محمد عبدالله القرني

«لا تجعلوا من الحمقى مشاهير».. القائل صانع حمقى

الاثنين - 03 أبريل 2023

Mon - 03 Apr 2023

يتداول الكثير من عامة الناس المقولة الشهيرة «لا تجعلوا من الحمقى مشاهير»، ويتداولها أكثر الكثير من الإعلاميين والكتاب، الأغلب يتداول تلك المقولة، ولكن السؤال الأهم إذا كان الكثير مؤمن بهذه المقولة فمن يصنع من الحمقى مشاهير إذن؟

ربما نلوم بعض الشباب لمتابعتهم لهم والتفاعل مع تفاهاتهم، ولكن لا يمكننا أن نحملهم ذلك الخطأ.

من وجهة نظري الشخصية أُحمِّل بشكل أكبر في صناعة المشاهير بعضا من نخب الإعلام ونخب كتاب النصوص، في مقالتي هذه لن أتطرق إلى أي من الأسماء أو القنوات الفضائية، ولن أخص أو أقصد شخصا ما أو قناة ما.

أنا هنا أتكلم بشكل عام ومجمل، فلماذا إذن أُحمٍّل بعض الإعلاميين؟ أُحمِّلهم بسبب استضافتهم عبر برامجهم وإبرازهم لشريحة أكبر وأشمل من الناس؛ فالبعض من المشاهير هو مشهور لجمهور معين في تطبيق معين، وبمجرد ظهوره على شاشة التلفزيون سيصل إلى شريحة أشمل من الجمهور لا يهمهم أمر ذلك المشهور الذي لن يقدم لهم أساسا أي معلومة أو فائدة، هذا على جانب الإعلام.

وعلى الجانب الآخر وإذا ذهبنا لكتاب النصوص فنجد أن معظم الأعمال التلفزيونية التي تعرض في «الوقت الذهبي» لا تعكس سوى تقليد للمشاهير بشكل مكرر وممل للمتلقي أو استقطاب بعضهم للمشاركة في الأعمال دون أي خبرة أو موهبة في التمثيل، في ذات اللحظة تتطرق بعض حلقاتهم لظاهرة المشاهير التافهين في مناقضة صريحة لبعض حلقاتهم التي لا تخلو من تقليد مشهور ما أو جعله يلعب دور البطولة في حلقة ما.

الغريب أن تقليد المشاهير أو مشاركتهم في الأعمال ليست مطلبا من الجمهور، وليست جاذبة أو ممتعة أو هادفة، هذا ما شاهدته من ردود الأفعال من الناس سواء في السوشيال ميديا أو في الواقع، فلماذا إذن يتم استقطابهم؟

هل لزيادة المشاهدات حتى لو كان الانتشار سلبيا؟ أم لضعف المحتوى؟ أم أنها عبارة عن أعمال «سلق بيض» لا تهتم كثيرا بصناعة الحبكة الدرامية، وهذا هو الأرجح.

ختاما.. إذا كان هنالك بعض المشاهير تافهين فهنالك بعض الإعلاميين وكتاب النصوص تائهون.

@m_a_algarni509