وقد تكاد تقطعني إربا، ومع ذلك أعدت النظر للشيخ عبدالله، فوجدته مبتسما دون مقاطعة أو تعليق (حتى انتهيت من مداخلتي).في ذلك اليوم، وفي تلك اللحظة شعرت بفخر شديد بتطبيق مفهوم الحوار فعلا، حتى وإن كان الحضور أو بعضه لا يتفق مع حديثي،

فمن كان يجرؤ آنذاك أن يفكر بأن يقول سينما وفن! وفي حضرة من؟.هذا الدور الرائع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني آنذاك كان يؤسس لقاعدة رائعة، وهي (احتواء الاختلاف)، واحترام مفهوم (الحوار بين المختلفين بحب). كان دورا رائعا، لكن اليوم مضطر اضطرارا للعودة للسؤال المحير وأقول: ماذا حدث؟، ماذا حدث لهذا المركز؟ لماذا خفت نجمه وقل بريقه وانعدم صوته؟ لماذا؟ رغم وجود كوادر رائعة ومتميزة، وبعض أعضاء المجلس اليوم أعرفهم شخصيا، وأعرف تميزهم على المستوى الشخصي!

لذلك، أتعجب وأقول: لماذا لا زال المركز محلك سر؟ هذا لغز رمضاني يحتاج الحل، فما أنا إلا محب بصدق لهذا المركز، وأتمنى عودة صوته الشجي، فهل يكون؟

BASSAM_FATINY@