تاجر أدوية يصنع الموت في الصومال

معلومات مخابراتية ترجح تقدم علي طيري لزعامة حركة الشباب الإرهابية
معلومات مخابراتية ترجح تقدم علي طيري لزعامة حركة الشباب الإرهابية

الخميس - 13 أبريل 2023

Thu - 13 Apr 2023

فيما يواصل الجيش الصومالي دك حصون حركة الشباب الإرهابية، يتقدم أحد صناع الموت لتسلم زعامة الجماعة التي تشكل صداعا لا يتوقف في القارة الأفريقية، وتعد أحد أعنف ميليشيات الإرهاب في العالم.

برز اسم الإرهابي علي محمود راغي الملقب بـ»علي طيري» العضو المؤسس في حركة الشباب الإرهابية بوصفته الزعيم المنتظر للجماعة، فرغم تخصصه في تجارة الأدوية التي من المفترض أن تعالج آلام الناس فإنه يستخدم عائداتها في قتل آخرين عبر مساعدة حركة «الشباب» في الصومال مع تنامي نشاطها الإرهابي. وتؤكد المخابرات الصومالية أن طيري الذي صنفته الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الإرهاب العالمية، أحد أثرى قادة التنظيم الإرهابي، ويتمتع بدور كبير في بناء الجهاز المالي للحركة، والتسلل إلى التجارة بحكم معرفته وممارسته في هذا المجال.

نفوذ طيري

يتولى الإرهابي العالمي طيري منصب المتحدث الرسمي باسم حركة الشباب منذ مايو 2009، وهو من القيادات الأكثر تأثيرا ونفوذا داخل التنظيم بسبب الأدوار المتعددة التي يلعبها في أكثر من جهاز وعلاقته مع مختلف القيادات في التنظيم. ورغم أنه لا توجد تفاصيل كثيرة عن حياته الشخصية، إلا أن المخابرات الصومالية تؤكد أنه من مواليد العاصمة الصومالية مقديشو في عام 1966، ينحدر من القبائل المركزية في جنوب الصومال، ما أعطى له نفوذا كبيرا داخل الحركة، وإلى جانب عمله كتاجر أدوية كان يقدم دروسا دينية في مساجد سوق بكارة أكبر سوق تجاري في الصومال في مقديشو.

إرهابي عالمي

شارك علي طيري في التخطيط لهجمات إرهابية في الصومال وكينيا، ويخول إليه الحديث باسم كافة أنشطة التنظيم الإرهابي، ففي 6 أغسطس 2021، صنفته وزارة الخارجية الأمريكية على أنه إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص، حيث حظرت جميع الممتلكات والمصالح التي تنتمي إليه وقد يعرض الأشخاص الذين يشاركون في معاملات معينة مع إلى التصنيف، علاوة على ذلك، فإن أي مؤسسة مالية أجنبية تسهل عن عمد معاملة مالية كبيرة أو تقدم خدمات مالية كبيرة له يمكن أن تخضع لعقوبات أمريكية.في 18 فبراير 2022، أضافته لجنة العقوبات المفروضة على الصومال التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى قائمة العقوبات لمشاركته في أعمال تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في الصومال أو تقديم الدعم لها.

إشاعات مقتله

ووفق تقارير استخباراتية، يستعد طيري لخلافة زعيم التنظيم الحالي، المنصب الذي يشهد منافسة شرسة بين القادة التقليديين للتنظيم، ويروج أحد صناع الموت الجدد بأن التفاوض مع الحكومة الصومالية غير ممكن إلا بشروط أبرزها إنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، وتغيير نظام الحكم. ويطل من فترة لأخرى بتصريحات جدلية أحدثها تهديد البنوك التجارية في البلاد في حال مشاركة معلومات تخص أموال الحركة مع الحكومة الصومالية وادعاء فشل المرحلة الأولى من العملية العسكرية ضد التنظيم الإرهابي.

وكان الجيش الصومالي أعلن في العام الماضي مقتل علي طير متأثرا بجروح أصيب بها خلال القتال العنيف الذي وقع في سبتمبر الماضي بمنطقة «عيل قوحلي» في إقليم هيران وسط الصومال، وذكرت إذاعة صوت القوات المسلحة الصومالية أنه في مستشفى بمنطقة «آدم يبال» بإقليم شبيلي الوسطى شمالي العاصمة مقديشو، واتضح فيما بعد أنه على قيد الحياة، وأكدت الحركة أن الناطق باسمها مازال حيا ولم يقتل كما ادعت الحكومة الصومالية.

تحالف قوي

وتواجه حركة الشباب تحالفا قويا من الصومال والدول المجاورة، بعدما اتفق زعماء جيبوتي وإثيوبيا وكينيا مؤخرا على بدء عمليات بحث وتدمير لطرد مقاتلي الشباب من الصومال.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب هجوم مكثف شنته الحكومة الاتحادية الصومالية على الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة خلال الأشهر القليلة الماضية، واستعادت القوات الحكومية السيطرة على عدة بلدات وقرى في وسط الصومال بمساعدة الجيش الأمريكي وحلفائه من ميليشيات العشائر والقوات التابعة للحكومات الإقليمية الصومالية.

والتقى الرئيس الكيني وليام روتو ونظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد‭‭ ‬‬مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في مقديشو للنظر في سبل إضعاف حركة الشباب، وقال القادة في بيان مشترك «توصلنا لاتفاق خلال القمة على التخطيط المشترك لشن حملة قوية على مستوى دول المواجهة وتنظيمها لبدء عمليات بحث وتدمير على جبهات متعددة تستهدف معاقل رئيسة لحركة الشباب في جنوب الصومال ووسطه».

من هو علي طيري؟

  • علي محمود راغي.

  • انضم إلي حركة الشباب داخل الصومال وكينيا.

  • تولى مهمة المتحدث باسم حركة الشباب عام 2009.

  • متهم بالاشتراك في التخطيط لهجوم استهدف في السابق مناطق في كينيا والصومال.

  • وضع علي قوائم الإرهاب من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.


حرب شاملة

وأعلن الرئيس الصومالي بعد توليه السلطة في مايو العام الماضي «حربا شاملة» ضد المسلحين داعيا الصوماليين للمشاركة في القضاء على عناصر الحركة المتطرفة. واستعاد الجيش وميليشيات محلية في الأشهر الأخيرة مناطق من قبضة عناصر الحركة المتطرفة في إطار عملية مدعومة بضربات جوية أمريكية وقوة تابعة للاتحاد الإفريقي، لكن المتشددين الذين أجبرتهم قوات الاتحاد الأفريقي على الخروج من العاصمة عام 2011، نفذوا هجمات انتقامية متكررة. ورغم إجبارها على مغادرة مقديشو وغيرها من المراكز الحضرية الرئيسة، ما زالت حركة الشباب تتمركز في الأرياف التي تشن منها هجمات سواء في الصومال أو في بلدان مجاورة. وفي هجوم لحركة الشباب يعد الأكثر دموية منذ بدء العملية العام الماضي، قتل 121 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين في وزارة التعليم في مقديشو في أكتوبر. كما تنشط المجموعة عبر الحدود في كينيا.