نمر السحيمي

الإعلام وأول وزير من رحم المنظومة

الثلاثاء - 07 مارس 2023

Tue - 07 Mar 2023

بدأت مسيرة وزارة الإعلام بالمملكة منذ أصدر الملك فيصل مرسوما ملكيا في التاسع من شوال عام 1382هـ بتحويل (المديرية العامة للصحافة والنشر) إلى (وزارة للإعلام) لتشرف على كل وسائل الإعلام، وعين جميل الحجيلان أول وزير لها. وفي عام 2003م تم نقل مسؤوليات الإشراف على مجال الثقافة إلى وزارة الإعلام، وتم تعديل مسماها إلى «وزارة الثقافة والإعلام»، ثم استمر العمل على تحديث التطوير في هذه الوزارة من خلال تحويل الإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسستين عامتين، وإنشاء هيئة للإعلام المرئي والمسموع، وفي عام 2018م صدر أمر ملكي بفصل (الثقافة) عن (الإعلام) في وزارة خاصة بها بمسمى «وزارة الثقافة»، وعودة وزارة الثقافة والإعلام إلى مسماها السابق «وزارة الإعلام».

وبعودة وزارة الإعلام إلى مسماها السابق تم تحديد مهامها بناء على ما حدث من تطور هائل في مجال الاتصال والتواصل، وركز المخططون للوزارة على المضامين التي ستقدمها لجمهورها المستهدف، وأنها ستعمل في دور فاعل بالتعريف بالهوية السعودية، والمحافظة عليها، ونشر الصورة والقيم الإسلامية الحقيقية في حياة المواطن السعودي، وتعميق أبعاده، والتعبير عن إنجازات المملكة العربية السعودية ودورها الإيجابي في كافة المحافل والمناسبات الإقليمية والدولية، كما ستسهم الوزارة في رفع الوعي بالأدوار التي تقوم بها المملكة العربية السعودية محليا وعربيا وإسلاميا وعالميا، ومواجهة كل المعلومات المغالطة عن المملكة.

وتم تحديد أهداف الوزارة بما يلي:

أولا: القدرة على التصدي للهجمات الإعلامية المستمرة من الخارج.

ثانيا: القدرة على استعمال الآلة الإعلامية السعودية كوسيط لتوليد شعور الوطنية والانتماء الوطني، وكأداة لمحاربة الفكر الضال، ومحفز للتعريف بالثقافات السعودية المختلفة.

ثالثا: أخذ مكانتها اللائقة بالدور الرائد بين وسائل الإعلام العربية المتقدمة.

رابعا: السعي إلى تلبية الاهتمامات المتعددة للمتلقين.

خامسا: إحداث تغيرات شاملة وعميقة خاصة بالنسبة للإعلام المسموع والمرئي وبناء الثقة بين الإعلام السعودي ومتلقيه.

سادسا: تطوير عناصر التخطيط إن كانت موارد بشرية أو موارد مالية أو إجراءات وآلياتها التنفيذية والتشغيلية بما يناسب تطلعات الوزارة المستقبلية.

سابعا: كسب معركة المصداقية والصدق، وتقديم المعلومات والتحليلات الحقيقية التي تسهم في دعم ثقة المواطن بإعلامه وثقافته وانتمائه.

ثامنا: تطوير الإعلام بكل أجهزته المرئية والمسموعة ليتلازم العمل الثقافي مع الإعلامي بشكل يخلق التكامل ويحقق المصالح العليا للمملكة العربية السعودية.

ورغم الجهود الكبيرة التي بذلها كل وزراء الإعلام السابقين لتحقيق هذه المسؤوليات والمهام والأهداف إلا أن وزارة الإعلام لم تحظ منذ تعيين أول وزير لها بوزير يتم اختياره من ذات المنظومة الإعلامية مثل ما حظيت الآن؛ حيث يعد الأمر الملكي الكريم رقم أ/308 في 13 شعبان 1444هـ بتعيين الإعلامي المخضرم الأستاذ سلمان الدوسري وزيرا للإعلام، هو أول تعيين لشخصية إعلامية ذات خبرات طويلة في ممارسة العمل الإعلامي بالمملكة، وهو تعيين روعي فيه طبيعة مسؤوليات ومهام وأهداف الوزارة التي تعتمد في مجملها على التطبيقات العملية.

ولقد كان اختيار القيادة الحكيمة لمعالي وزير الإعلام سلمان الدوسري ليحمل حقيبة وزارة الإعلام في هذه المرحلة الهامة لهو اختيار موفق لتسهم وزارة الإعلام في تحقيق برامج ومشاريع رؤية المملكة 2030 من خلال ابتكار تطبيقات عملية حديثة أكثر جودة للوسائل والرسائل الإعلامية، وضبط الفضاء الإعلامي بأنظمة محكمة يتحقق من خلالها نشر محتوى إعلامي موثوق، ومواجهة أي محتوى إعلامي هابط يتعارض مع القيم السامية الرفيعة لمنظومتنا الإعلامية الموثوقة، المستمدة من ديننا الإسلامي الوسطي.

@alsuhaimi_ksa