التيك توك بين الترفيه والتجسس
الأحد - 02 أبريل 2023
Sun - 02 Apr 2023
قبل عدة عقود عرفت الصناعات الصينية بين شعوب العالم بأنها صناعات مقلدة وليست أصلية مقارنة بصناعات الولايات المتحدة أو أوروبا أو حتى جارتها اليابان، وظل هذا الاعتقاد مهيمنا في العرف البشري بما في ذلك منطقتنا العربية، وعند حدوث الانفجار التقني وثورة التكنولوجيا قبل عدة عقود وما نتج عنها من برامج التواصل الاجتماعي العالمية وأغلبها بالطبع إنتاج أمريكي محض مثل فيس بوك وتويتر وواتس أب وقوقل انستقرام وسناب شات، سارع الصينيون إلى حظر تلك البرمجيات والتطبيقات الأمريكية في بلادهم بذريعة حفظ الأمن القومي ولدواعي أمنية خالصة، لكنهم في المقابل سارعوا إلى تقليد تلك البرمجيات بنسخ صينية مماثلة لها أو قريبة من خصائصها واستخداماتها، الأمر الذي أزعج الأمريكان وأشعل خلافات قانونية عديدة مع الولايات المتحدة بسبب حقوق الملكية وبراءات الاختراع.
هذه الأيام تعود تلك الخلافات إلى الساحة الإعلامية مجددا بعد إعلان واشنطن عن حظر تطبيق التيك توك الصيني رسميا في أجهزة منسوبي الدولة خوفا من اختراق خصوصيتهم وسرقة بياناتهم، الأمر الذي دعا الصينيون إلى نفي هذه التهم جملة وتفصيلا، وأن التطبيق الصيني لا يتعدى أهدافه الترفيهية المحددة، وليس لدى الحكومة الصينية أي صلاحيات للوصول إلى بيانات المستخدمين، سواء في الولايات المتحدة أو في غيرها من دول العالم، لكن هذه التصريحات الصينية لم تجد لها مصداقية لدى دول أخرى سارعت هي الأخرى بحظر التطبيق لدى موظفيها الحكوميين كبريطانيا وكندا والهند وباكستان وأندونيسيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية.
يعد تطبيق التيك توك الذي تنتجه شركة بايت دانس الصينية من أكثر البرامج تحميلا في الأجهزة الذكية على مستوى العالم، ويعود ذلك إلى خاصيتين، الأولى قوة الخوارزميات المتطورة التي يستعملها التطبيق في فهم سلوكيات المستخدم ورغباته وهواياته ومن ثم بث المزيد له من ذات النوعية والصنف، والخاصية الثانية هي سمة المقاطع القصيرة، وهي صفة حديثة في حينها ولم تكن متوفرة في التطبيقات الأخرى، الأمر الذي جعل شركة يوتيوب تسارع إلى إنتاج تيوب شورت مضاهاة لهذه الخاصية ثم تبعتها الشركات الأخرى كفيس بوك وتويتر!!
شركات التكنولوجيا الأمريكية قدمت عروضا مغرية لشراء التطبيق الشهير من شركته المنتجة في الصين لكن لم يحدث شيئا حتى الآن، أما الصحافة الصينية فلا تزال تتهم الأمريكان بأنهم يخترعون أزمات من الفراغ لتسييس قضية التيك توك، تماما مثلما فعلوا مع مواطنتها شركة هواوي قبل ثلاث سنوات!!
تعود قصة نجاح الصينيين وتقدمهم في مجال التكنولوجيا إلى قدرتهم السريعة على مواكبة التغيرات التقنية، آخر هذه الروايات كان في عام 2008م عندما عاد مجموعة من المهندسين الصينيين إلى بلدهم الأم بعد أن عملوا في شركات التكنولوجيا الأمريكية الشهيرة بوادي السليكون وحصدوا خبرات تراكمية طويلة، وبعد دعم حكومي تمكنوا من تأسيس شركات تقنية ناشئة تطورت سريعا، وقد استطاعوا أن يخلقوا بيئات ابتكارية محفزة داخل منظماتهم التجارية، بالإضافة إلى إيجاد قنوات تواصل مثمرة مع مراكز الأبحاث والدراسات في الجامعات الصينية، كل هذه الأمور ساعدت الصين أن تتبوأ مكانتها الريادية في المجال التقني، أما الولايات المتحدة فتحاول الآن تقليص عدد الصينيين العاملين في وادي السليكون للحد من نقل خبرة التقنية إلى منافستها الصين.
