الصفحات الثقافية والصحفي المتخصص على طاولة النقاش في معرض الشرقية للكتاب 2023

السبت - 04 مارس 2023

Sat - 04 Mar 2023

كانت الصحافة الثقافية حاضرة في حديث صحافيين ثقافيين ومختصين، جمعهم "معرض الشرقية للكتاب" في جلسته الحوارية "ماذا تحتاج الصحافة الثقافية لتجديدها؟" المقامة ضمن البرنامج الثقافي المصاحب الذي يُقدمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بالشراكة مع الهيئة، والتي استضافت كل من الشاعر والكاتب عبده وزان، والصحفيان ميرزا الخويلدي وسيد محمود، وأدارها عبدالله الغبين.

وبدأ وزان الحديث في الندوة، مبيناً أن الصحافة الثقافية تفتقد الصحفي المتخصص، مستطرد: "فهو مهم جداً للصحافة الثقافية، والتخصص من المعايير الدقيقة التي للأسف لا تجدها بكثرة في الصفحات الثقافية"، وتابع: "الصحافة الثقافية بمثابة الجسر بين المبدعين والقُراء كونها تلعب دوراً أساسياً في كشف بعض الأسرار والخفايا، ومواجهة مُعضلات الحياة الثقافية".
وزاد: "في ظل مواجهة التحديات التي تُعاني منها الصحافة الثقافية يلجأ البعض منها إلى استقطاب أسماء مشهورة، والمراهنة عليها في جلب القُراء، خاصة وأنها تفتقر الآن إلى الكُتاب النجوم، وفكرة النجومية في الصحافة الثقافية لم تعد موجودة"، داعياً إلى مقاومة صحافة الاستهلاك ومحاربتها، وعدم الاستعانة بمحرك البحث "غوغل"، كون العمل بها مع وجود المتخصص أحد أطواق النجاة للصحافة الثقافية.

وبدوره أثنى الخويلدي على جهود الصحافة الثقافية في سابق الأيام، ومساهمتها على مدى واسع في التطور، ومقاومة الأفكار المنغلقة، وقال: "فقد كانت مدماكاً أساسياً في ضخ حياة ثقافية جديدة، وجعل الثقافة أحد محركات الحراك الوطني وجودة الحياة"، مشدداً على أهميتها بقوله: "لأن لدينا مشروعاً ثقافياً مهماً، وصانع المحتوى الرصين الحقيقي ومن يتحلى بالمهنية لن يلتفت ولن يهتم بكون المنصة الإعلامية الناشرة له ورقية أو إلكترونية".

وأشار - في ثنايا حديث له - إلى مؤسسات تستثمر في رأس المال البشري، وأخرى أساءت للعمل الصحفي، مبيناً أن الصحفي النجم بدأ يتلاشى والكُتاب النجوم قلة، معلقاً: "علينا أن نعترف أن المادة ذات المحتوى الرصين مع جودة اللغة هي النجم، ومُساعدة على استقطاب قراء ومتابعين وضخ الحياة في الصحافة الثقافية".
من جهته تناول محمود مساهمة الذكاء الاصطناعي في وجود تحديات مهنية مهمة جداً، فالأجيال الجديدة لديها آلية وخطابات جديدة ومنصات جديدة يجب أن تكون في حسبان الصفحات الثقافية والمشرفين عليها، ومحاولة الاندماج فيها، وزاد: "فهناك مستوى كبير من التسطيح تعانيه الصحافة التقليدية كونها لم تنخرط في التطورات الجديدة، والاستمرار ليس دلالة الجدارة".
وحول انتهاج صحف ثقافية المغالاة في المديح والإطراء أفاد بقوله: "على الصحافة الثقافية الدفاع عن خياراتها وانحيازاتها، غير متناسين وجود أسماء مكرسة في الصحف الثقافية مسؤولة عما تكتب، ورأيي أن هناك صفحات ثقافية ليست بذات المغالاة في المدح والإطراء".