"بساط اللافندر" السعودي يمتد نحو منظمات التربية والثقافة والعلوم
ناقش مؤتمر "فسكوف" في الرياض هموم القطاع وتحديات تمويله عربياً ودولياً
ناقش مؤتمر "فسكوف" في الرياض هموم القطاع وتحديات تمويله عربياً ودولياً
الخميس - 09 مارس 2023
Thu - 09 Mar 2023
كسائر زوار البلدان والسواح، أتى المشاركون في ملتقى "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم" من القارات الخمس وهم يحملون أسئلة عدة عن السعودية الجديدة، التي أثارت في تحولاتها إعجاباً وجدلاً، جعلها تتردد على لسان قوى عظمى مثل أميركا وروسيا والصين، بوصفها رقماً صعباً في أصعب اللحظات التي عاشها بعد الجائحة وحرب أوكرانيا.
لكن معظم تلك الأسئلة الظاهرة والمستترة، كان بساط الخزامى "اللافندر" قادراً على الإجابة عنها باختزال، فإضافة إلى أعين الدهشة والاستغراب التي طبعت نظرات حضور المؤتمر لحظات الخطو على السجاد "البنفسجي" الوحيد، يقول الخبير في البنك الدولي إسماعيل رضوان وهو أميركي من أصل مصري، إن الشيء الذي أبهره أكثر هو أن السعوديين في تحولهم الجديد لم يتخلوا عن أصالتهم الثقافية".
وأضاف "أما أن يكون السجاد اللافت الذي مشينا على بساطه مستلهماً من نبتة محلية، فهذا شيء مدهش، ليس غريباً على بلد قدم للعالم مدينة "العلا" التي زرتها مع ابني، فكانت فوق ما توقعنا رغم أني بحكم عملي في البنك الدولي رأيت ما لا يحصى".
لكن ما هو أهم من السجال بين الخزامى والجوري في زاويا "فسكوف" الذي نشطت فيه نحو 100 منظمة إقليمية وعالمية متخصصة؛ هو نظرات الدهشة التي جعلت أعداداً من الضيوف يرمقون بها رموز الثقافة السعودية الشاخصة في البهو مثل "السدو والعجوة والخلاص والبشت ودلال القهوة"، فضلاً عن تماثيل جمال العاج والنخيل الباسقات التي تحيط بها، وسط ردهات أحد أكثر المباني عصرية وصداقة للبيئة في العالم.
وفي هذا السياق لم تتأخر "الدرعية" عن قول كلمتها، وهي التي احتضنت عشاء الضيوف، وتحدثوا عن كيف أعادت إحياء قرى الطين البالية وقدمتها جوهرة تثير شغف زائرها.
وهنا يضيف رئيس مؤسسة الإحصاء التعليمي في "يونسكو" سايد فوفال قوله "إنني أتيت من كندا قادماً إلى السعودية للمرة الأولى، ولم أكن أعرف عنها غير ما أقرؤه في وسائل الإعلام وأرقام يونسكو الإحصائية التي هي جزء من عملي".
غير أنه عندما جاء إلى الرياض وجد شيئاً مختلفاً، حسب تعبيره فالرموز السعودية التي سألناه عما إذا كان فهم وظيفتها في الدولة العربية المحورية في العالم؛ لفته أبعد منها "لقد فوجئت بالمرأة السعودية وحضورها في المؤتمر والجلسات ومستوى تفكيرها وعمق طرحها، حتى إنني صرت متحيزاً ضد الأرقام والإحصاءات مجال عملي، لأن ما شاهدته لم يكن يسع الأرقام أبداً عكسه للعالم".
وتابع "سمعت عن الإصلاحات التي اتخذتها السعودية وسماحها بقيادة المرأة السيارة بعد عقود من الحظر، وانفتاحها على الثقافات الأخرى، إلا أنني لم أتوقع أنني سأشهد آثار ذلك سريعاً".
وكان الإعلامي السعودي عضوان الأحمري لفت في منتدى السعودية للإعلام أخيراً في الرياض، إلى أنه يعتقد أن فتح السعودية أبوابها أمام الجمهور الدولي سواحاً وزواراً ومشاركين في الفعاليات الثقافية والترفيهية المختلفة والاحتكاك بالإنسان السعودي، أسرع الطرق وأفضلها في تقديم البلاد نفسها للآخر من دون تكلف.
ويشير نشطاء ثقافيون في "فسكوف" الذي اهتم في حواراته بهويات الشعوب كذلك وثقافاتها، مثل "كي لينغ" إلى أن اهتمام المنظمات بالثقافة ورموزها مهم، لأن فنوناً مثل "الموسيقى والدراما والرقص هي بين أفضل من أي وسيلة أخرى لتعريف وتعزيز مفاهيم الثقافة".
واختارت السعودية اللون البنفسجي لوناً معتمداً لمراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، لكنها قررت أخيراً تمديده أمام وفود التربية والثقافة والعلوم، باستضافتها هذه المرة وسنوات مقبلة مؤتمر "فسكوف" الذي يضم أمهات منظمات القطاع في العالم العربي والإسلامي والدولي، في تجمع يضم "يونسكو، وألكسو، والسسكو".
