الاتفاق السعودي الإيراني يقلق إسرائيل
إندبندنت عربية: اتفاق حسن الجوار أفسد على نتنياهو ورقة التصعيد ضد طهران
إندبندنت عربية: اتفاق حسن الجوار أفسد على نتنياهو ورقة التصعيد ضد طهران
الثلاثاء - 11 أبريل 2023
Tue - 11 Apr 2023
فيما بدت المشاعر متفاوتة بين القلق والترقب في الولايات المتحدة الأمريكية، تشعر الحكومة الإسرائيلية بالرعب بعد اتفاق حسن الجوار بين السعودية وإيران، والذي قادته الصين.
تزايدت المخاوف في إسرائيل حول محور صيني - إيراني - سعودي جديد يمكن أن يشمل العراق أيضا. فتتوقع تل أبيب أن يعزلها التحالف إقليميا، ويهدد التوسع المرغوب لـ»اتفاقات أبراهام»، ثم جهودها لتعزيز تحالف إقليمي مناهض لطهران.
تعددت ردود الفعل المنتقدة للاتفاق، واعتباره تقويضا لجهود إسرائيل في مواجهة إيران وفقا لـ»إندبندنت عربية»، فأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، أن الاتفاق ضربة مروعة للجهود المبذولة لبناء تحالف إقليمي ضد إيران، كما أنه هزيمة كاملة لحكومة نتنياهو، سببها مزيج من الإهمال السياسي والضعف الاقتصادي والصراعات الداخلية في إسرائيل، كما يعكس أن دول العالم والمنطقة ترى أن إسرائيل منقسمة.
ترقب وقلق
تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن إسرائيل استقبلت أنباء التقارب بين السعودية وإيران بالدهشة والقلق، مشيرة إلى أن الاتفاق سيقوض آمال إسرائيل في تشكيل تحالف أمني إقليمي ضد إيران، ففي حين أن دولا أخرى في الشرق الأوسط قد ترى إيران كتهديد، فإنها لا ترى مكاسب تذكر في عزل ومعارضة طهران، إلى الحد الذي تفعله إسرائيل، التي تنظر إلى إيران وبرنامج أسلحتها النووية على أنهما خطر على بقاء إسرائيل ذاته، بينما ترى الدول العربية المجاورة لإيران أن طهران جار مزعج يمكن التعامل معه. ويقول نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام ويشسلر إن إسرائيل تنظر إلى الاتفاق على أنه خطوة محسوبة لتقليل خطر العمل العسكري ضد إيران، وتأمل في ألا يكون الإعلان التالي هو استئناف المباحثات الأميركية- الإيرانية حول خطة العمل الشاملة المشتركة التي توسطت فيها الصين مرة أخرى، ما يضعف من الردع الأميركي- الإسرائيلي ضد إيران.
تداعيات كبيرة
بعد الاتفاق بين السعودية وإيران على تهدئة التوترات، واختيار مسار الدبلوماسية لحل الخلافات، كانت إسرائيل إحدى الدول المعنية بالاتفاق، لما له من تداعيات ترتبط ليس فقط بموقفها من السياسة الإقليمية لإيران، بل بدور الصين في الشرق الأوسط في مقابل دور الحليف الأمريكي.
ووفقا للمسؤول السابق في مجلس الاستخبارات القومي الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوناثان بانيكوف، فإن طهران التي خصبت جزيئات اليورانيوم إلى مستوى 83.7%، وتثير مخاوف واسعة النطاق بين صانعي السياسة الإسرائيليين والأميركيين، ربما تنظر إلى الاتفاق مع السعودية على أنه من المحتمل أن يجعل الرياض أقل ميلا لتمكين إسرائيل أو الولايات المتحدة أو كلاهما، من القيام بعمل عسكري ضد إيران.
ضعف أمريكي
عد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما وصفه بالضعف الأميركي والإسرائيلي هو ما أسهم في دفع الاتفاق قدما، والاتفاق وإن كان يعني محاولات خليجية - إيرانية لتهدئة التوترات الإقليمية، لكنه من جهة أخرى لا يعني تهدئة حرب الظل بين إيران وإسرائيل، فلا يفوت هنا الوجود الإسرائيلي المتزايد في أذربيجان والعراق، والاستعداد المتزايد من الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة للتفكير في الحرب لوقف برنامج إيران النووي. أما عن دور الصين المتزايد في الشرق الأوسط، فيبدو أنه غير مريح بالنسبة إلى إسرائيل، فبالنسبة لإسرائيل عكست الخطوة الصينية انتظاما صينيا متزايدا في الخليج، واهتماما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع تعزيز مكانة بكين في مواجهة واشنطن. كما أتاحت زيارة رئيسي غير المسبوقة إلى الصين لإيران تقديم إنجاز سياسي يحتمل أن يخفف من التحديات الاقتصادية التي تواجهها، في ظل تزايد الضغوط السياسية الدولية والتوتر الموقت بين طهران وبكين بعد زيارة الرئيس الصيني للخليج.
