عبدالله السحيمي

السراب اللحظي

الخميس - 13 أبريل 2023

Thu - 13 Apr 2023

المحتفون والمنحرفون فكرا وثقافة وتعاملا يجتمعون بسمات تمثلهم ويتشابهون بتفاصيلهم وهم شرذمة يركزون على الإثارة العاطفية والمعلومة الوهمية التي تتصنع المشاعر المكذوبة في سبيل أن يصنع لهم تعاطفا مؤقتا، سريع انكشافه وانحساره وطرده؛ ليصبح حالة طارئة تم التخلص منها.

المتتبع لواقع مواقع التواصل يقسم يمينا أننا بحاجة إلى سجن افتراضي لمجموعة من الأشخاص الذين لا يحترمون دينا ولا يقدرون عقيدة ولا يرون للإنسانية التي تجمعك مع الجميع حقها واحترامها وتقديرها.

ولعل من أبرز الجرائم التي تمارس دون ميثاق يردعهم هو قدرتهم على صناعة أكاذيب وتهم واتهامات ينالون من الغير ما ينالون وهم يقبعون خلف أسماء مستعارة ووهمية، ممارسين القمع في الحوار والتقدير والقيمة للأشخاص.

وهذا ما رأيناه ونشاهده ونلمسه حينما انتهت الكتابة على الجدران ودورات المياه والنبح عبر القنوات المعادية والمعتدية على كل استقرار يضمن للآخرين حقوقهم، وقد عرف الناس قديما أن من به شيء في عقله لا يعرفه إلا ذوه والمقربون منه وهم بذلك يتحملونه بكل طقوسه ويبقون عليه رقابة صارمة ويبقى أسيرا لضبط أسرته التي لا تؤذيه.

أما اليوم فتجد ألقابا كبيرة وعبارات تطلق، وحينما تسمع من يتحدث عنها ترأف على حاله وأحواله، وتشفق عليه من وهم ناله وأسقطه في وحل الغياب المعرفي والعقلي، ليخرج على مواقع التواصل يشتم ويشكك.

لقد باع نفسه لأجندة تبقيه فترة حتى تنتهي صلاحيته، ويبقى بوقا ينال من كرامته ومكانته ويظل في ذل وانكسار وخسران. إن هؤلاء أشبه بالسراب اللحظي الذي يختفي من الحقيقة.

المشهد يقول إننا بحاجة إلى أن ننعم بقوة معرفية واتزان حضاري يعكس الفكر المتطور والتنمية المستدامة من خلال التطور الفكري والنوعي الذي نعيشه ومن مراكز علمية تعزز قيمة الحوار والتسامح والاعتدال، وهو الذي يساعدنا على أن نشارك بمحاربة من يستهدف وطننا وأبناءنا في حراك معرفي تقف خلفه جهات خفية، لكننا سنبقى ونظل على التكامل والتشارك في محاربة هذا العالم الذي يعج بقيم ساقطة.

إننا أمام مشروع حضاري أن الإنسان أولا في وطن خلد حبه ومكانته وعشقه المتبادل مع قيادته وقادته الذي نزعم ونفتخر أن هذا الوطن يسير نحو الأفق الذي يرسم حقيقة الولاء الذي نقدم أرواحنا من أجله في أرض تحمل أطهر البقاع على وجه الأرض.

Alsuhaymi37@