ويتماهى السجاد "البنفسجي" وفق وزارة الثقافة السعودية مع لون صحاري المملكة وهِضابها في "فصل الربيع عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي، يعكس ترحيبَ أرض المملكة بعابريها، وكرمها الذي يتماثل مع كرم أهلها، من خلال لون الطبيعة المِعطاءة وهي تعيش في أزهى حالاتها".
وامتد بساط الخزامى تحت وفود سياسية واقتصادية أشهرها رؤساء أميركا والصين، قبل أن يصبح لرواد العلوم من حفاوته قسطاً جديداً، وهو الذي يحتفظ ببعد ثقافي إضافي "كونه من الحِرف الشعبية الأصيلة في السعودية، والمُسجّل رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، إذ تمتد النقوش المميزة للسدو على جانبي السجاد، لتمنح هذا الفن الوطني العريق مساحة جديدة تضاف لاستخداماته المتعددة في حياة السعوديين"، وفق الرواية الرسمية.
وجاءت مبادرة تغيير "سجاد مراسم الاستقبال" بتعاون مشترك بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، بغية الاحتفاء بالعناصر الثقافية السعودية الأصيلة، بعد أن كان "السجاد الأحمر" هو السائد في سنوات خلت.
ولدى سؤال المثقف اللبناني فؤاد يرق الذي حضر مؤتمر "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم" ممثلاً عن منظمة "يونسكو" عما يعنيه اللون البنفسجي في العرف الدولي، أضاف "إنه لون ملكي في الأصل، لكن أن تمده السعودية تحت أقدام المثقفين ورواد العلوم، لفتة كرم عربي أصيل، كما أن اقتباس اللون من أصل الخزامى والريحان السعودي، يضيف معنى له أعمق وأكبر".
وتفاجأ المسؤول الدولي عندما فهم متأخراً أن منظمته التي كانت إحدى "الأخوات الثلاث" التي أقيم المؤتمر لتسهيل مهمتها، يتضمن السجاد اللافت توقيعها، بوصف "السدو" أحد عناصره، فما كان منه إلا أن أضاف "شيء عجيب"، وكذلك قال رئيس "ألكسو" المسكون بهموم الهوية العربية، حين عرف مغزى لون الخزامى، مردفاً "لفتة سعودية أخرى"!
لكن معظم تلك الأسئلة الظاهرة والمستترة، كان بساط الخزامى "اللافندر" قادراً على الإجابة عنها باختزال، فإضافة إلى أعين الدهشة والاستغراب التي طبعت نظرات حضور المؤتمر لحظات الخطو على السجاد "البنفسجي" الوحيد، يقول الخبير في البنك الدولي إسماعيل رضوان وهو أميركي من أصل مصري، إن الشيء الذي أبهره أكثر هو أن السعوديين في تحولهم الجديد لم يتخلوا عن أصالتهم الثقافية".
وأضاف "أما أن يكون السجاد اللافت الذي مشينا على بساطه مستلهماً من نبتة محلية، فهذا شيء مدهش، ليس غريباً على بلد قدم للعالم مدينة "العلا" التي زرتها مع ابني، فكانت فوق ما توقعنا رغم أني بحكم عملي في البنك الدولي رأيت ما لا يحصى".
لكن ما هو أهم من السجال بين الخزامى والجوري في زاويا "فسكوف" الذي نشطت فيه نحو 100 منظمة إقليمية وعالمية متخصصة؛ هو نظرات الدهشة التي جعلت أعداداً من الضيوف يرمقون بها رموز الثقافة السعودية الشاخصة في البهو مثل "السدو والعجوة والخلاص والبشت ودلال القهوة"، فضلاً عن تماثيل جمال العاج والنخيل الباسقات التي تحيط بها، وسط ردهات أحد أكثر المباني عصرية وصداقة للبيئة في العالم.
وفي هذا السياق لم تتأخر "الدرعية" عن قول كلمتها، وهي التي احتضنت عشاء الضيوف، وتحدثوا عن كيف أعادت إحياء قرى الطين البالية وقدمتها جوهرة تثير شغف زائرها.
وهنا يضيف رئيس مؤسسة الإحصاء التعليمي في "يونسكو" سايد فوفال قوله "إنني أتيت من كندا قادماً إلى السعودية للمرة الأولى، ولم أكن أعرف عنها غير ما أقرؤه في وسائل الإعلام وأرقام يونسكو الإحصائية التي هي جزء من عملي".
غير أنه عندما جاء إلى الرياض وجد شيئاً مختلفاً، حسب تعبيره فالرموز السعودية التي سألناه عما إذا كان فهم وظيفتها في الدولة العربية المحورية في العالم؛ لفته أبعد منها "لقد فوجئت بالمرأة السعودية وحضورها في المؤتمر والجلسات ومستوى تفكيرها وعمق طرحها، حتى إنني صرت متحيزاً ضد الأرقام والإحصاءات مجال عملي، لأن ما شاهدته لم يكن يسع الأرقام أبداً عكسه للعالم".
