رمضان.. الحياة
الجمعة - 24 مارس 2023
Fri - 24 Mar 2023
في ثقافة المسلمين ما قد يثير الاستغراب لدى أصحاب الثقافات الأخرى، فبينما تنظر الثقافات وفق الرؤية البشرية الفطرية إلى الجوع على أنه قيمة لا تعبر عن مشاعر إيجابية، تتحول تلك النظرة الفطرية الطبيعية لدى المسلمين في شهر رمضان إلى قيمة معاكسة، وإلى بعد آخر، يتحول فيهما الشعور بالجوع على امتداد ساعات النهار الطويلة إلى فضيلة وإلى متعة حقيقية. وقد يتعجب غير المسلمين حين يعاينون مثل هذه الفلسفة، ومثل هذا الفكر الإنساني، ولكن إذا عرف السبب ـ كما يقول المثل ـ بطل العجب.
إن رمضان لا يمثل أبدا للمسلمين قيمة الجوع، بل على العكس تماما، فالمسلمون يستقبلون رمضان في كل عام وهم في حال تستحق الملاحظة عالميا من الفرح والسرور، وحين يقترب منهم شهر رمضان تجدهم مستبشرين فرحين، وكأن ضيفا عزيزا جدا على قلوبهم سيطرق أبوابهم، وسيفتحون له الباب ويرحبون به بكل حب.
ولفك عقدة هذا السر، يقول المسلمون ببساطة، إن رمضان بالنسبة لهم يمثل الحياة، لأنه ومع تحقق الشعور بالجوع فيه، إلا أنه يطلق فيهم روحانيات استثنائية. تلك الروحانيات تجعلهم أكثر سعادة من الشهور الأخرى، فيتسابقون إلى إقامة حالة متجددة من التقارب المجتمعي الذي يبدو غير مفهوما، وتسود بينهم مشاعر سامية جدا في التآخي وحسن التعامل، وتبلغ قيمهم السلوكية عنان السماء في نظرتهم لمعادلة ارتباط ضبط السلوك بالاستفادة الروحية من الصيام.
إن رمضان حياة.. لكنه ليس كأي حياة.. وشهر رمضان بوابة زمانية.. لا تشبهها أية بوابة أخرى، ففي عمر الإنسان تحتكم الرغبات إلى العقل، ويقيس الإنسان قيمه القلبية وفق نزعاته الخاصة، ولكن في رمضان، تولد حالة جديدة غير مألوفة، إذ تتعانق القلوب بشكل لا يمكن تفسيره علميا.
رمضان أيقونة المسلمين، ومحبوبهم الذي لا يمكن أن يتخيلوا أن يعيشوا من دونه، وسلواهم السنوي الذي يزورهم في كل عام ليقول لهم لا تحزنوا مما حدث لكم في بقية الشهور.. لا تيأسوا من احتدام الصراعات المجتمعية.. ومن تنامي روح الأنا في المجتمعات.. ومن سيادة الرغبات الشخصية بين الناس.. فها أنا قد أتيتكم من جديد.. لأكفكف دموع قلوبكم.. ولأصلكم مرة أخرى بالسماء الاتصال الذي تحبونه.. ولأنثر بينكم عطر المحبة كما لا ينثره أي شهر آخر سواي.. لذا ها هو رمضان قد أقبل.. ها هو قد جاء من جديد ليقول لنا استعدوا.. استعدوا لكل جميل افتقدتموه في الشهور التي غبت فيها عنكم.. استعدوا للحياة من جديد فأنا الحياة.
hananabid10@
إن رمضان لا يمثل أبدا للمسلمين قيمة الجوع، بل على العكس تماما، فالمسلمون يستقبلون رمضان في كل عام وهم في حال تستحق الملاحظة عالميا من الفرح والسرور، وحين يقترب منهم شهر رمضان تجدهم مستبشرين فرحين، وكأن ضيفا عزيزا جدا على قلوبهم سيطرق أبوابهم، وسيفتحون له الباب ويرحبون به بكل حب.
ولفك عقدة هذا السر، يقول المسلمون ببساطة، إن رمضان بالنسبة لهم يمثل الحياة، لأنه ومع تحقق الشعور بالجوع فيه، إلا أنه يطلق فيهم روحانيات استثنائية. تلك الروحانيات تجعلهم أكثر سعادة من الشهور الأخرى، فيتسابقون إلى إقامة حالة متجددة من التقارب المجتمعي الذي يبدو غير مفهوما، وتسود بينهم مشاعر سامية جدا في التآخي وحسن التعامل، وتبلغ قيمهم السلوكية عنان السماء في نظرتهم لمعادلة ارتباط ضبط السلوك بالاستفادة الروحية من الصيام.
إن رمضان حياة.. لكنه ليس كأي حياة.. وشهر رمضان بوابة زمانية.. لا تشبهها أية بوابة أخرى، ففي عمر الإنسان تحتكم الرغبات إلى العقل، ويقيس الإنسان قيمه القلبية وفق نزعاته الخاصة، ولكن في رمضان، تولد حالة جديدة غير مألوفة، إذ تتعانق القلوب بشكل لا يمكن تفسيره علميا.
رمضان أيقونة المسلمين، ومحبوبهم الذي لا يمكن أن يتخيلوا أن يعيشوا من دونه، وسلواهم السنوي الذي يزورهم في كل عام ليقول لهم لا تحزنوا مما حدث لكم في بقية الشهور.. لا تيأسوا من احتدام الصراعات المجتمعية.. ومن تنامي روح الأنا في المجتمعات.. ومن سيادة الرغبات الشخصية بين الناس.. فها أنا قد أتيتكم من جديد.. لأكفكف دموع قلوبكم.. ولأصلكم مرة أخرى بالسماء الاتصال الذي تحبونه.. ولأنثر بينكم عطر المحبة كما لا ينثره أي شهر آخر سواي.. لذا ها هو رمضان قد أقبل.. ها هو قد جاء من جديد ليقول لنا استعدوا.. استعدوا لكل جميل افتقدتموه في الشهور التي غبت فيها عنكم.. استعدوا للحياة من جديد فأنا الحياة.
hananabid10@