مسابقات أم مشاهدات رمضانية؟

في مجال الإعلام بصفة عامة معروف منذ عز الإعلام التقليدي وحتى ثورة الإعلام الجديد أن شهر رمضان المبارك يشهد ركودا إعلاميا وإعلانيا في ظل توجه المجتمع إلى التركيز على روحانية الشهر والعادات والتقاليد والفعاليات المجتمعية المصاحبة له.

قبل عدة سنوات وقبل موسم رمضان أثناء عملي متفرغا في الصحافة كنا نعلم جيدا أن المحتوى الصحفي خلال هذا الشهر لابد أن يكون مختلفا للأسباب التي تم ذكرها سابقا بالإضافة إلى ضرورة إيجاد محتوى ديني متميز لجذب القراء للصحيفة لذلك المواد الصحفية تكون بطابع مختلف عن بقية شهور السنة حتى الأحداث المصاحبة.

في تلك السنون كانت بعض المؤسسات الصحفية والتلفزيونية تقيم مسابقات كبرى جوائزها مختلفة وصولا للجائزة الكبرى السيارة وإن كانت موجودة في بعض القنوات إلا أنها ليست بحجم وسهولة الوصل كما يحدث حاليا في مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبدلا من رقم أو رسائل تحصل مبالغ متفاوتة من المشتركين أو المتصلين تحولت إلى مشاركات مجانية عبر الإنترنت تمنح في المقابل مشاهدات مليونية رقمية تغري العلامات التجارية التسويقية.

المسابقات والفوازير الرمضانية مصلحة متشابهة بين الإعلام التقليدي سابقا والإعلام الجديد حاليا من حيث الهدف غير المعلن «المشاهدات والإعلانات» لكن عنصر الاختلاف هو «المحتوى المصاحب» الذي تحول من تنمية المجتمع إلى تسطيح فكر المجتمع، وإن كنت أثق بعد توفيق الله أنها مرحلة تسطيح مؤقتة لن تدوم طويلا عطفا على وعي وثقافة الشعب السعودي.

hatim_almsaudi@