أوروبا ترفض العيش في جلباب أمريكا
حرب أوكرانيا كشفت عن صدع كبير داخل الناتو
حرب أوكرانيا كشفت عن صدع كبير داخل الناتو
الخميس - 16 مارس 2023
Thu - 16 Mar 2023
يرى الباحث الأمريكي كريستوفر ماكليون أنه بدا في بداية الأمر أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد حفز حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشجعهم على اتخاذ دور أكثر قوة في الدفاع عن أوروبا.
ولكن بعض المحللين لاحظوا أخيرا أنه يبدو أن الحرب أسفرت بالفعل عن تأثير معاكس تمثل في اعتماد أوروبا على واشنطن، وأن الكثيرين يرفضون أن يعيشوا في جلباب أمريكا، حيث إنه من المحتم أن يزيد اعتماد أوروبا من نسبة التزام الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمن القارة.
ويقول ماكليون، الزميل غير المقيم بمركز الأبحاث الأمريكي «ديفينس برايورتيز»، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، «إنه بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الاستقلال الاستراتيجي في السنوات الأخيرة، كما أعلن المستشار الألماني عن «نقطة تحول» تاريخية في سياسة الدفاع في مواجهة الغزو الروسي، تقدمت الدولتان بحذر طوال الحرب.
وأرسلت ألمانيا فقط، على مضض، دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا في أعقاب خطوات موازية من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما أصر ماكرون على ضرورة أن يشمل أي قرار لما بعد الحرب اعترافا بالمخاوف الأمنية تجاه روسيا».
وأدى هذا إلى زيادة إحباط الحلفاء في أوروبا الشرقية، مثل بولندا ودول البلطيق، الذين جعلهم موقفهم المتشدد تجاه روسيا غير راضين عن ما يرونه غموضا من جانب نظرائهم الغربيين مما يجعلهم أكثر رغبة في الحفاظ على تواجد الولايات المتحدة في أوروبا، ولكن الموقف الأكثر تحفظا من جانب فرنسا وألمانيا تجاه روسيا لا يرجع إلى الضعف أو التقشف، فالحقيقة هي أنه نظرا للجغرافيا، والقوة النسبية والتاريخ، لدى الأوروبيين الغربيين والشرقيين تصورات مختلفة اختلافا كبيرا في ما يتعلق بتهديدات روسيا.
ويوضح هذا بطبيعة الحال أن نصفي أوروبا لا يشكلان حلفاء طبيعيين داخل الحلف، فتاريخيا، عانت أوروبا الشرقية سوء الحظ في أن تكون منطقة عازلة بين أوروبا الغربية وروسيا- وهو دور لا يريد الأوروبيون الشرقيون العودة إليه، وهذا أمر مفهوم تماما.
ويضيف ماكليون «إن هذا التباين الأساسي في الحلف يرجع إلى توسعته ليشمل دول أوروبا الشرقية منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن- وهو خط صدع تخففه القيادة المستمرة للولايات المتحدة، ولكنه يحد من أي حافز لدول أوروبا الغربية للتقدم بالطريقة التي تريدها واشنطن (رسميا)».
ويتمثل الجدل التأملي بين الكثير من المعلقين الغربيين في إلقاء اللوم على فرنسا وألمانيا لعدم مساندتهما أوكرانيا بصورة أكثر قوة، مما يحد من مصداقيتهما في أعين دول أوروبا الشرقية، ويجبرها على الاعتماد بصور أكبر على واشنطن لتبديد مخاوفها الأمنية.
ووفقا لهذه الآراء، يتعين على أوروبا الغربية بدلا من ذلك وضع نفسها على مسار حرب خطير والمساعدة في قيادة الاتهام ضد روسيا».
ويرى ماكليون أن من الأسباب التي تدعو للنظر إلى مثل هذه الآراء بتشكك هو أن أداء الجيش الروسي يجعل رد فعل فرنسا وألمانيا يبدو متناسبا بشكل نسبي.
فروسيا تسعى جاهدة منذ شهور لغزو مدينة باخموت الصغيرة؛ وهي لن تتجه نحو وارسو في أي وقت قريب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بينما يبدو أن الأوروبيين الشرقيين يتمنون هزيمة روسيا، تدرك فرنسا وألمانيا أن من المحتمل أن تكون روسيا دائما قوة في المنطقة، وأن التعايش السلمي يتطلب نوعا من التوافق المتبادل.
