لمكافحة المخدرات.. الرؤوس الكبيرة مطلوبة
الاثنين - 13 مارس 2023
Mon - 13 Mar 2023
يصعب حصر أعداد من تورطوا من شباب الوطن في المخدرات، حيث لم تعد بعيدة عنهم في المدارس والجامعات، وفي الحارات وفي البيع العلني على مواقع التواصل، مستهدفة عقول شباب الوطن.
القصص مرعبة، والأغلبية يشتكون، من عدو يعاشر أبناءهم بقدرة المروجين على الوصول لضحاياهم بأيسر الطرق، وأخبثها.
الأسعار للأسف، تنافسية، ويستطيع حتى الطفل شراءها من مصروفه، ولعل البائع الخبير يتنازل بالسعر بداية، ليجُر رِجل الزبون، والذي سيدفع مستقبلا وهو راضخ صاغر، حتى لو اضطر لسرقة أهله، أو اقتراف أي جرم للحصول على حصة يتصبر بها حتى موعد الجرعة المقبلة.
الجهود الحكومية تبذل، ولكن الحدود البرية والبحرية والجوية شاسعة، ومهما أمسكت الدوريات يظل هنالك نسبة ممن يعبُرون.
الجمارك تعمل جهودها، ولكن خطأ واحدا من كل ألف محاولة يحسب بملايين الوحدات، ويعد كارثة تسونامي عظمى تغرق السوق المحلية لفترات.
التهريب عمليات جرائم حرب، مترابطة معقدة، لا يمكن أن يقوم بها طرف واحد، ولكل مرسل مستقبل وأعوان يعيشون بيننا، سواء من خونة أبناء الوطن الأثرياء المعنيين بالدفع والتعمية، أو من الأجانب السحرة يغذون نقاط التوزيع الجاهزة في جميع المدن، حتى تصل شبكات البائعين، بمختلف درجات أهميتهم وفاعليتهم وقدرتهم وخفائهم.
عمليات التتبع والبحث والقبض ليست مستحيلة على وزارة الداخلية الحريصة الأمينة، خصوصا وأن نهج عراب الرؤية السعودية ولي العهد محمد بن سلمان قد توعد باجتثاث الرؤوس الكبيرة في الفساد، ويمكن من خلال الإمساك بطفل أو شاب متعاط تتبع سلسلة وصول المخدرات إليه من المنبع، وكشف «الرأس الكبيرة»، ثم تتبع بقية سلسلة التوزيع، وحينها ستضمحل وتموت شبكاتهم القذرة.
وكلما تسارعت وتعاونت خطط وجهود البحث والقبض بتعاون المواطنين، نظف الشارع سريعا.
المخدرات قمة استهداف عمق الوطن، وهي بالمقابل تحتاج إلى خطط وطنية سيادية قوية شاملة شفافة متصلة مشتركة تنفذ على جميع المستويات والرؤوس، وبتعاون مؤسسات الدولة داخليا وخارجيا منذ بدء عمليات التهريب الخارجي بمسميات تصدير تجارية، مرورا بنقاط حدودنا، وحتى وصولها لأدمغة أبنائنا.
كل جهة مكافحة تحتاج إلى خريطة، يتصل بها ويعقبها خرائط بقية المكافحين، وبمعرفة علوم وبيئة وأغراض تهريب المخدرات، ووسائل الموردين، وحيلهم، وأماكن التوزيع، وكل كبير يقبض عليه، لا بد من فضحه علنا ليتعظ الجميع، وكل خائن للوطن لا بد من اجتثاث وجوده.
وطننا يحتاج خطة وطنية شاملة لمكافحة المخدرات موازية لخطة الرؤية في محاربة الفساد، خطة تبدأ ولا تنتهي، خطة أكثر حرصا وذكاء ودهاء وتمكنا من أي من كبار الموردين، والموزعين، خطة نفخر بنتاجها على أرض واقع، نفتديها بأرواحنا.
البعض قد يقول إن البحث والقبض يحدث طوال الوقت، وإن جهود المكافحة لا تتوانى، متناسين تعاظم خطورة ما تعاني منه بلدنا في الوقت الحالي من عداوات دول وأنظمة خارجية ظاهرة وباطنة، وعداوات داخلية، تبدع في مغافلة مستقبلنا بمؤامرات خسيسة تسعى لقتل عقول وجهود شبابنا، فلا بد معها أن نستشعر الخطورة، والحاجة إلى تعظيم جهودنا وتركيزها واستدامتها، أملا في يوم نحتفل فيه باجتثاث أعداء الوطن الرؤوس الكبيرة الخائنة بيننا، وبالتالي التخلص من توابعهم وسمومهم.
