صالح العنزي

الاستشارة بين الأمانة والمسؤولية

السبت - 11 مارس 2023

Sat - 11 Mar 2023

يحتاج كل منا في وقت من الأوقات لمن يدله على حل أو يرشده لرأي قد يسهم في حصوله على نتيجة إيجابية، أو تجنبه لضرر كان سيقع له، وهنا يأتي دور الاستشارة وأهميتها في الاستفادة من أصحاب التخصص والخبرة في مجال من المجالات، وهي مثلها مثل أي مجال لها ضوابط وشروط ومحاذير إن أخذنا بها فإننا سنستفيد منها الاستفادة المثلى وإلا ستكون لها آثار وأضرار للمستشير والمستشار.

ولكي تحقق الاستشارة أهدافها فإن على المستشير أن يعي عددا من الأمور منها:

- أن يكون ملما بجميع معلومات الاستشارة الحالية وما يترتب عليها.

- أن يختار من يستشيره بناء على التخصص والخبرة ويزوده بكل ما يحتاج من معلومات عن الاستشارة.

- ألا يستشير من يتوقع منه التحيز، كأن يستشير بائعا في سلعة منافسة، أو مقدم خدمة عن رأيه في شركة منافسة فقد تقيدهم وتحكمهم متطلبات المصلحة.

- ألا يستشير من يعلم غيرته أو تردده أو منافسته له.

- أن يعلم يقينا أن الاستشارة رأي وأنه هو صاحب القرار النهائي ويتحمل مسؤولية تلك الاستشارة سواء كانت مجانية أو بمقابل.

- أن يحكم المنطق بعد الاستشارة ولا تأخذه العاطفة في اتخاذه القرار.

- أن يستفد من وفرة الخبرات في الإنترنت ويطلع على تجارب الآخرين بوعي تام، ويبحث في موضوعه؛ ويجعل الاستشارة تتمة لذلك إن أراد.

- ألا ينساق خلف تجربة لم يكتب لها النجاح لظروف معينة، ولا تجربة وفقت لأمور قد لا يعلمها، بل يجمع بين كل المعطيات المتناسبة مع مشكلته، ويختار ما يناسبه هو لا غيره.

- أن يأخذ بتوجيه الله - سبحانه وتعالى - لنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم - «وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله...».

وعلى من يطلب منه الاستشارة مسؤوليات تحتمها الثقة التي منحه إيها المستشير وعليه التركيز على:

- أن يعلم أن الاستشارة أمانة عظيمة وعليه أن يكون حريصا على توضيح الرأي بموضوعية ومن جميع الجوانب والاحتمالات.

- أن يحافظ على سرية الاستشارة.

- أن يدله على صاحب الاختصاص الموثوق في حالة عدم قدرته على إيجاد حل لاستشارته.

- أن يتجنب العبارات الجازمة في الاستشارة مثل (على مسؤوليتي.. ومتأكد 100% ولن تجد إلا هذا الحل.. وهكذا)؛ لأنها ستحمله مسؤولية وتبعات القرار الناتج عن الاستشارة، ويستبدلها بعبارات مثل (في ضوء المعلومات التي ذكرت؛ أرى أنه من الأفضل أن يعالج الموضوع بهذه الصورة والرأي لك...)، فهذه تعطي المستشير الجوانب وتحمله تبعات قراره.

- أن يشرح النصوص القانونية المتعلقة في موضوع الاستشارة بوضوح والتأكد من استيعاب المستشير لها.

- أن يوثق الاستشارات التي يتوقع المستشار أن يكون لها تبعات مستقبلية ولا يكتفي بالمناقشة الشفهية.

وختاما، على من يطلب الاستشارة أن يعي تماما أنه يطلب خدمة سواء كانت مجانية أو بمقابل ويتحمل وحده مسؤولية اختيار من يستشير وتبعات أخذه أو تركه للاستشارة، وألا يجعل موضوع الاستشارة في كل أمر في حياته صغر أو كبر بحيث ينشأ لديه نوع من الاعتمادية المفرطة، وأن يجعل استشاراته في الأمور المهمة، وعلى من يقدم استشارات أن يتقي الله في من يطلبه الاستشارة وأن يعلم عظم الأمانة وأن يقدم له النصح والرأي بموضوعية، ويحفظ سره، ويخلصه القول.

@salehsalmanalen