اختفاء اليورانيوم وعودته يثيران الألغاز في ليبيا

اتهامات متبادلة بين قوات حفتر وحكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة
اتهامات متبادلة بين قوات حفتر وحكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة

الاثنين - 20 مارس 2023

Mon - 20 Mar 2023



قوات تابعة للوحدة الوطنية في طرابلس                                                (مكة)
قوات تابعة للوحدة الوطنية في طرابلس (مكة)
أثار اختفاء اليورانيوم في ليبيا ثم ظهوره في اليوم التالي لغزا كبيرا في ليبيا، وأسهم في تعقيد المشهد السياسي الذي ما زال مرتبكا.

اختفت براميل اليورانيوم الطبيعية التي أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن فقدان 10 منها الأربعاء الماضي، وتحمل كمية تقدر بـ2.5 مليون طن، من أحد مخازن اليورانيوم الطبيعي في ليبيا من دون ذكر للمكان، لتعلن بعد ذلك القوات المسلحة في الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر العثور عليها الخميس الماضي على بعد خمسة كيلومترات من موقع تخزين يقع على الطريق باتجاه الحدود التشادية.. وفقا لـ»إندبندنت عربية».

وجاءت التطورات المقلقة في وقت تشهد ليبيا حراكا دبلوماسيا على أكثر من مستوى لإنهاء المراحل الانتقالية والذهاب نحو انتخابات وطنية بنهاية العام الحالي بعد فشل إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021. وفيما يشير بعض متابعي الشأن الليبي إلى «تورط عناصر مجموعة فاجنر الروسية في العبث بالكعكة الصفراء لاستغلالها في أعمالها العسكرية»، يذهب آخرون إلى أن «مجموعات مسلحة مدفوعة من فرنسا تقف وراء هذا العمل».

اليورانيوم المفقود

أصدرت قوات «الجيش الوطني» في الشرق الليبي بيانا في إطار الرد على تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أكد أنه «بعد حضور أعضاء التفتيش التابعين للوكالة الثلاثاء الماضي إلى ليبيا تبين اختفاء 10 براميل من اليورانيوم الطبيعي المركز من موقع التخزين».

وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة لقوات حفتر، اللواء خالد المحجوب في بيان مكتوب مرفق بفيديو أنهم «عثروا على 10 براميل من اليورانيوم المفقود بالقرب من الحدود التشادية».

وظهر رجل يرتدي ملابس بيضاء اللون وكمامة في مقطع الفيديو المرافق لبيان قوات حفتر، أحصى الكمية التي عثر عليها ليتبين أنها موزعة على 18 برميلا، في حين أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحدثت عن اختفاء 10 براميل يورانيوم فقط.

شمع أحمر

وأضاف المحجوب في بيانه أن الموقع كان عبارة عن مستودع بالقرب من الحدود مع التشاد سبق وزارته الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2020 وأغلقته بالشمع الأحمر، وأشار إلى أن الوكالة تعهدت في ذلك الوقت بأن تؤمن «حاجات الحراسة» التي تشمل ملابس خاصة لحماية المكلفين بالحراسة من الأمراض التي تسببها هذه المادة، لكنها لم توفر هذه الحاجات، وفق ما جاء في نص البيان، مما اضطر الحراس إلى البقاء بعيدين من المستودع.

ورجح المحجوب أن تكون مجموعة مسلحة تشادية تقف وراء هذه العملية ظنا منها أنها براميل أسلحة أو ذخيرة.

واستمر صمت مسؤولي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة التي تتخذ من العاصمة الليبية طرابلس، ولم تعلق على اختفاء اليورانيوم الطبيعي من موقعه الأصلي.

اتهام فاجنر

وصف الباحث في المجال العسكري عادل عبدالكافي بيان قوات الشرق بـ»المسرحية السيئة الإخراج» وأكد أنها «تأتي في إطار تغطية تعاونهم مع مرتزقة فاجنر الذين يتنقلون بسلاسة من سوريا إلى ليبيا عبر مطارات الشرق الليبي الواقع تحت سيطرتهم». وقال «إن هذا البيان لا يعدو أن يكون سوى محاولة من قوات حفتر لتبييض صورتها أمام الرأي العام الليبي والدولي باعتبار أن هذه المواقع الحساسة تتربع في مناطق سيطرتها لإبعاد الشبهة عنها، بخاصة بعد التهديدات الأمريكية الأخيرة لها على خلفية علاقتها بمجموعة فاجنر الروسية إبان زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وقائد قوات أفريكوم إلى الإدارة العسكرية السادسة».

وشدد على أن مرتزقة فاجنر الروسية هم من يقفون وراء اختفاء براميل اليورانيوم ثم ظهورها في اليوم التالي لإعلان الوكالة الدولية للطاقة.