أحمد صالح حلبي

توعية الحجاج من ماليزيا مجددا

السبت - 04 مارس 2023

Sat - 04 Mar 2023

مثلت التجربة الماليزية في توعية الحجاج قبل قدومهم خطوة رائدة بين الدول العربية والإسلامية، فبعد أن تعلن مؤسسة الحج «تابونج حجي» أسماء الحجاج، تبدأ بإلحاقهم بدورات تدريبية تطبيقية، حيث تقدم دورات متخصصة تجمع بين التدريب النظري والعملي، ودروس توعوية وأخرى إرشادية تتناول الإحرام وأنواعه، والتلبية، وطواف القدوم، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات، ورمي الجمار، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع، كما يتعلم الحاج المحظورات، وكيفية التعامل مع مختلف الحالات والحوادث التي قد يتعرض لها في أثناء رحلة الحج.

وحرصت حكومة المملكة العربية السعودية على الاستفادة من هذه التجربة وتوظيفها بما يعود على ضيوف الرحمن جميعا بالأفضل، وبرز ذلك من خلال تحملها تكاليف إقامة (المؤتمر الأول لتوعية الحجاج) الذي نظمته وزارة الحج في العاصمة الماليزية كوالالمبور، خلال الفترة من 30 سبتمبر - 2 أكتوبر في عام 2000م، تحت عنوان (نحو حج مبرور)، وافتتحه رئيس الوزراء الماليزي - آنذاك - مهاتير محمد، بحضور عدد من وزراء الشؤون الإسلامية وممثلين لمؤسسات أهلية معنية بشؤون الحج والعمرة، وتناول «توعية الحجاج بالأمور التنظيمية الخاصة بمناسك فريضة الحج وظروف الإقامة وشروطها وتنسيق وتنمية الوعي لدى الدول الإسلامية بأهمية توعية الحجاج قبل مغادرتهم إلى الأراضي المقدسة، وحث وسائل الإعلام في الدول الإسلامية للإسهام في العملية التوعوية»، وتحديد مسؤوليات كل دولة حيال توعية حجاجها ومعتمريها، وتحديد الآليات التي ينبغي أن تقوم بها كل دولة في هذا المجال، وخاصة توعية الحجاج بالعملية التنظيمية الخاصة بمناسك الحج وشروط النقل والسكن والإقامة وما تقدمه الجهات الحكومية والخاصة من خدمات متكاملة لخدمة وسلامة الحجاج.

ولم تقف برامج وخطط توعية الحجاج على ما تناوله (المؤتمر الأول لتوعية الحجاج)، إذ عملت وزارة الحج والعمرة على تطوير البرامج التوعوية، وشهدنا في موسم حج العام الماضي إطلاق حملة توعوية تحت شعار «الحج يبدأ منك»، وأطلقت وزارة الحج والعمرة من خلال مركز ترخيص وتدريب العاملين في قطاع خدمة ضيوف الرحمن، برعاية وحضور وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة الدورة التدريبية الأولى لقائدي مجموعات الحجاج بمملكة ماليزيا، بالتعاون مع شركة حجاج جنوب شرق آسيا (مشارق)، بهدف رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وتسهيل رحلتهم، وإثراء تجاربهم الدينية والثقافية، تحقيقا لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030.

وقبل الختام أقول إن الاستفادة من تجارب الآخرين في مجال توعية الحجاج دعا إليه المشاركون في الجلسة العلمية الرابعة بالملتقى السادس عشر لأبحاث الحج والعمرة الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى عام 1437هـ، عن «التوعية والإعلام» برئاسة وكيل جامعة أم القرى للشؤون التعليمية - سابقا - الدكتور عبدالعزيز سروجي، إذ أكدوا على «أهمية الاستفادة من تجارب الجهات المعنية بشؤون الحج والعمرة وتوظيف التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام المختلفة لتوعية وتثقيف الحجاج والمعتمرين في بلدانهم، وإبراز الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسعيها الدائم لتوفير كل الإمكانات لخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار وتسخيرها لكل الطاقات البشرية والتقنية والآلية».

وجميل جدا أن تستفيد وزارة الحج والعمرة من التجربة الماليزية في التوعية، وتسعى لتطويرها من خلال دورات موجهة لقائدي الحجاج لتأهيلهم قبل موسم الحج، لينقل القائد بعد ذلك ما تدربه للحجاج، ونصل بعد ذلك إلى رحلة حج ناجحة يعيشها الحاج، تكون بدايتها منه، بالتزامه بالتعليمات والنصائح في كل تنقلاته، وعدم مخالفته لها.

[email protected]