حاتم المسعودي

المهنية الإعلامية بلا «رأي»

الاثنين - 27 مارس 2023

Mon - 27 Mar 2023

متفاجئ بما يحدث في بعض البرامج التلفزيونية، وإن كانت الرياضية أكثرها مخالفة لمعايير المهنية الإعلامية، بأن تجد مقدم البرنامج ليس فقط يطرح رأيه أمام المشاهدين، بل يفرضه من خلال تسخير التقارير، والمانشتات، بما يتوافق مع رأيه، أو مصلحته حتى أصبحت آراؤهم تحرك توجهات برامجهم.

وللتوضيح، المهنية الإعلامية تتطلب من كل شخص يقوم بالدور الإعلامي، أن يلتزم بالحياد، وألا يظهر ميوله، أو يؤثر عليه، ويطرح الرأي، والرأي الآخر، بدون أي تضليل، أو تزييف، وبمنتهى المصداقية والشفافية، الأمر الذي لا يتداخل معه رأيه الشخصي سواء كان مع أو ضد.

لذلك مقدم البرامج.. المذيع.. المراسل.. الصحفي.. المحاور.. الاستقصائي.. ومع اختلاف المسميات والأدوار الإعلامية ليسوا أصحاب رأي، ولو وجدت واحدا من هؤلاء يدلي برأيه أثناء أداء عمله في التلفزيون أو الإذاعة أو الصحيفة تأكد أنه جاهل بمعايير المهنية.

ولكل ممارس إعلامي مهني: إذا كنت تدير حوارا، أو حدثا، أو رأيا عاما، أو تقدم نشره، أو تحقيقا صحفيا، ليس لرأيك الشخصي أي علاقة، أو وجود مهما كان، ولا تبديه، أو تظهره، ولا تنحاز بما يتوافق معه، بل تلتزم المنتصف، وتضع جميع الآراء، والأدلة أمام المتابعين، وهم من يقررون، لأي رأي يميلون، بدون تأثير على ذلك.

من وجه نظري يستطيع الإعلامي الإدلاء برأيه الشخصي، ويعلنها بشكل واضح، عندما يكون: كاتب رأي، ضيفا في برنامج أو مناسبة، حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، مجلسه أو استراحته، غير ذلك ليس من المفترض لرأيه الشخصي في وسيلته الإعلامية أي دور أو وجود، مهما كانت خبرته وعمره الإعلامي والمهني.

hatim_almsaudi@