هل تسبب الذكاء الاصطناعي في إقصاء كبار المطوفين؟

أزمة استبعاد من تجاوزت أعمارهم 65 عاما تنتظر الحلول
أزمة استبعاد من تجاوزت أعمارهم 65 عاما تنتظر الحلول

الاحد - 02 أبريل 2023

Sun - 02 Apr 2023

رفض عدد من منسوبي ومنسوبات شركة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا قرارات أصدرها مجلس الإدارة قضت بحرمانهم من العمل في موسم حج 1444، بحجة أن أعمارهم تجاوزت 65 عاما، وطالبوا بمشاركتهم في أعمال الحج وخدمة ضيوف الرحمن، حتى لو بدون مقابل مادي، لأنها مهنة آبائهم وأجدادهم.

وأشاروا إلى أن مبررات الشركة التي اعتمدت عليها في إبعادهم عن العمل غير مقنعة، وأن العمل الآن وفي ظل المنافسة بين مقدمي حزم الخدمات للحجاج تحتاج إلى خبرات المخضرمين الميدانيين، وليس على عمل الذكاء الاصطناعي فقط، وأن قرار إبعادهم لا يستند إلى أي قانون صادر من جهة رسمية.

في المقابل، ردت شركة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا، على لسان نائب رئيس مجلس إدارتها والعضو المنتدب أسامة دانش، الذي نقلت له «مكة» وجهة نظر المطوفين والمطوفات الذين تم استبعادهم عن العمل، إذ أوضح أنه وبعد تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات، وفصل الملكية عن الإدارة، وإلغاء صفة المطوف وإبدالها بمسمى وظيفة، فقد أصبح معيار الاختيار للعمل في الحج مختلفا عما كان في السابق».

إعادة النظر

في البداية، قال المطوف سمير سقاط للصحيفة، وهو ضمن قائمة قاربت 20 شخصا تم إيقافهم: أوجه لمسؤولي شركة مطوفي حجاج جنوب آسيا سؤالا: لماذا تقصون أصحاب القدرات والإمكانات عن العمل بحجة تقدم أعمارهم، بينما لا زالوا في أعلى درجات العطاء والبذل، وتشهد لهم بذلك الجهات ذات الصلة بأعمال الحج على مر السنين، وقد كانت لهم الأدوار الإيجابية في خدمة ضيوف الرحمن؟ وأطلب وأرجو من القائمين على أمر الشركة مراجعه قرارهم.

الاهتمام بالمساهمين

من جهتها، قالت المطوفة فاتن محمد حسين، التي لم يتم استيعابها أيضا في هذا الموسم، إنه لا يوجد في نظام مقدمي خدمة حجاج الخارج الذي أقره المقام السامي، ولا اللائحة التنفيذية لنظام مقدمي خدمة حجاج الخارج الصادرة من وزارة الحج والعمرة، ولا نظام الشركات الجديد المعتمد من وزارة التجارة، قرار بأن الذين تعدوا سن الـ65 يتم استبعادهم، مشيرة إلى أن ما يأملوه من شركتهم ذات الخبرة الطويلة والكفاءة والتميز في خدمة حجاجها، الاهتمام بمساهميها، كونهم من المستفيدين والداعمين لبقائها واستمرارها، نسبة لامتلاكهم الأسهم الاستثمارية وللأصول في الشركة.

وأضافت بأن ربط العمل بسن أقل من 65 عاما، قد تسبب في استيائهم، لأنه شرط لم يسبق أن تم وضعه لهذه المهنة الشريفة، رغم مناقشة الموضوع مع وزراء الحج السابقين، الذين أجمعوا في قراراتهم على أن المهن لا يحدد لها سن معينة، وأن الطوافة تظل مهنة من المهن، كما ذكر ذلك في جميع كتب التاريخ.

وقد صدرت اللائحة التنظيمية لمكاتب الخدمة الميدانية بالمؤسسات الأهلية لأرباب الطوائف، بموجب القرار الوزاري الصادر بتاريخ 3/9/1434، واشتملت 29 مادة، منها الشروط والأحكام للمتقدمين للعمل، وهي: «المؤهلون علميا أو مهنيا أو صحيا.. وأن يكون حسن السيرة والسلوك، وغير محجور عليه، أو محكوم بعقوبة في جريمة مخلة بالشرف والأمانة، وأن يكون عمره تسعة عشر عاما قبل دخول أشهر الحج.. وأن يكون لائقا صحيا وعقليا، وقادرا على ممارسة الخدمة». بل حتى في نظام الشركات الجديد لم ترد أي مادة تحدد السن، وكذلك في اللائحة التنفيذية لنظام مقدمي الخدمات رقم 410105143 بتاريخ 5/1/1441. ولا حتى في النظام الأساسي للشركة التي فرضت تحديد السن 65 عاما، علما بأن هذه الشركة نفسها، وفي مجلس إدارتها لا يقل عن أربعة أشخاص، قد تجاوزوا هذه السن، فكيف يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على الآخرين.