وفي الختام، الأيام المقبلة ستشهد تغيرات كثيرة في قوانين وقضايا برامج التواصل الاجتماعي بين أكبر اقتصادين في العالم.
هذه الأيام تعود تلك الخلافات إلى الساحة الإعلامية مجددا بعد إعلان واشنطن عن حظر تطبيق التيك توك الصيني رسميا في أجهزة منسوبي الدولة خوفا من اختراق خصوصيتهم وسرقة بياناتهم، الأمر الذي دعا الصينيون إلى نفي هذه التهم جملة وتفصيلا، وأن التطبيق الصيني لا يتعدى أهدافه الترفيهية المحددة، وليس لدى الحكومة الصينية أي صلاحيات للوصول إلى بيانات المستخدمين، سواء في الولايات المتحدة أو في غيرها من دول العالم، لكن هذه التصريحات الصينية لم تجد لها مصداقية لدى دول أخرى سارعت هي الأخرى بحظر التطبيق لدى موظفيها الحكوميين كبريطانيا وكندا والهند وباكستان وأندونيسيا وفرنسا والمفوضية الأوروبية.
يعد تطبيق التيك توك الذي تنتجه شركة بايت دانس الصينية من أكثر البرامج تحميلا في الأجهزة الذكية على مستوى العالم، ويعود ذلك إلى خاصيتين، الأولى قوة الخوارزميات المتطورة التي يستعملها التطبيق في فهم سلوكيات المستخدم ورغباته وهواياته ومن ثم بث المزيد له من ذات النوعية والصنف، والخاصية الثانية هي سمة المقاطع القصيرة، وهي صفة حديثة في حينها ولم تكن متوفرة في التطبيقات الأخرى، الأمر الذي جعل شركة يوتيوب تسارع إلى إنتاج تيوب شورت مضاهاة لهذه الخاصية ثم تبعتها الشركات الأخرى كفيس بوك وتويتر!!
شركات التكنولوجيا الأمريكية قدمت عروضا مغرية لشراء التطبيق الشهير من شركته المنتجة في الصين لكن لم يحدث شيئا حتى الآن، أما الصحافة الصينية فلا تزال تتهم الأمريكان بأنهم يخترعون أزمات من الفراغ لتسييس قضية التيك توك، تماما مثلما فعلوا مع مواطنتها شركة هواوي قبل ثلاث سنوات!!
تعود قصة نجاح الصينيين وتقدمهم في مجال التكنولوجيا إلى قدرتهم السريعة على مواكبة التغيرات التقنية، آخر هذه الروايات كان في عام 2008م عندما عاد مجموعة من المهندسين الصينيين إلى بلدهم الأم بعد أن عملوا في شركات التكنولوجيا الأمريكية الشهيرة بوادي السليكون وحصدوا خبرات تراكمية طويلة، وبعد دعم حكومي تمكنوا من تأسيس شركات تقنية ناشئة تطورت سريعا، وقد استطاعوا أن يخلقوا بيئات ابتكارية محفزة داخل منظماتهم التجارية، بالإضافة إلى إيجاد قنوات تواصل مثمرة مع مراكز الأبحاث والدراسات في الجامعات الصينية، كل هذه الأمور ساعدت الصين أن تتبوأ مكانتها الريادية في المجال التقني، أما الولايات المتحدة فتحاول الآن تقليص عدد الصينيين العاملين في وادي السليكون للحد من نقل خبرة التقنية إلى منافستها الصين.
وفي الختام، الأيام المقبلة ستشهد تغيرات كثيرة في قوانين وقضايا برامج التواصل الاجتماعي بين أكبر اقتصادين في العالم.