وأخيرا.. أصبح لدينا قياس أدق لنسب المشاهدة التلفزيونية

رمضان هذا العام مختلف، خاصة فيما يتعلق بمتابعة الوسائل الإعلامية، وبعد أن أصبح لدينا قياس دقيق لنسب المشاهدة التلفزيونية مثل أغلب دول العالم. رحلة طويلة تزيد عن 40 عاما لإيجاد دراسة دقيقة وسريعة للمشاهدة التلفزيونية عبر أجهزة People’s Meter ومن خلال الشركة السعودية لقياس وسائل الإعلام MRC وبالتعاون مع شريك استراتيجي ضخم مثل شركة نيلسون Neilson العالمية. صحيح أن الشركة أسست منذ 2014 م وتم تغيير الشريك التقني الاستراتيجي منذ عامين لإيجاد التقارير المطلوبة يوميا دقيقة بدقيقة.

قد يرى البعض أن هذه نهاية معاناة سنوات عديدة وربما عقود من الزمن، ولكنها البداية للوقوف على أرض أكثر صلابة من رخوة وتشتت السنوات السابقة، بكل تأكيد نحتاج للمزيد من الدقة في القياسات القادمة بإذن الله، وكذلك التوسع للوسائل الإعلامية الأخرى وخصوصا الرقمي منها والتقليدي. ولدراسات الوسائل الإعلامية في العالم العربي وتحديدا في السوق السعودي قصة يجب أن تروى تأسيا بطلب المزيد من التطوير وحفاظا على مقدرات ومكتسبات هذه الوسائل الإعلامية ذات الإنفاق العالي والتكلفة الباهظة والمردود الضئيل نسبيا للأسف الشديد.

لقد مرت دراسات الوسائل في العالم العربي ودول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية بمراحل عديدة منذ الثمانينيات، بداية بالمقابلات الشخصية واستمارات تعبأ عندما كانت الوسائل محدودة العدد وتتركز في الصحف اليومية والمجلات الورقية بشكل أكبر، ثم انتقلت إلى مرحلة المفكرة اليومية Dairies مع زيادة عدد الوسائل التي يتعرض لها المتلقي العربي والخليجي والسعودي، ومع زيادة الوسائل الإعلامية مع بداية الألفية الثانية كانت هناك الاتصالات الهاتفية لمتابعة ما يشاهد وما يقرأ وما يتطلع عليه أو ما يعرف بنظام CATI في ذلك الحين، واستمر هذا الأمر لعقدين تقريبا بين شد وجذب بين الوسائل الإعلامية والمعلنين والوكالات الإعلانية حتى أصبح لدينا الآن قياس أدق لنسب المشاهدة التلفزيونية أخيرا وليس آخر، وللحديث بإذن الله بقية.