عبدالله السحيمي

احتراف الاستشارات

الاحد - 12 مارس 2023

Sun - 12 Mar 2023

يواجه أهل التخصص والاختصاص حملة انتقادات من البعض حيال أن الكل بدأ يقدم الاستشارات الاجتماعية والنفسية والسلوكية والتربوية والأسرية تحت مسمى المستشار، وزاد ذلك الأمر انتشار المساحات عبر المنصات ومن أشهرها منصة تويتر، حيث يتم اختيار عناوين براقة وجاذبة بإخراج إعلاني مميز وتجد أن المواضيع المختارة أكبر من المتحدثين ولا أشملهم جميعا بل هناك مراكز وأشخاص يقدمون توعية واعية ويستفيدون من خدمة هذه التقنية بما يضيف ويساعد على نشر الوعي الذي ننشده ونوده ونتمناه.

ومن أبرز السلبيات التي تركها الدخلاء على المراكز الاستشارية الإساءة إلى قيمة الاستشارة وأهميتها ومكانتها وقد قيل؛ من استشارك، فقد استعار شيئا من عقلك.

وقد أوجد مثل هؤلاء الدخلاء غياب الثقة في الاستشارات وتشويهها بسبب الدخلاء من غير المختصين والمتخصصين، وقد أصبح إطلاق هذا المسمى من أسهل ما يمكن في الحصول عليه وزاد من ذلك العروض الوهمية التي تطلقها بعض المنصات التي ليس لها مرجعا مؤسسيا أو صفة علمية، وقد انتشرت بدعوتها القائمة احصل على مسمى مستشار خلال فترة وجيزة، إضافة إلى وجود البعض من غير المختصين بل بعضهم يقدمونها كواعظ أو وجود خبرة وظيفية في مجال لا يساعدك على تقديم الاستشارة.

ومهما يكن فإن انغراق الواقع في الاستشارات تثير الكثير من الأسئلة المهمة التي تقوم على ملاحقة مثل هؤلاء ومنع المراكز والجمعيات من التساهل في ذلك وإيجاد العقوبات الصارمة التي تساعد من الحد والمعالجة لمثل ذلك الذي ربما يدمر عائلة ويفرق أسرة ويعتدي على واقع آمن وربما يتجه اتجاهات سيئة بعيدة عن المهنية.

الصديق هاشم البار أوعز لي هذا العنوان «احتراف الاستشارات» وهو من الذين يطالبون بأهمية التخصص في الاستشارة التي يمارسها؛ لأن الاستشارات ليست وصفة دواء تصرف وحينما تلاحظ عدم جدواها تبعدها وتقطع الأخذ بها بل إنها تمر بمراحل متعددة وتأخذ إجراءات متعددة حتى تصل إلى المستفيد بشكل ناضج ومقبول.

إن الحاجة ماسة لإقامة ورشة عمل أو ملتقى يناقش واقع الاستشارات ما لها وما عليها مع المأمول والمتطلبات التي تدعم هذا الجانب الذي بحاجة إلى تطوير آليته وتحديث الضوابط والإجراءات التي تسهم في تعزيز الدور المطلوب بكل احترافية.

كما أن صناعة التنافسية بين الجمعيات والمراكز في وضع جائزة للمستشار المتميز في كل تخصص وجائزة للجمعيات والمراكز المتخصصة والعمل على تتويج المتميز منهم يساعد ويسهم على الإنتاجية والعمل بكفاءة واقتدار لتكون الاستشارة ناضجة مكتملة الأركان لأنها تخاطب الإنسان وقيمته ومكانته ووضعه، وهي تأخذ طريق أسرة بحاجة إلى مساندة ودعم واتخاذ قرارات مميزة في بناء الإنسان الاجتماعي وإخراجه من المنعطفات إلى الطريق الأسلم والأوضح والسير نحو القرار الجيد والخطوات المناسبة.

وهذا لا يلغي الجهود المذكورة والمشكورة من الجهات ذات الاختصاص والكثير من العاملين المميزين في هذا الجانب وكذلك المراكز والجمعيات التي لا أحد ينكر جهودها وحضورها، لكنها تبقى رغبة في التطوير والتحسين والعمل على التنمية المستدامة في مجال الاستشارات.

Alsuhaymi37@