ياسر عمر سندي

في رمضان!! يا كذبة أبريل

الخميس - 06 أبريل 2023

Thu - 06 Apr 2023

تصادف دخول شهر أبريل مع شهر رمضان لهذا العام، وتعارفت بعض دول العالم، ومنها العربية، على ثقافة متداولة بممارسة كذبة أبريل بمطلع الشهر April Fools Day؛ حيث اعتادوا على اختلاق الخدع وافتعال المقالب وسرد القصص غير الصادقة من باب الفكاهة.

ليس هنالك إجماع على أصل كذبة أبريل ويقال إن مصدر هذه الكذبة في فرنسا فترة حكم الملك شارل التاسع 1562م لاتباعه التقويم الميلادي الغريغوري الذي تغير في عهده وهنالك من رفض التغيير فنشروا الأكاذيب ومن يصدقها يطلقون عليه «ضحية كذبة أبريل» أو «حمقى نيسان» أو «سمكة أبريل» لأن السمك يسهل اصطياده.

بعض الأساطير ذهبت إلى أن أصل الكذبة يعود لطقوس في عيد هولي أو مهرجان الألوان بالديانة الهندوسية وفي ليلة الأول من أبريل يتم ترويج الأكاذيب لمجرد الضحك على من يقع عليه المقلب.

وفي رواية تاريخية أنه حينما تداعى الحكم الإسلامي في الأندلس راجت الإشاعات حتى ضعفت الدولة وتفككت وسقطت وأكبر كذبة انتشرت آنذاك أن سفنا جاءت إلى شواطئ غرناطة لإنقاذ رعايا المسلمين المختبئين ولكنها كانت خدعة سياسية كبيرة لتجميعهم وتصفيتهم بمكان واحد وكان ذلك في الأول من فبراير عام 1492م.

تم رصد أشهر كذبة إعلامية وقعت في الأول من أبريل عام 1957م ما نشرته هيئة البي بي سي البريطانية لتقرير مصور بأن المكرونة تتم زراعتها والفلاحين يقومون بحصادها من على الأشجار.

هنالك بحث نشرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس قدمته الباحثتان الدكتورة أنيتا كيلي والدكتورة ليجوان وانج أستاذتي علم النفس بجامعة نوتردام حيث أجرتا دراستيهما على عدد 110 متطوع من الجنسين ولمدة 10 أسابيع؛ تم اختيار 34% لعينة المفحوصين من كبار السن و66% من العينة للمرحلة الجامعية وما بعدها وتم تقسيمهم لمجموعتين؛ الأولى تعمدت الكذب والمراوغة والثانية لجأت إلى الوضوح والصدق وانعكست النتائج بعد تحليلها بأن النسبة الأكثر استقرارا واتساقا في نفسياتهم والأفضل جسديا وصحيا من حيث النشاط والحيوية والقدرة على النوم هم المجموعة الثانية.

الثقافات المهاجرة مثل كذبة أبريل تعد أمرا دخيلا على عاداتنا وتقاليدنا ومن المفترض وقبل أن نجتر ونكرر سلبيات الآخرين نتأمل بواطن الأمور ونتساءل هل تليق بنا وتناسب فكرنا وسلوكياتنا وقبل ذلك مبادئنا الدينية؟

العرف الأخلاقي يرفض الكذب خصوصا إذا كان استغلالا للمشاعر بالضحك والتندر؛ فالكذب إفساد وتشويه للإنسانية سواء أكان بسيطا أو كبيرا؛ فرديا أو جماعيا؛ أبيض أو أسود؛ لما يسببه من إيقاع الأذى النفسي والألم العاطفي على الآخرين.

لا تكذب ولو كنت مازحا؛ قال الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له».

في رمضان.. فرصة لتغيير عادات الإنسان بالإحسان.

Yos123Omar@