شاهر النهاري

هل نفرح بوزير الإعلام الجديد؟

الاثنين - 20 مارس 2023

Mon - 20 Mar 2023

وزارة الإعلام أكثر ما تعاقب عليها وزراء في العقد الماضي، عبدالعزيز خوجة حتى نوفمبر 2014، بندر حجار آخر شهرين من 2014، وعبدالعزيز الخضيري حتى بداية 2015، عادل الطريفي حتى أبريل 2017، عواد العواد حتى ديسمبر 2018، وتركي الشبانة حتى فبراير 2020، وماجد القصبي حتى يوم تعيين الوزير الحالي سلمان الدوسري مارس 2023.

وهذه التغييرات تدل على أهمية الإعلام في بلد ناهض متغير بكل المعاني، يسعى لبلوغ الرضا عن المردود الإعلامي بشكل مقنع ضمن سباق تطورات شاملة، وتغيرات سياسية ووطنية تصاحب ما يحدث في الشرق الأوسط والعالم من تحديات وكوارث، ورؤية سعودية تحاول تغيير أرض الواقع.

حقيقة فقد كانت تلك الفترة من أعسر الفترات على كتاب الرأي والمحللين السعوديين، وبعد أن كانوا معتادين على دعم الصحف والقنوات لهم، ومعاملتهم بتمايز قيمهم الفكرية، والمعنوية والاستشارية، وكانت تصرف لهم مخصصات مالية تتناسب مع حضورهم وتفردهم، عكس ما ساد مؤخرا من عدم النظر لهم بعين أحقية أو تقدير.

ونعود للسؤال العنوان، فهل نفرح بقدوم وزيرنا الجديد، سلمان الدوسري، والذي تعج سيرته الذاتية بشهادات وخبرات وخطوات ترقي المهام والمناصب، أم أننا يجب ألا نفرط في التفاؤل، كما فعلنا مع سلسلة الوزراء السابقين، متأملين صلاح الحال، متطلعين لعهد من التميز والاحترافية والشمولية وميزان التقدير؟

وزيرنا الحالي أمامه تحديات عظيمة، وهو بحاجة لجهود مكثفة واستقصاء خبرات متزنة حقيقية بعيدة عن نفثات عقد المتسلقين، خصوصا وأن الجهات التابعة للوزارة عديدة لدرجة العجب والنسيان، فهل سيجتمع بكل مجموعة منهم بشكل ضيق، وليس في فعاليات تعج بالرسميات والموسيقى والكلمات، ويسمع هو وفرق التطوير لديه منهم جميعا، ويتباحث معهم فيما يجب أن يكون من النهج والفكر والترتيبات، ووجود المراجع الداعمة، وهل الأفضل لكتاب الرأي الاستمرار بالكتابة على الصحف المحتضرة، أم الانتقال لبلبلة مواقع التواصل الاجتماعي، وما مدى كفاءة من يحتلون الكراسي في هيكلية الإعلام، وهل يمكن العودة لتقدير وسماع الرأي الآخر، لخلق الفكرة والمنطق والحقيقة؟

كل جزء في إعلام الوطن له مناطق جمود وتحجر ومعاناة وزوايا عجز، وحاجة لإعادة تقييم وغربلة أصحابها، للقفز إلى مفهوم الإعلام الجاد الجديد المرتقي، ومسح ما نشهده من وظائف مثل عدمها، وخبرات كالعهن، وتكرار وتماهي ونظرات أحادية.

أمام وزيرنا تغييرات عظمى، وإعادة بناء أسس وزارة من أهم واجهات الوطن، بحثا عن النقاء والطموح، بتغييرات قمم وقيعان، وفتح الأبواب المؤصدة للرأي الحصيف يحضر، ويناقش، ويشارك، بعيدا عن راكبي الأمواج في ألعاب إلكترونية، يتحايلون فيها على اللمعة وقلة الحيلة والخبرة، والثقة.

وزيرنا -أعانه الله-، أمامه وقت بسيط، لإثبات اختلافه ونواياه عمن سبقوه، بالبحث عن العمق أكثر من الصورة، ومعرفة وتمكين استخراج الجوهر، في فترة وزارية لعلها تنفع، وتحد من الغوغاء والقفزات على الأسوار، وتكرار هفوات الماضي.

وزيرنا لا بد أن ينعش قلب مسؤوليته، على الإعلام الداخلي، والخارجي، وأن يستفيد من كل عقل وصفحة وشاشة، وأن يتميز بالرؤية وصفاء الهدف وسعة المدارك، وأن يؤكد على النهج الأفضل، والمرضي عنه في كل زوايا الوطن، أساس لأي ثقافة وأي حضارة ترتجى.

مرحبا بك يا وزير الإعلام، والساعة تغافلنا وتدور.

shaheralnahari@