ياسر عمر سندي

مدافع رمضان

الأربعاء - 22 مارس 2023

Wed - 22 Mar 2023

ارتبط مفهوم الشهر المبارك شرطيا بأذهان الكثيرين؛ ليصبح ثقافة عامة متداولة بأن رمضان عدم الاستيقاظ المبكر والنوم المتأخر.

ثمانية مدافع رمضانية وعادات سلوكية يتم تكرارها: السهر والهدر والأكل والكسل والمشاحنات والمسلسلات والازدحام والإخلال بالدوام.

في هذا المقال سأستعرض مجمل السلوكيات المتوقعة وأترك الحكم للقارئ الكريم في تفنيدها وكيفية تحويلها لإيجابيات من خلال فهم وإدراك معنى جودة الحياة العامة المأمولة للمجتمع كعادات في مواسم العبادات.

أولا: السهر، من السلوكيات التي يمارسها الكثيرون في ليالي رمضان من بعد صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر؛ السؤال المطروح ما الذي يمكننا أن نستثمره في هذه الفترة المطولة حتى لا يصبح وقتا مهدرا عديم الفائدة ولا يأتي نهاية الشهر الكريم إلا والجميع في حالة إنهاك تام وإعياء عام؟.

ثانيا: الهدر، خصوصا التبذير المالي غير المقنن والانتباه إلى استغلال بعض المرافق التجارية المستنزفة للجيوب من رفع الأسعار وزيادة الأسلوب الدعائي الجاذب سلبيا في الملابس والمفروشات.

ثالثا: الأكل، وهو ميدان النزال والتحدي الأسري والعائلي في رمضان لتقديم صنوف المأكولات ومختلف المشروبات والإسراف غير المبرر وكأنما الصيام محاولة انتقام ما يحبسه الصائم من عدم تناوله للطعام يزيده أضعافا مضاعفة في وجبة الإفطار وكذلك السحور؛ والذي أجده فرصة لمدة 30 يوما في تحسين عادات الأكل والشرب والمحافظة على الوزن المثالي قال عليه الصلاة والسلام: «بضع لقيمات يقمن صلبك».

رابعا: الكسل والملل، دوما أتساءل لماذا يقترن الخمول والركون إلى عدم الحركة في رمضان؟ في رأيي أنه بسبب عادات الأكل والسهر غير المنضبطة والعشوائية مما ينعكس على الجسم باضطرابات في النوم والهضم.

خامسا: المشاحنات، حيث لا يخلو يوم من أيام شهر الخير إلا ونشاهد فيه الخلافات مع الغير وقد يتصاعد الموقف إلى حدوث المشاجرات في الشوارع والطرقات وتحديدا فترة ما بعد صلاة العصر إلى المغرب.

سادسا: المسلسلات، يتم تجميع مختلف الأعمال والبرامج التلفزيونية الفضائية في هذا الشهر من دراما وكوميديا وتراجيديا وغيرها الكثير من الملهيات عن العبادات وكأنما هي وسيلة لصرف الانتباه عن غاية ومغزى رمضان.

سابعا: الازدحام، هنالك فترتان فقط ما قبل صلاة المغرب وما بعد صلاة التراويح وفي أواخر العشر من رمضان تقريبا جميع الأوقات في حالة غليان واستنفار خارج البيوت مما يتسبب في حدوث المشكلات.

ثامنا: الإخلال بالدوام في الحضور والانصراف، وكذلك التقصير في تقديم الحقوق والواجبات المهنية تجاه المنظمة وعملائها، ناهيك عن قيام بعض الموظفين من النوم أثناء ساعات العمل.

ثمانية سلوكيات تنتقص من جودة الحياة في رمضان وتعتبر مدافع تدمر غاياته العظيمة والتي من أهمها إحداث فرصة لتغيير العادات والأخلاقيات السلبية التي يمارسها الإنسان طوال السنة قال تعالى: «بل الإنسان على نفسه بصيرة».

وكل عام وأنتم بخير.

Yos123Omar@