ورقة مساومة
تؤكد «إندبندنت عربية»، أن العلاقات الإيرانية - الصينية أخيرا، تظهر قدرة الأولى في الاعتماد على الصين ضد العقوبات الغربية، لا سيما مع تلاشي الاحتجاجات ضد النظام واستمرار التقدم في البرنامج النووي، ووصول طهران إلى ذروتها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84%. وترى الصين في علاقاتها مع إيران ورقة مساومة مقابل الولايات المتحدة، كجزء من المنافسة الدولية بين الدولتين، ويمكن لبكين أن تدعم النظام اقتصاديا وعسكريا، لمناوأة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني أن الصين حليف دائم لإيران، فقد سبق وانسحبت شركة الغاز الصينية المملوكة للدولة من صفقات تطوير حقل غاز إيراني بقيمة 4.8 مليارات دولار، بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات.
تقليل الصراعات
تؤكد الصحيفة أن الاتفاق بين السعودية وإيران أفسد على نتنياهو ورقة التصعيد ضد طهران، للخروج من أزمة بلاده الداخلية المستمرة في مواجهته منذ شهر، لكن ما زالت ساحات المواجهة بين الجانبين مستمرة، سواء في الشرق الأوسط أو على حدود إيران خلال أذربيجان. في المقابل، يرى خبراء ومسؤولون أمريكيون أن تحقيق مزيد من السلام في الشرق الأوسط يفيد واشنطن حتى ولو كان من صنع الصين. واعتبر مسؤولون أمريكيون الوساطة الصينية في الشرق الأوسط أمرا غير مفاجئ ولا مقلق، وأكدوا أن أي عمل يحجم فرص نشوب صراع بين إيران والسعودية هو أمر جيد، بغض النظر عمن قام بالوساطة فيه.
وتنقل مجلة «بوليتيكو» عن السناتور كريس ميرفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قوله: «ليس كل شيء بين الولايات المتحدة والصين يجب أن ينتهي بخسارة طرف أمام الآخر»، مضيفا بأن العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران تعني تقليل الصراعات في المنطقة، وهو ما سيقلل فرص الزج بالولايات المتحدة في الصراعات في الشرق الأوسط.
قالوا عن الاتفاق السعودي الإيراني:
تزايدت المخاوف في إسرائيل حول محور صيني - إيراني - سعودي جديد يمكن أن يشمل العراق أيضا. فتتوقع تل أبيب أن يعزلها التحالف إقليميا، ويهدد التوسع المرغوب لـ»اتفاقات أبراهام»، ثم جهودها لتعزيز تحالف إقليمي مناهض لطهران.
تعددت ردود الفعل المنتقدة للاتفاق، واعتباره تقويضا لجهود إسرائيل في مواجهة إيران وفقا لـ»إندبندنت عربية»، فأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، أن الاتفاق ضربة مروعة للجهود المبذولة لبناء تحالف إقليمي ضد إيران، كما أنه هزيمة كاملة لحكومة نتنياهو، سببها مزيج من الإهمال السياسي والضعف الاقتصادي والصراعات الداخلية في إسرائيل، كما يعكس أن دول العالم والمنطقة ترى أن إسرائيل منقسمة.
ترقب وقلق
تقول صحيفة «نيويورك تايمز»، إن إسرائيل استقبلت أنباء التقارب بين السعودية وإيران بالدهشة والقلق، مشيرة إلى أن الاتفاق سيقوض آمال إسرائيل في تشكيل تحالف أمني إقليمي ضد إيران، ففي حين أن دولا أخرى في الشرق الأوسط قد ترى إيران كتهديد، فإنها لا ترى مكاسب تذكر في عزل ومعارضة طهران، إلى الحد الذي تفعله إسرائيل، التي تنظر إلى إيران وبرنامج أسلحتها النووية على أنهما خطر على بقاء إسرائيل ذاته، بينما ترى الدول العربية المجاورة لإيران أن طهران جار مزعج يمكن التعامل معه. ويقول نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق وليام ويشسلر إن إسرائيل تنظر إلى الاتفاق على أنه خطوة محسوبة لتقليل خطر العمل العسكري ضد إيران، وتأمل في ألا يكون الإعلان التالي هو استئناف المباحثات الأميركية- الإيرانية حول خطة العمل الشاملة المشتركة التي توسطت فيها الصين مرة أخرى، ما يضعف من الردع الأميركي- الإسرائيلي ضد إيران.
تداعيات كبيرة
بعد الاتفاق بين السعودية وإيران على تهدئة التوترات، واختيار مسار الدبلوماسية لحل الخلافات، كانت إسرائيل إحدى الدول المعنية بالاتفاق، لما له من تداعيات ترتبط ليس فقط بموقفها من السياسة الإقليمية لإيران، بل بدور الصين في الشرق الأوسط في مقابل دور الحليف الأمريكي.
