اعتقال بوتين جنون يهدد بتدمير العالم

تداعيات كارثية لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي الصين: أمريكا هي التي تقدم أسلحة وذخائر لإشعال حرب أوكرانيا بيسكوف: يمارسون العدالة الزائفة وتحولوا إلى دمية في أيدي الغرب مدفيديف: سيواجهون عواقب وخيمة بعد أن سيسوا القانون الدولي
تداعيات كارثية لقرار المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس الروسي الصين: أمريكا هي التي تقدم أسلحة وذخائر لإشعال حرب أوكرانيا بيسكوف: يمارسون العدالة الزائفة وتحولوا إلى دمية في أيدي الغرب مدفيديف: سيواجهون عواقب وخيمة بعد أن سيسوا القانون الدولي

الاثنين - 20 مارس 2023

Mon - 20 Mar 2023

وصف مراقبون وسياسيون حول العالم قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ(الجنون) وأكدوا أنه محاولة لتدمير العالم، ونوع من الهزل السياسي الذي يمارسه الغرب بصور تثير الاشمئزاز.

وقالوا «إن المحكمة الشكلية التي تتخذ من مدينة لاهاي مقرا لها، فشلت في تنفيذ أحكامها السابقة على عدد كبير من المسؤولين بينهم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وإنه لا قيمة أو معنى لقراراتها التي توضع في الأدراج ولا تنفذ».

وفيما أكدت روسيا أن مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة غير قانونية وأنها لا تسلم مواطنيها لمحكمة من هذا النوع، قالت الصين «إن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يقدم الأسلحة والذخائر لإشعال الحرب واستمرار القتال في أوكرانيا».

محكمة باطلة

ادعت المحكمة الجنائية الدولية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقدم على ارتكاب جريمة حرب، وأصدرت مذكرة توقيف بحقه، لكن هل يعني ذلك أن الرئيس الروسي، المتهم على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني، سيحاكم في لاهاي؟

من حيث المبدأ يتعين على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية تنفيذ مذكرتي التوقيف بحق بوتين والمفوضة الرئاسية الروسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا - بيلوفا إذا سافرا إلى إحدى تلك الدول.. لكن الواقع مختلف تماما.

تقول المحكمة في بيانها «إن بوتين يزعم أنه مسؤول عن جريمة حرب تتمثل في الترحيل غير القانوني للسكان (الأطفال) ونقل السكان (الأطفال) غير القانوني من المناطق المحتلة في أوكرانيا إلى الاتحاد الروسي»، وأصدرت المحكمة مذكرة باعتقال ماريا أليكسييفنا لفوفا بيلوفا، مفوضة حقوق الطفل في مكتب رئيس الاتحاد الروسي، بناء على ادعاءات مماثلة.

وزعمت المحكمة أن الدائرة التمهيدية التابعة لها وجدت أن هناك أسبابا للاعتقاد بأن كل مشتبه به يتحمل مسؤولية جريمة الحرب.

هل يعتقل بوتين؟

يرد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عندما سئل عما إذا كان بوتين سيعتقل في حال وطئت قدماه أيا من تلك الدول البالغ عددها 123 الأعضاء في المحكمة الدولية، قال «هذا صحيح»، لكن رغم أن ذلك القرار سيصعب السفر على بوتين، فإن المحكمة ليس لديها شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامرها، وتعتمد كليا على تعاون الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.

ونادرا ما تقوم الدول الأعضاء بتنفيذ مذكرات التوقيف، خصوصا عندما يتعلق الأمر برئيس دولة مثل بوتين، وعلى سبيل المثال، تمكن الرئيس السوداني السابق عمر البشير من زيارة عدد من الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية بما فيها جنوب إفريقيا والأردن رغم أن المحكمة كانت قد أصدرت مذكرة توقيف ضده، ورغم إطاحته في العام 2019، لم يسلمه السودان.

ويشير الأستاذ في كلية الحقوق في جامعة كولومبيا ماثيو واكسمان إلى أنها كانت خطوة مهمة للمحكمة الجنائية الدولية، لكن الاحتمالات ضئيلة في أن نرى بوتين موقوفا. أولا وقبل كل شيء روسيا، مثل الولايات المتحدة والصين، ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.

تعليق الصين

وعلقت وزارة الخارجية الصينية على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلة «إنه ينبغي عليها اتخاذ موقف منصف».

وقال وانغ ون بين المتحدث باسم الوزارة للصحفيين في إفادة دورية «إن الصين ستواصل اتخاذ موقف موضوعي ومنصف في الأزمة الأوكرانية ولعب دور بناء في محادثات السلام».

