حسين باصي

سباق هيدروجيني

الاثنين - 13 مارس 2023

Mon - 13 Mar 2023

كنت أقرأ بعض التقارير عن محاولة بعض الدول والجهات إقناع العالم بشكل علمي أن البترول سينضب خلال فترة قصير جدا وحان الوقت أن نستبدله بما هو نظيف جدا للبيئة. بل إن التحريف في هذه المعلومات وصل إلى الحد في القول بأن التغيير يجب أن يحدث خلال السنوات الخمس القادمة بشكل تقديري.

في تخصصي العلمي أجد أن هذا الكلام مبالغ فيه لدرجة كبيرة جدا ولا يمكن عمل ذلك لا خلال الفترة القريبة ولا أبعد من ذلك. كيف ذلك واعتماد العالم على البترول في العديد من القطاعات من الطاقة إلى المواصلات إلى الصناعة وغيرها. إن المواد التي نستخلصها من البترول عديدة جدا إلى أن نصل إلى الأسفلت المستخدم في الشوارع.

ومع ذلك نحن نسير في عمل مزيج رائع بين البترول ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى. هنا نجد أننا في المملكة العربية السعودية ومن خلال نيوم نثبت لأنفسنا وللعالم أننا ندعم كل ما يحقق الاستدامة والتصدي للتغير المناخي السلبي حتى على مستوى الترفيه والرياضة.

حدث ذلك فعلا من خلال سباق السيارات الكهربائية «فورميلا» أي قبل عدة أشهر في الرياض. والآن «إكستريم إي» في موسمه الثاني، وسيتغير اسمه إلى «إكستريم اتش» في موسمه الثالث غالبا في 2024 والذي سيعتمد كليا على الهيدروجين النظيف كمصدر للطاقة الخضراء.

إن مبدأ عمل الهيدروجين النظيف مختلف ولكن الذي نركز عليه هنا ضمن هذا الطيف هو المتعارف عليه عالميا بالهيدروجين الأخضر. الهيدروجين الأخضر يحتاج إلى وحدة التحليل الكهربائي (Electrolysis).

المدخلات على هذه الوحدة هو الماء والكهرباء، باستخدام الكهرباء يمكن فصل ذرات الهيدروجين عن الأكسجين، مصدر هذه الكهرباء هو الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والهوائية وغيرها، ولذلك سمي بالهيدروجين الأخضر.

يتم تخزين الهيدروجين والاستفادة منه لاحقا في عدة تطبيقات مثل الوقود للسيارات والطيارات والسفن وأيضا لإنتاج الكهرباء.

وبناء على ما ذكرته نجد أن منطقة نيوم هي الموقع المناسب جدا لوفرة الماء من البحر ووفرة الطاقة المتجددة كالشمسية والهوائية.

نحن على يقين بأن هذه البلد تحمل تحت راية الخفاق الأخضر الكثير من الموارد النادرة التي تتمناها أي دولة أخرى، هذه الموارد ليست بالضرورة ثروات معدنية بل أيضا عقول شابة وواعدة ستدفع عجلة الابتكار ونسبق من كان يتباهى ويعتقد بأنه في المقدمة.

@HUSSAINBASSI