حاتم المسعودي

وداعا «ورق» الصحافة

السبت - 15 أبريل 2023

Sat - 15 Apr 2023

يتناقل خبر إيقاف الشركة الوطنية للتوزيع عن توزيع الصحف الورقية المتعاقدة معها، وذلك بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الإيرادات نهاية شهر رمضان الجاري 1444هـ، وهو إعلان رسمي لتشييع «الصحافة الورقية» لمثواها الأخير.

الخبر بالنسبة لي لم يكن مفاجئا بل متوقعا وسبق أن كتبت مقالا تحت عنوان «لا يعرفون معنى جريدة أو صحيفة» بعد استقصاء بسيط قمت به على بعض المتاجر المتوقع وجود صحف ورقية بها قبل عدة أشهر ولكن لم أجد أي صحيفة وذكرت أن هناك نوعا من الخجل من الإعلان الرسمي عن ذلك حتى جاء ذلك القرار عبر شركة التوزيع الوطنية.

كانت جرأة شركة التوزيع أقوى؛ لأنها وصلت لحد «الفيض» في ظل تكتم الصحف السعودية عن تلك الخطوة التي كانت ملحوظة من عدة سنوات ولم تتحرك ساكنة لمواجهة الواقع أو اتخاذ تدابير حقيقية في «أزمة الصحف الورقية» كنت أتمنى أن يظهر أحد المسؤولين في تلك الصحف ويتخذ الخطوة الجريئة ويقول «سنتوقف عن الطباعة» ولن نتوقف عن دور الصحافة.

في نفس الوقت لن أحمل صانعي القرار في الصحف السعودية المسؤولية وحدهم بل على وزارة الإعلام دور كبير ومهم في التعامل مع هذه الأزمة التي تعصف بـ «الصحافة السعودية» ومع احترامي وتقديري لن يقوم بدورها ما يسمى بالإعلام الجديد أو صحافة الموبايل للأفراد؛ لأنها أدوار شخصية وتسعى لأهدافها الشخصية حتى لو قامت بأدوار وطنية أو اجتماعية محدودة.

وتشخيص سريع للواقع بعد أن تعبت ماديا الصحف السعودية التي كانت تقود المشهد في سنين مضت ولم تستطع جذب المجتمع ولا أعني بدعم استمرار الورق بل «دعم توجه الصحافة الرقمية» لعدم وجود عصب الحياة «المال» الذي يدفع الصحفيين للعمل والإبداع تولى إدارة الإعلام الحالي ما يسمون بمشاهير الإعلام الجديد وقد شاهدنا ورصدنا كمجتمع كيف تحول المشهد واهتمامات الشباب والفتيات بدون تفاصيل.

بالمختصر من المهم على وزارة الإعلام أن تتعامل مع الواقع باحترافية بتوديع «صحافة الورق» والعمل على دعم وتعزيز «الصحافة الرقمية» ومنحها دورا مهما في المجتمع ماديا ومعنويا وجعلها المنصات الرسمية للحدث والنقد والبناء للمجتمع السعودي.

hatim_almsaudi@