لم نكن قديما نعاني كأطباء من أي مشكلة مع المرضى، وتحديدا قبل عصر هيمنة التقنيات والتواصل الاجتماعي، إذ كان المريض يتقيد سمعا وطاعة بما يصفه الطبيب ويتناول العلاج بانتظام إلى أن يكتب الله له الشفاء والعافية ولا يلتفت للقيل والقال من حوله، ولكن - للأسف - ومع موجة التواصل الاجتماعي تغير الوضع 180 درجة، إذ أصبح معظم الأشخاص وتحديدا بعض المرضى في وقتنا الحاضر يتأثرون بما يدور من «القيل والقال» الذي يسرده البعض من معلومات مغلوطة وخاطئة عبر التغريدات والواتس، بالإضافة إلى ترويج مقاطع تجارب العلاجات الوهمية وغير ذلك، وبالتالي يحرمون أنفسهم من العلاج الصحيح وما يترتب عليه من مضاعفات وانعكاسات يذهب ضحيتها المريض بسبب اتباع المعلومات غير الصحيحة وبقرار شخصي سلبي يتم اتخاذه في غفلة.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة مدى تأثري من وضع طفلة كانت تعاني من قصر القامة، ووصف لها العلاج بحقن هرمون النمو، إلا أن والدتها أوقفت العلاج بعد فترة، لكون أمها -أي جدة الطفلة- قالت لها بالفم المليان «لا تلعبي بهرمونات ابنتك، اتركي الأمور على طبيعتها، فمع مرور الوقت ستطول»، وسمعت الأم الغلبانة نصيحة والدتها على حساب صحة ابنتها، فكانت النتيجة مؤلمة إذ ترتب عليها عدة أمور جاءت سلبية، أهمها حرمان الطفلة من العلاج الصحيح، ووصولها لمرحلة البلوغ دون استمرار الطول الطبيعي، انغلاق فجوة العظام دون إمكانية العلاج بهرمون النمو لاحقا.
وعند سؤال الأم بعد مراجعتها في الوقت الضائع عن سبب إيقاف العلاج بهرمون النمو قالت: كانت نصيحة أمي التي أصرت على عدم اللعب بهرمونات حفيدتها، ولكم أن تتخيلوا الانعكاسات النفسية التي تعيشها الطفلة الضحية الآن بعد أن أصبحت قصيرة جدا مقابل إخوانها وأخواتها وصديقاتها، في وقت كان يمكن تدارك المشكلة ولو ببعض السنتيمترات التي تجعلها في طول أفضل.
بالطبع، القصص كثيرة التي ذهب ضحيتها بعض المرضى بعدم العلاج في الوقت المناسب بهرمون النمو، نتيجة ما يسمعونه من البعض سواء من داخل محيط الأسرة أو خارجه، لأنه حتما يصبح من الصعب اتخاذ أي إجراء لعلاج الأطفال قصار القامة بعد سن البلوغ واكتمال النمو ويرجع سبب ذلك -كما أشرت- إلى انغلاق العظم أو مشارفة الانغلاق، إذ تقل أو تنعدم فرصة العلاج؛ لذا أرجو من أولياء الأمور عدم تجاهل تشخيص أطفالهم وعلاجهم في سن مبكرة، فكلما كان التدخل العلاجي مبكرا كانت النتائج أفضل وأجدى، والأهم تجنب الالتفات إلى ما يتم تداوله من الأمور السلبية والتجارب الوهمية التي لا تخدم المرضى في مواقع التواصل الاجتماعي وفي حال وجود أي استفسارات ضرورة مراجعة الطبيب المعالج وعدم التجاوب مع أي نداءات خارجية، فالطبيب مسؤول ومؤتمن بعلاج الحالة وهو أعلم وأدرك بمصلحة مريضه.
وعلاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم ولكنه متوفر عن طريق إبر، وهذه الإبر تُعطى تحت الجلد، وأثبتت جميع الدراسات أنّ استخدام علاج هرمون النمو يوميا قبل النوم يُعطي نتائج أفضل كثيرا من أن يستخدم يوما بعد يوم أو أن يُستخدم في فترات متقطعة.
ولتعزيز إفراز هرمون النمو بشكل عام عند الأطفال يجب التركيز على بعض العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، منها النوم المنتظم وعدم السهر لساعات طويلة ليلا، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية، إذ يعتبر هرمون النمو العامل الأساسي في النمو الطولي عند الإنسان، ويفرز من الغدة النخامية من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ويحدث 90% من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين خلال النوم، لذلك يعتبر النوم الجيد حيويا له، وأهم أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال قصر القامة غير المتناسب مع عمر الطفل، وضعف معدل النمو مقارنة بالأطفال الآخرين، وزيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور الكرش، تأخر سن البلوغ، بينما يعمل حصول الأطفال على هرمون النمو بالشكل الصحي على زيادة أطوالهم بالمعدل الطبيعي بالنسبة لعمره.