ولفتت إلى أن الولايات المتحدة هي من تقدم أسلحة وذخائر لإشعال حرب أوكرانيا وليس الصين.

وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «إن روسيا لا تعترف بصلاحية هذه المحكمة، وبالتالي من وجهة نظر قانونية، فإن قرارات هذه المحكمة باطلة».

وشدد على أن هذه المحكمة الدولية المنحازة المسيسة أثبتت مرة أخرى دونيتها.. المحكمة الجنائية الدولية هي دمية في أيدي الغرب الجماعي، ومستعدة دائما لممارسة العدالة الزائفة بانتظام». وأشار إلى أن روسيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي. وليس للمحكمة الجنائية الدولية ولاية قضائية على روسيا ومواطنيها. إننا نعتبر أي وثائق صادرة عن هذه الهيئة غير قانونية وباطلة».

انحدار كئيب

وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيأتي بعواقب وخيمة على القانون الدولي.

ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، عن مدفيديف قوله على قناته في تليجرام «لقد قرروا محاكمة رئيس قوة نووية لا تشارك في المحكمة الجنائية الدولية... لكن العواقب على القانون الدولي ستكون وخيمة».

وكتب «هذا هو انهيار الأسس ومبادئ القانون. لن يذهب أحد بعد الآن إلى أي هيئات دولية، وسيتفاوض الجميع فيما بينهم، إن الانحدار الكئيب لنظام العلاقات الدولية بأكمله قادم، فقد ضاعت الثقة».

وتقول الأستاذة المساعدة في القانون الدولي العام في جامعة ليدن سيسيلي روز، «إنه من غير المرجح أن ينتهي المطاف ببوتين في قفص الاتهام بسبب جرائم حرب، والمحكمة ضعيفة ولا قيمة لها».

ترحيب أمريكي

ورحبت دول الغرب بقرار المحكمة الدولية، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن «إن الرئيس الروسي فلاديمير ارتكب بوضوح جرائم حرب، وإن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحقه له ما يبرره».

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان «إن الولايات المتحدة خلصت بشكل منفصل إلى أن القوات الروسية ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا وإنها تدعم محاسبة مرتكبي جرائم الحرب». وأضاف «ليس هناك شك في أن روسيا ترتكب جرائم حرب وفظائع بأوكرانيا، وأوضحنا أنه يجب محاسبة المسؤولين... توصل إلى هذا القرار مدعي المحكمة الجنائية الدولية بشكل مستقل بناء على الحقائق المعروضة عليه».

وأيد المستشار الألماني أولاف شولتس قرار المحكمة الجنائية الدولية، وقال في مؤتمر صحفي مشترك في طوكيو مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا «المحكمة الجنائية الدولية هي المؤسسة الصحيحة للتحقيق في جرائم الحرب، الحقيقة هي أنه لا يوجد أحد فوق القانون وهذا ما أصبح واضحا الآن».

انسحاب روسيا

ووقعت روسيا قانون روما التأسيسي للمحكمة لكنها لم تصادق عليه لتصبح عضوا فيها، ثم سحبت توقيعها بأوامر من بوتين في عام 2016 بعدما أطلقت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في حرب 2008 في جورجيا.

ولا تستطيع المحكمة الجنائية الدولية محاكمة المشتبه بهم غيابيا، لكن لديها وسائل أخرى للمضي قدما ببعض القضايا، تتمثل في تعاون الدول الغربية معها، ومن أشهر القضايا الأخيرة للمحكمة الجنائية الدولية، طلب قضاة المحكمة عقد جلسة استماع لتأكيد التهم الموجهة إلى جوزيف كوني، زعيم «جيش الرب للمقاومة» الذي شن تمردا داميا في أوغندا، لكنه ما زال طليقا، ولم ينجح أحد في الإيقاع به.

في المقابل تمت محاكمة عدد من الزعماء السابقين في المحكمة بعد القبض عليه في دول غربية أو تسليم أنفسهم.

قادة خضعوا للمحكمة الجنائية الدولية:

سلوبودان ميلوسيفيتش الرئيس اليوغوسلافي السابق.

- توفي في زنزانته في لاهاي عام 2006 أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية.

تشارلز تايلور رئيس ليبيريا السابق

- أدانته المحكمة في 2012 بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ورادوفان كارادجيتش رئيس جمهورية صرب البوسنة السابق.

- أوقف عام 2008 وأدين بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

راتكو ملاديتش قائد جيش صرب البوسنة السابق.

- سجن في عام 2011 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.