وتابع "سمعت عن الإصلاحات التي اتخذتها السعودية وسماحها بقيادة المرأة السيارة بعد عقود من الحظر، وانفتاحها على الثقافات الأخرى، إلا أنني لم أتوقع أنني سأشهد آثار ذلك سريعاً".
وكان الإعلامي السعودي عضوان الأحمري لفت في منتدى السعودية للإعلام أخيراً في الرياض، إلى أنه يعتقد أن فتح السعودية أبوابها أمام الجمهور الدولي سواحاً وزواراً ومشاركين في الفعاليات الثقافية والترفيهية المختلفة والاحتكاك بالإنسان السعودي، أسرع الطرق وأفضلها في تقديم البلاد نفسها للآخر من دون تكلف.
ويشير نشطاء ثقافيون في "فسكوف" الذي اهتم في حواراته بهويات الشعوب كذلك وثقافاتها، مثل "كي لينغ" إلى أن اهتمام المنظمات بالثقافة ورموزها مهم، لأن فنوناً مثل "الموسيقى والدراما والرقص هي بين أفضل من أي وسيلة أخرى لتعريف وتعزيز مفاهيم الثقافة".
واختارت السعودية اللون البنفسجي لوناً معتمداً لمراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، لكنها قررت أخيراً تمديده أمام وفود التربية والثقافة والعلوم، باستضافتها هذه المرة وسنوات مقبلة مؤتمر "فسكوف" الذي يضم أمهات منظمات القطاع في العالم العربي والإسلامي والدولي، في تجمع يضم "يونسكو، وألكسو، والسسكو".
ويتماهى السجاد "البنفسجي" وفق وزارة الثقافة السعودية مع لون صحاري المملكة وهِضابها في "فصل الربيع عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي، يعكس ترحيبَ أرض المملكة بعابريها، وكرمها الذي يتماثل مع كرم أهلها، من خلال لون الطبيعة المِعطاءة وهي تعيش في أزهى حالاتها".
وامتد بساط الخزامى تحت وفود سياسية واقتصادية أشهرها رؤساء أميركا والصين، قبل أن يصبح لرواد العلوم من حفاوته قسطاً جديداً، وهو الذي يحتفظ ببعد ثقافي إضافي "كونه من الحِرف الشعبية الأصيلة في السعودية، والمُسجّل رسمياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، إذ تمتد النقوش المميزة للسدو على جانبي السجاد، لتمنح هذا الفن الوطني العريق مساحة جديدة تضاف لاستخداماته المتعددة في حياة السعوديين"، وفق الرواية الرسمية.
وجاءت مبادرة تغيير "سجاد مراسم الاستقبال" بتعاون مشترك بين وزارة الثقافة والمراسم الملكية، بغية الاحتفاء بالعناصر الثقافية السعودية الأصيلة، بعد أن كان "السجاد الأحمر" هو السائد في سنوات خلت.
ولدى سؤال المثقف اللبناني فؤاد يرق الذي حضر مؤتمر "مستقبل منظمات التربية والثقافة والعلوم" ممثلاً عن منظمة "يونسكو" عما يعنيه اللون البنفسجي في العرف الدولي، أضاف "إنه لون ملكي في الأصل، لكن أن تمده السعودية تحت أقدام المثقفين ورواد العلوم، لفتة كرم عربي أصيل، كما أن اقتباس اللون من أصل الخزامى والريحان السعودي، يضيف معنى له أعمق وأكبر".
وتفاجأ المسؤول الدولي عندما فهم متأخراً أن منظمته التي كانت إحدى "الأخوات الثلاث" التي أقيم المؤتمر لتسهيل مهمتها، يتضمن السجاد اللافت توقيعها، بوصف "السدو" أحد عناصره، فما كان منه إلا أن أضاف "شيء عجيب"، وكذلك قال رئيس "ألكسو" المسكون بهموم الهوية العربية، حين عرف مغزى لون الخزامى، مردفاً "لفتة سعودية أخرى"!
الأكثر قراءة
شركة إيديكس تفوز بعقد تطوير البنية التحتية للمرحلة الأولى من المنطقة اللوجستية بميناء جدة من شركة DP World Logistics
مبدعون سعوديون يعرضون قصصهم المُلهمة نحو منصات الأزياء العالمية
شركة سامي نافانتيا تُطلق نظام حزم الجديد HAZEM Lite CMS
السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو الاستدامة البيئية ومكافحة الانبعاثات الكربونية
زوار جناح "سكن" في معرض سيتي سكيب: ما رأيناه من أثر للعطاء يحفزنا على بذل المزيد وغير مسبوق
"شتانا... حكاية" يأخذ السياح في رحلة عبر الزمن في مهرجان "الممالك القديمة" بالعلا