وأخيرا.. أهمس في أذن من يدعي الطب وينتحل صفة الطبيب في مواقع التواصل الاجتماعي ويسرد تجاربه الوهمية غير المستندة إلى طب البراهين، بأن عليهم مخافة الله وتجنب كل ما يضر البشر وصحتهم.
ما دعاني إلى كتابة هذه المقدمة مدى تأثري من وضع طفلة كانت تعاني من قصر القامة، ووصف لها العلاج بحقن هرمون النمو، إلا أن والدتها أوقفت العلاج بعد فترة، لكون أمها -أي جدة الطفلة- قالت لها بالفم المليان «لا تلعبي بهرمونات ابنتك، اتركي الأمور على طبيعتها، فمع مرور الوقت ستطول»، وسمعت الأم الغلبانة نصيحة والدتها على حساب صحة ابنتها، فكانت النتيجة مؤلمة إذ ترتب عليها عدة أمور جاءت سلبية، أهمها حرمان الطفلة من العلاج الصحيح، ووصولها لمرحلة البلوغ دون استمرار الطول الطبيعي، انغلاق فجوة العظام دون إمكانية العلاج بهرمون النمو لاحقا.
وعند سؤال الأم بعد مراجعتها في الوقت الضائع عن سبب إيقاف العلاج بهرمون النمو قالت: كانت نصيحة أمي التي أصرت على عدم اللعب بهرمونات حفيدتها، ولكم أن تتخيلوا الانعكاسات النفسية التي تعيشها الطفلة الضحية الآن بعد أن أصبحت قصيرة جدا مقابل إخوانها وأخواتها وصديقاتها، في وقت كان يمكن تدارك المشكلة ولو ببعض السنتيمترات التي تجعلها في طول أفضل.
بالطبع، القصص كثيرة التي ذهب ضحيتها بعض المرضى بعدم العلاج في الوقت المناسب بهرمون النمو، نتيجة ما يسمعونه من البعض سواء من داخل محيط الأسرة أو خارجه، لأنه حتما يصبح من الصعب اتخاذ أي إجراء لعلاج الأطفال قصار القامة بعد سن البلوغ واكتمال النمو ويرجع سبب ذلك -كما أشرت- إلى انغلاق العظم أو مشارفة الانغلاق، إذ تقل أو تنعدم فرصة العلاج؛ لذا أرجو من أولياء الأمور عدم تجاهل تشخيص أطفالهم وعلاجهم في سن مبكرة، فكلما كان التدخل العلاجي مبكرا كانت النتائج أفضل وأجدى، والأهم تجنب الالتفات إلى ما يتم تداوله من الأمور السلبية والتجارب الوهمية التي لا تخدم المرضى في مواقع التواصل الاجتماعي وفي حال وجود أي استفسارات ضرورة مراجعة الطبيب المعالج وعدم التجاوب مع أي نداءات خارجية، فالطبيب مسؤول ومؤتمن بعلاج الحالة وهو أعلم وأدرك بمصلحة مريضه.
وعلاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم ولكنه متوفر عن طريق إبر، وهذه الإبر تُعطى تحت الجلد، وأثبتت جميع الدراسات أنّ استخدام علاج هرمون النمو يوميا قبل النوم يُعطي نتائج أفضل كثيرا من أن يستخدم يوما بعد يوم أو أن يُستخدم في فترات متقطعة.
ولتعزيز إفراز هرمون النمو بشكل عام عند الأطفال يجب التركيز على بعض العوامل التي تزيد من مستوى هرمون النمو في الجسم، منها النوم المنتظم وعدم السهر لساعات طويلة ليلا، والرياضة اليومية، وتناول الأطعمة الصحية، إذ يعتبر هرمون النمو العامل الأساسي في النمو الطولي عند الإنسان، ويفرز من الغدة النخامية من منطقة ما تحت المهاد في الدماغ، ويحدث 90% من النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين خلال النوم، لذلك يعتبر النوم الجيد حيويا له، وأهم أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال قصر القامة غير المتناسب مع عمر الطفل، وضعف معدل النمو مقارنة بالأطفال الآخرين، وزيادة كمية الدهون حول منطقة الخصر، وظهور الكرش، تأخر سن البلوغ، بينما يعمل حصول الأطفال على هرمون النمو بالشكل الصحي على زيادة أطوالهم بالمعدل الطبيعي بالنسبة لعمره.
وأخيرا.. أهمس في أذن من يدعي الطب وينتحل صفة الطبيب في مواقع التواصل الاجتماعي ويسرد تجاربه الوهمية غير المستندة إلى طب البراهين، بأن عليهم مخافة الله وتجنب كل ما يضر البشر وصحتهم.