خبرات المخضرمين

من ناحيته، أشار المطوف الموقوف عن العمل مرزوق الكتبي، في خطاب وجهه إلى رئيس مجلس إدارة الشركة ذكر فيه أنه «وبناء على الإعلان الصادر بشان التوظيف الموسمي لعام 1444 هجري، والمنشور في حساب شركة ضيوف البيت المتضمن ألا تتجاوز سن المتقدم للتوظيف 65 سنة، وهذا ينافي ما ذكر في عقد تأسيس الشركة ويتعارض مع أنظمة إدارة الموارد البشرية، حسب المادة رقم ثلاثة من نظام العمل، مما يتسبب في فقدان الخبرات المتراكمة للعاملين السابقين في هذه المهنة، ويتعارض أيضا مع اللائحة التنفيذية لنظام مقدمي خدمة حجاج الخارج، ومع المرسوم الملكي القاضي بتحويل مؤسسات الطوافة الأهلية إلى شركات خدمة» .

وطالب الكتبي بإعادة النظر في هذا القرار حتى لا تفقد الشركة خدمات وخبرات الذين أفنوا أعمارهم في هذه الخدمة، وهم حريصون على تقديم العطاء والحلول السريعة، وسرعة التصرف في الميدان، لتلبية طلبات الحاج في أي ساعة وفي مكان من أمكنة وأزمنة الحج. وقال أطالب بشدة مشاركتي في أعمال الحج، لأننا تربينا على هذا العمل منذ نعومة أظافرنا، وعلى استعداد للمواصلة فيه حتى دون مكافأة أو مقابل مادي.

الشركة تبرر بمعايير الاختيار

ردا على الموقوفين، قال نائب رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا والعضو المنتدب أسامة دانش، إنه بعد تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات وفصل الملكية عن الإدارة، فقد أصبح معيار الاختيار للعمل في الحج مختلفا عما كان في السابق، وأصبح توسيع قاعدة العاملين واختيار الكفاءات الوطنية مطلبا لتطوير وتجويد الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.

وأضاف أن العمل يحتاج إلى خبرات إدارية وميدانية، وإذ إن عمل الحج يحتاج حيوية ونشاطا ومرونة وسرعة وإلماما بشكل كبير بنظم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، فبالتالي ما قامت به الشركة يهدف إلى الاستفادة من الخيرات السابقة لمن هم دون 65 عاما فقط، والاستفادة من الدماء الشابة لخلق فرق عمل تمزج بين أصحاب الخبرة والكفاءات الوطنية الشابة، ولا سيما أن الشركات تعتمد على نظام المنافسة في تقديم حزم الخدمات، وأصبحت صناعة الضيافة وتقديم الخدمة بشكل احترافي مطلبا لمواجهة هذا التغيير.

والمرحلة القادمة تتطلب تجويد الأداء، والعمل بشكل أكثر احترافية بعيدا عن المجاملات، الأمر الذي سيسهم بشكل كبير بمشيئة الله في تجويد تقديم الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، والمحافظة على مصالح الشركة ومساهميها لتحقيق استدامة ونمو للشركة.

مبررات المطوفين

  • العمل في ظل المنافسة يحتاج لخبرات المخضرمين الميدانيين

  • العمل لا يعتمد على عمل الذكاء الاصطناعي فقط

  • قرار إبعادهم لا يستند إلى أي قانون صادر من جهة رسمية

  • لماذا يتم إقصاء أصحاب القدرات والإمكانات عن العمل؟

  • لا يوجد في الأنظمة استبعاد لمن هم فوق 65 عاما

  • وزراء الحج السابقون أجمعوا على أن المهن لا تحدد لها سن معينة

  • تربينا على هذا العمل منذ نعومة أظفارنا، وعلى استعداد للمواصلة


مبررات الشركة


  • تحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات

  • فصل الملكية عن الإدارة

  • معيار الاختيار للعمل في الحج أصبح مختلفا

  • اختيار الكفاءات مطلب لتطوير وتجويد الخدمات

  • العمل يحتاج إلى خبرات إدارية وميدانية

  • الإلمام بنظم التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي

  • الاستفادة من الخبرات السابقة لمن هم دون 65 عاما فقط

  • الاستفادة من الدماء الشابة لخلق فرق عمل

  • تجويد الأداء بشكل أكثر احترافية بعيدا عن المجاملات