بسام فتيني

الشلة السرطانية!

الأحد - 05 مارس 2023

Sun - 05 Mar 2023

في كل منظمة أو بيئة عمل هناك فئة ضالة، تستحوذ على موجات التأثير على نطاق ومدى الإرسال والاستقبال لأجهزة المسؤول الذي منحهم ثقته، لذلك قد تجد من يرتكب حماقات باسم المسؤول دون علم هذا المسؤول؛ لأنه ببساطة وقع في فخ الثقة المطلقة، وأهمل حوكمة التسلسل الإجرائي، وتعامى عن الرقابة الثنائية أو المزدوجة فكانت هذه نتيجة هذا العمى المؤقت، فاستفراد الشلة على خزنة القرارات!

يحدث هذا الخلل بأشكال متفرقة فقد تكون على شكل تعطيل ترقية موظف ما أو استبعاد شخص ما، أو تهميش كادر ما، وقس على ذلك في جميع المجالات ومسارات العمل بل وحتى في المناسبات الرسمية وشبه الرسمية وفي الفرص الوظيفية والترشيحات والتعويضات!

هذه الخلية السرطانية قد تتغلغل بهدوء لتصنع حجابا حاجزا بين الناقد المحب لوطنه وبين المسؤول، وأحيانا (وهذا الأكثر خبثا) تقوم هذه الخلية السرطانية (بشيطنة) الناقد المحب عند المسؤول الضعيف فتكون النتيجة تجاهل تام وإبعاد وتزييف وتمييع حتى يقع الفأس في الرأس بعد فوات الأوان!

يعلم العقلاء أن النقد الهادف هو أساس الإصلاح عند الخطأ وأساس التطوير عند البناء، ويعلم كذلك الراسخون في الثقة، أن المداحين الكاذبين هم أخطر ما يمكن أن يخدع الجميع بأن كل شيء على ما يرام حتى تقع الكارثة فيكون حينها العلاج مكلفا وغالي الثمن، وأحيانا ويا للأسف قد يكون بعد فوات الأوان!

هذه الشلة السرطانية قد تكون مجموعة معلمين في مدرسة، أو مجموعة تجار محتكرين لسلعة ما، أو مجموعة موظفين في جهاز له علاقة بالناس، أو بمجموعة موظفين قدامى فشلة في كل شيء إلا في التآمر على الناجحين فهم حينها أنجح شياطين الإنس في الإضرار بالناس!

أعلم أن كلامي هذا قد يكون يحمل ما بين السطور لمن يفهم، لكن ما يهمني اليوم هو أن يعي جيل الشباب خطورة الشللية السرطانية، فلا يقبل بها ولا يعمل فيها ولا يسكت عن ظلم مرتكبيها ولا يتوانى عن تحذير ضحاياها ممن استهدفتهم أعين المتنفذين في الخلية السرطانية.

خاتمة، على كل مسؤول أن يتقي الله في عمله ولا يركن للثقة التامة لثلة من أفراد يعملون تحت إمرته؛ فالصلاحيات المطلقة فساد مطلق وإن خدعت بحسن اختيارك فلا يخدعنك سرطان أقرانك!

BASSAM_FATINY@