ولكن بعض المحللين لاحظوا أخيرا أنه يبدو أن الحرب أسفرت بالفعل عن تأثير معاكس تمثل في اعتماد أوروبا على واشنطن، وأن الكثيرين يرفضون أن يعيشوا في جلباب أمريكا، حيث إنه من المحتم أن يزيد اعتماد أوروبا من نسبة التزام الولايات المتحدة فيما يتعلق بأمن القارة.
ويقول ماكليون، الزميل غير المقيم بمركز الأبحاث الأمريكي «ديفينس برايورتيز»، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، «إنه بينما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى الاستقلال الاستراتيجي في السنوات الأخيرة، كما أعلن المستشار الألماني عن «نقطة تحول» تاريخية في سياسة الدفاع في مواجهة الغزو الروسي، تقدمت الدولتان بحذر طوال الحرب.
وأرسلت ألمانيا فقط، على مضض، دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا في أعقاب خطوات موازية من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما أصر ماكرون على ضرورة أن يشمل أي قرار لما بعد الحرب اعترافا بالمخاوف الأمنية تجاه روسيا».
وأدى هذا إلى زيادة إحباط الحلفاء في أوروبا الشرقية، مثل بولندا ودول البلطيق، الذين جعلهم موقفهم المتشدد تجاه روسيا غير راضين عن ما يرونه غموضا من جانب نظرائهم الغربيين مما يجعلهم أكثر رغبة في الحفاظ على تواجد الولايات المتحدة في أوروبا، ولكن الموقف الأكثر تحفظا من جانب فرنسا وألمانيا تجاه روسيا لا يرجع إلى الضعف أو التقشف، فالحقيقة هي أنه نظرا للجغرافيا، والقوة النسبية والتاريخ، لدى الأوروبيين الغربيين والشرقيين تصورات مختلفة اختلافا كبيرا في ما يتعلق بتهديدات روسيا.
ويوضح هذا بطبيعة الحال أن نصفي أوروبا لا يشكلان حلفاء طبيعيين داخل الحلف، فتاريخيا، عانت أوروبا الشرقية سوء الحظ في أن تكون منطقة عازلة بين أوروبا الغربية وروسيا- وهو دور لا يريد الأوروبيون الشرقيون العودة إليه، وهذا أمر مفهوم تماما.
ويضيف ماكليون «إن هذا التباين الأساسي في الحلف يرجع إلى توسعته ليشمل دول أوروبا الشرقية منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن- وهو خط صدع تخففه القيادة المستمرة للولايات المتحدة، ولكنه يحد من أي حافز لدول أوروبا الغربية للتقدم بالطريقة التي تريدها واشنطن (رسميا)».
ويتمثل الجدل التأملي بين الكثير من المعلقين الغربيين في إلقاء اللوم على فرنسا وألمانيا لعدم مساندتهما أوكرانيا بصورة أكثر قوة، مما يحد من مصداقيتهما في أعين دول أوروبا الشرقية، ويجبرها على الاعتماد بصور أكبر على واشنطن لتبديد مخاوفها الأمنية.
ووفقا لهذه الآراء، يتعين على أوروبا الغربية بدلا من ذلك وضع نفسها على مسار حرب خطير والمساعدة في قيادة الاتهام ضد روسيا».
ويرى ماكليون أن من الأسباب التي تدعو للنظر إلى مثل هذه الآراء بتشكك هو أن أداء الجيش الروسي يجعل رد فعل فرنسا وألمانيا يبدو متناسبا بشكل نسبي.
فروسيا تسعى جاهدة منذ شهور لغزو مدينة باخموت الصغيرة؛ وهي لن تتجه نحو وارسو في أي وقت قريب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بينما يبدو أن الأوروبيين الشرقيين يتمنون هزيمة روسيا، تدرك فرنسا وألمانيا أن من المحتمل أن تكون روسيا دائما قوة في المنطقة، وأن التعايش السلمي يتطلب نوعا من التوافق المتبادل.