رمضان شهر التغيير ومناسبة لجمع الأمة
الأربعاء - 22 مارس 2023
Wed - 22 Mar 2023
يحظى شهر رمضان الکريم بفضائل ومميزات من بين کل الأشهر الأخرى، إذ إنه وإلى جانب أنه شهر الهدى الذي أنزل فيه الله تعالى القرآن الکريم، فإنه شهر الخير والطاعة والغفران والتغيير في المحتوى الإنساني وبشکل خاص من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، وأهم شيء يجب معرفته - ونحن مقبلون على شهر رمضان -، هو أننا يجب ألا نقوم باختصار هذا الشهر في الصوم فقط، بمعنى أن استقبالنا شهر رمضان کتوديعنا له من دون أي تغيير.
رمضان مناسبة لترويض النفس وتصحيح السلوك
إن من أهم معالم تأثيرات شهر رمضان على الأسرة، أنه يجمع أفرادها على الطعام فطورا وسحورا، کما أن له تأثيره التکافلي التطوعي على الأفراد وجعلهم يتجهون نحو التعاضد الاجتماعي، كما أن هذه الفريضة يقوم بها کل شعوب العالمين العربي والإسلامي باختلاف مذاهبها، وهو ما يزيد من قوة تماسك هذه الشعوب بانتمائها إلى الأمة الإسلامية.
إن الصوم عبادة مميزة ولها روحانيات خاصة، ومن غير الصواب القيام بها بشكل روتيني، کما يفعل البعض عند قيامه بفريضة الصلاة کمجرد حرکات جسدية ميکانيکية لا روح فيها، إذ إن للصوم فلسفة ومعاني جوهرية، هدفها جعل الإنسان يشعر بواجبه الإيماني - الإنساني - الأخلاقي تجاه الآخرين، ويقوم تبعا لذلك بترويض نفسه وتنقيتها من مشاعر الأنانية وخروجها من بوتقة الذاتية المنغلقة على نفسها إلى الاجتماعية المنفتحة على الآخرين وهو امتداد لتکامل لعملية جهاد النفس بإحداث تفاعل نوعي بين الذات والمجتمع بحيث تجعل الفرد أکثر تفاعلا وانفتاحا وإقبالا على الآخرين، وقطعا فإن ما يجب أن يعلمه کل مسلم هو أن عملية ترويض النفس وکبح جماح أنانيتها وانغلاقها على نفسها لا يمکن أن يکون محصورا في شهر رمضان فقط وإنما بعد رمضان وعلى طول الحياة.
الشهر الفضيل فرصة لتفعيل التواصل الاجتماعي
إن التغيير الذي نتحدث عنه في شهر رمضان ليس مرتبطا بالإحسان إلى الفقراء والمحتاجين فقط مع أهميته، بل إنه يتجاوزه للإحسان إلى اليتامى وصلة الأرحام ذلك أن المسلم خصوصا والإنسان عموما کائن اجتماعي لا يمکن أن يسمو إلى التکامل في بناء شخصيته ذاتيا ومعنويا من دون التواصل الاجتماعي وفق ما يريده الشرع والعقل والعرف والأخلاق.
وقطعا فإن لعملية التغيير في الأفراد بالصورة التي ذکرناها آنفا ستکون لها آثار وتداعيات نوعية على المجتمع، إذ وتبعا للآية الکريمة: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فإن عملية التغيير الحقيقية التطوعية في النفوس النابعة عن إيمان وقناعة لدى الأفراد، ستمهد الأرضية والأجواء المناسبة لتلاحم أکثر قوة بين الأفراد وتوحيدهم وهذا بحد ذاته سيفرض تغييرا عاما على المجتمع.
الحقيقة المهمة التي يجب على المسلم الانتباه إليها، هي أن رمضان شهر معروف بمکانته القدسية عند الأمة الإسلامية کما بينها الله تعالى في کتابه الکريم، فإن أي تغيير ذاتي عملي وفق المقومات الشرعية يقوم به المسلم سيکون بالضرورة تغيير ذو بعد مقدس وسينعکس خيرا وبرکة عليه في الدنيا والآخرة.
sayidelhusseini@
رمضان مناسبة لترويض النفس وتصحيح السلوك
إن من أهم معالم تأثيرات شهر رمضان على الأسرة، أنه يجمع أفرادها على الطعام فطورا وسحورا، کما أن له تأثيره التکافلي التطوعي على الأفراد وجعلهم يتجهون نحو التعاضد الاجتماعي، كما أن هذه الفريضة يقوم بها کل شعوب العالمين العربي والإسلامي باختلاف مذاهبها، وهو ما يزيد من قوة تماسك هذه الشعوب بانتمائها إلى الأمة الإسلامية.
إن الصوم عبادة مميزة ولها روحانيات خاصة، ومن غير الصواب القيام بها بشكل روتيني، کما يفعل البعض عند قيامه بفريضة الصلاة کمجرد حرکات جسدية ميکانيکية لا روح فيها، إذ إن للصوم فلسفة ومعاني جوهرية، هدفها جعل الإنسان يشعر بواجبه الإيماني - الإنساني - الأخلاقي تجاه الآخرين، ويقوم تبعا لذلك بترويض نفسه وتنقيتها من مشاعر الأنانية وخروجها من بوتقة الذاتية المنغلقة على نفسها إلى الاجتماعية المنفتحة على الآخرين وهو امتداد لتکامل لعملية جهاد النفس بإحداث تفاعل نوعي بين الذات والمجتمع بحيث تجعل الفرد أکثر تفاعلا وانفتاحا وإقبالا على الآخرين، وقطعا فإن ما يجب أن يعلمه کل مسلم هو أن عملية ترويض النفس وکبح جماح أنانيتها وانغلاقها على نفسها لا يمکن أن يکون محصورا في شهر رمضان فقط وإنما بعد رمضان وعلى طول الحياة.
الشهر الفضيل فرصة لتفعيل التواصل الاجتماعي
إن التغيير الذي نتحدث عنه في شهر رمضان ليس مرتبطا بالإحسان إلى الفقراء والمحتاجين فقط مع أهميته، بل إنه يتجاوزه للإحسان إلى اليتامى وصلة الأرحام ذلك أن المسلم خصوصا والإنسان عموما کائن اجتماعي لا يمکن أن يسمو إلى التکامل في بناء شخصيته ذاتيا ومعنويا من دون التواصل الاجتماعي وفق ما يريده الشرع والعقل والعرف والأخلاق.
وقطعا فإن لعملية التغيير في الأفراد بالصورة التي ذکرناها آنفا ستکون لها آثار وتداعيات نوعية على المجتمع، إذ وتبعا للآية الکريمة: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فإن عملية التغيير الحقيقية التطوعية في النفوس النابعة عن إيمان وقناعة لدى الأفراد، ستمهد الأرضية والأجواء المناسبة لتلاحم أکثر قوة بين الأفراد وتوحيدهم وهذا بحد ذاته سيفرض تغييرا عاما على المجتمع.
الحقيقة المهمة التي يجب على المسلم الانتباه إليها، هي أن رمضان شهر معروف بمکانته القدسية عند الأمة الإسلامية کما بينها الله تعالى في کتابه الکريم، فإن أي تغيير ذاتي عملي وفق المقومات الشرعية يقوم به المسلم سيکون بالضرورة تغيير ذو بعد مقدس وسينعکس خيرا وبرکة عليه في الدنيا والآخرة.
sayidelhusseini@
