باسم سلامه القليطي

الفرح برمضان

الثلاثاء - 21 مارس 2023

Tue - 21 Mar 2023

للعبادة مواسم، وللمسلمين مشاعر، وكلما اقترب موسم، تجدد فيهم شعور، يطغى عليه الفرح والحبور، فرح بطاعة الله، فرح بفضل الله، فرح بعبادة الله، فرح بما ينتظر المسلم من أجور مذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية، تجعل النفوس بين تهيئة وتهنئة، بين نصوص ترغبها بفعل الطاعات، وأخرى تنهاها عن فعل المنكرات، وبشارات يبشر بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه وأمته، يوضح لهم خصائص الموسم وفضائله، ويحثهم على الجد والاجتهاد فيه بطاعة الله والتقرب إليه عز وجل بما يحبه ويرضاه، ومن أعظم مواسم العبادة عند المسلمين، موسم شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الخيرات والبركات، والإقبال على فعل الطاعات.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما حضر رمضان قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:«أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم».

كيف لا نفرح، وهناك ملك من ملائكة الله، أوكله ربنا عز وجل، أن ينادي كل ليلة من ليالي رمضان، نداء يراعي رغبات النفوس ونوازعها، كما جاء في الحديث الشريف: «وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». وإن كنا لا نسمع هذا النداء بحواسنا، فإننا موقنون به بقلوبنا وعقولنا؛ لأنه قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، فإذا استحضرنا الأمر بفعل الخير، والنهي عن فعل الشر، وأن تغشانا رحمة الله بالعتق من النار، مع تجدد النداء كل ليلة من ليالي رمضان، كان هذا مما يقوي عزائمنا على الإقبال والاغتنام والمنافسة، بين تحري الخير وطلبه والمبادرة إلى فعله، ومجاهدة النفس وترويضها وكفها عن الشر وأهله.

لولا الله ما اهتدينا.. ولا صمنا ولا صلينا.

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: «لا أعلم شيئا معينا لاستقبال رمضان سوى أن يستقبله المسلم بالفرح والسرور والاغتباط وشكر الله أن بلغه رمضان، ووفقه فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل، فإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة من الله، ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه بقدوم رمضان مبينا فضائله، وما أعد الله فيه للصائمين والقائمين من الثواب العظيم. ويشرع للمسلم استقبال هذا الشهر الكريم، بالتوبة النصوح، والاستعداد لصيامه وقيامه، بنية صالحة وعزيمة صادقة».