حمى الله وطننا وأبناءنا من جحيم المخدرات.
shaheralnahari@
القصص مرعبة، والأغلبية يشتكون، من عدو يعاشر أبناءهم بقدرة المروجين على الوصول لضحاياهم بأيسر الطرق، وأخبثها.
الأسعار للأسف، تنافسية، ويستطيع حتى الطفل شراءها من مصروفه، ولعل البائع الخبير يتنازل بالسعر بداية، ليجُر رِجل الزبون، والذي سيدفع مستقبلا وهو راضخ صاغر، حتى لو اضطر لسرقة أهله، أو اقتراف أي جرم للحصول على حصة يتصبر بها حتى موعد الجرعة المقبلة.
الجهود الحكومية تبذل، ولكن الحدود البرية والبحرية والجوية شاسعة، ومهما أمسكت الدوريات يظل هنالك نسبة ممن يعبُرون.
الجمارك تعمل جهودها، ولكن خطأ واحدا من كل ألف محاولة يحسب بملايين الوحدات، ويعد كارثة تسونامي عظمى تغرق السوق المحلية لفترات.
التهريب عمليات جرائم حرب، مترابطة معقدة، لا يمكن أن يقوم بها طرف واحد، ولكل مرسل مستقبل وأعوان يعيشون بيننا، سواء من خونة أبناء الوطن الأثرياء المعنيين بالدفع والتعمية، أو من الأجانب السحرة يغذون نقاط التوزيع الجاهزة في جميع المدن، حتى تصل شبكات البائعين، بمختلف درجات أهميتهم وفاعليتهم وقدرتهم وخفائهم.
عمليات التتبع والبحث والقبض ليست مستحيلة على وزارة الداخلية الحريصة الأمينة، خصوصا وأن نهج عراب الرؤية السعودية ولي العهد محمد بن سلمان قد توعد باجتثاث الرؤوس الكبيرة في الفساد، ويمكن من خلال الإمساك بطفل أو شاب متعاط تتبع سلسلة وصول المخدرات إليه من المنبع، وكشف «الرأس الكبيرة»، ثم تتبع بقية سلسلة التوزيع، وحينها ستضمحل وتموت شبكاتهم القذرة.
وكلما تسارعت وتعاونت خطط وجهود البحث والقبض بتعاون المواطنين، نظف الشارع سريعا.
المخدرات قمة استهداف عمق الوطن، وهي بالمقابل تحتاج إلى خطط وطنية سيادية قوية شاملة شفافة متصلة مشتركة تنفذ على جميع المستويات والرؤوس، وبتعاون مؤسسات الدولة داخليا وخارجيا منذ بدء عمليات التهريب الخارجي بمسميات تصدير تجارية، مرورا بنقاط حدودنا، وحتى وصولها لأدمغة أبنائنا.
كل جهة مكافحة تحتاج إلى خريطة، يتصل بها ويعقبها خرائط بقية المكافحين، وبمعرفة علوم وبيئة وأغراض تهريب المخدرات، ووسائل الموردين، وحيلهم، وأماكن التوزيع، وكل كبير يقبض عليه، لا بد من فضحه علنا ليتعظ الجميع، وكل خائن للوطن لا بد من اجتثاث وجوده.
وطننا يحتاج خطة وطنية شاملة لمكافحة المخدرات موازية لخطة الرؤية في محاربة الفساد، خطة تبدأ ولا تنتهي، خطة أكثر حرصا وذكاء ودهاء وتمكنا من أي من كبار الموردين، والموزعين، خطة نفخر بنتاجها على أرض واقع، نفتديها بأرواحنا.
البعض قد يقول إن البحث والقبض يحدث طوال الوقت، وإن جهود المكافحة لا تتوانى، متناسين تعاظم خطورة ما تعاني منه بلدنا في الوقت الحالي من عداوات دول وأنظمة خارجية ظاهرة وباطنة، وعداوات داخلية، تبدع في مغافلة مستقبلنا بمؤامرات خسيسة تسعى لقتل عقول وجهود شبابنا، فلا بد معها أن نستشعر الخطورة، والحاجة إلى تعظيم جهودنا وتركيزها واستدامتها، أملا في يوم نحتفل فيه باجتثاث أعداء الوطن الرؤوس الكبيرة الخائنة بيننا، وبالتالي التخلص من توابعهم وسمومهم.
حمى الله وطننا وأبناءنا من جحيم المخدرات.
shaheralnahari@