ووفقا للمسؤول السابق في مجلس الاستخبارات القومي الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جوناثان بانيكوف، فإن طهران التي خصبت جزيئات اليورانيوم إلى مستوى 83.7%، وتثير مخاوف واسعة النطاق بين صانعي السياسة الإسرائيليين والأميركيين، ربما تنظر إلى الاتفاق مع السعودية على أنه من المحتمل أن يجعل الرياض أقل ميلا لتمكين إسرائيل أو الولايات المتحدة أو كلاهما، من القيام بعمل عسكري ضد إيران.
ضعف أمريكي
عد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ما وصفه بالضعف الأميركي والإسرائيلي هو ما أسهم في دفع الاتفاق قدما، والاتفاق وإن كان يعني محاولات خليجية - إيرانية لتهدئة التوترات الإقليمية، لكنه من جهة أخرى لا يعني تهدئة حرب الظل بين إيران وإسرائيل، فلا يفوت هنا الوجود الإسرائيلي المتزايد في أذربيجان والعراق، والاستعداد المتزايد من الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة للتفكير في الحرب لوقف برنامج إيران النووي. أما عن دور الصين المتزايد في الشرق الأوسط، فيبدو أنه غير مريح بالنسبة إلى إسرائيل، فبالنسبة لإسرائيل عكست الخطوة الصينية انتظاما صينيا متزايدا في الخليج، واهتماما بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، مع تعزيز مكانة بكين في مواجهة واشنطن. كما أتاحت زيارة رئيسي غير المسبوقة إلى الصين لإيران تقديم إنجاز سياسي يحتمل أن يخفف من التحديات الاقتصادية التي تواجهها، في ظل تزايد الضغوط السياسية الدولية والتوتر الموقت بين طهران وبكين بعد زيارة الرئيس الصيني للخليج.
ورقة مساومة
تؤكد «إندبندنت عربية»، أن العلاقات الإيرانية - الصينية أخيرا، تظهر قدرة الأولى في الاعتماد على الصين ضد العقوبات الغربية، لا سيما مع تلاشي الاحتجاجات ضد النظام واستمرار التقدم في البرنامج النووي، ووصول طهران إلى ذروتها بتخصيب اليورانيوم بنسبة 84%. وترى الصين في علاقاتها مع إيران ورقة مساومة مقابل الولايات المتحدة، كجزء من المنافسة الدولية بين الدولتين، ويمكن لبكين أن تدعم النظام اقتصاديا وعسكريا، لمناوأة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، لكن هذا لا يعني أن الصين حليف دائم لإيران، فقد سبق وانسحبت شركة الغاز الصينية المملوكة للدولة من صفقات تطوير حقل غاز إيراني بقيمة 4.8 مليارات دولار، بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات.
تقليل الصراعات
تؤكد الصحيفة أن الاتفاق بين السعودية وإيران أفسد على نتنياهو ورقة التصعيد ضد طهران، للخروج من أزمة بلاده الداخلية المستمرة في مواجهته منذ شهر، لكن ما زالت ساحات المواجهة بين الجانبين مستمرة، سواء في الشرق الأوسط أو على حدود إيران خلال أذربيجان. في المقابل، يرى خبراء ومسؤولون أمريكيون أن تحقيق مزيد من السلام في الشرق الأوسط يفيد واشنطن حتى ولو كان من صنع الصين. واعتبر مسؤولون أمريكيون الوساطة الصينية في الشرق الأوسط أمرا غير مفاجئ ولا مقلق، وأكدوا أن أي عمل يحجم فرص نشوب صراع بين إيران والسعودية هو أمر جيد، بغض النظر عمن قام بالوساطة فيه.
وتنقل مجلة «بوليتيكو» عن السناتور كريس ميرفي، رئيس اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قوله: «ليس كل شيء بين الولايات المتحدة والصين يجب أن ينتهي بخسارة طرف أمام الآخر»، مضيفا بأن العلاقات الجيدة بين الرياض وطهران تعني تقليل الصراعات في المنطقة، وهو ما سيقلل فرص الزج بالولايات المتحدة في الصراعات في الشرق الأوسط.
قالوا عن الاتفاق السعودي الإيراني:
- «الضعف الأمريكي الإسرائيلي أسهم في توقيع الاتفاق السعودي الإيراني». بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل
- «ينبغي على أمريكا أن تنظر للوساطة الصينية بين السعودية وإيران على أنها تحقق مصلحتها». مارك إيندك مبعوث أمريكي سابق
- «أي عمل يحجم فرص نشوب صراع بين إيران والسعودية هو أمر جيد، بغض النظر عمن قام بالوساطة فيه». السيناتور بيرني ساندرز مستشار سياسي أمريكي
- «الاتفاق كشف أن السعوديين يعرفون كيف يستخدمون ما بحوزتهم من أوراق ويقومون بسياسة تحوط مناسبة لهم». كارميل أربيت خبيرة بالمجلس الأطلسي
- «تمكنت بكين من بناء رأس المال الدبلوماسي بطريقة لا تستطيع القوى الأخرى خارج المنطقة القيام بها». جوناثان فولتون خبير في السياسة الصينية