عمر العمري

المدارس الأعلى أداء.. بماذا كوفىء معلموها؟!

الأربعاء - 01 مارس 2023

Wed - 01 Mar 2023

نشرت هيئة تقويم التعليم والتدريب قوائم للمدارس الأعلى أداء بناء على درجات الطلاب والطالبات في عدد من الاختبارات المعيارية النظرية والعلمية التي أجروها مؤخرا، هذه الدرجات المتميزة من أبنائنا هي انعكاس بكل تأكيد لجهود وكفاءة الزملاء من المعلمين والمعلمات في هذه المدارس لفترات طويلة من البذل والعطاء، وعملية بنائية من الفصول الدراسية السابقة، وإخلاص بالعمل والشعور بالمسؤولية أمام هذه الأمانة العظيمة في صناعة جيل المستقبل، السؤال هنا هل تم مكافأة المعلمين المتميزين في هذه المدارس الأعلى أداء وفق المؤشرات الصادرة من هيئة تقويم التعليم والتدريب؟

أعتقد أن كل المساعي خلف الرخصة المهنية، والدورات التدريبية، ومؤشرات الأداء الوظيفي في غايتها الأساسية هو أن ينعكس ذلك على جودة التعليم وكفاءته على أبنائنا الطلاب وتميزهم، وهم الغاية العظمى في كافة الجهود التي تبذل من القطاعات التعليمية، والاقتراح هنا: أليس من المناسب أن تصدر لهم الرخص المهنية بشكل مباشر وتتم ترقيتهم إلى الرتب الأعلى في سلم المعلمين، مع اعتماد صرف مكافآت تميز شهرية لهم، ودورات تطويرية خارجية، لتكون دافعا وحافزا لهم على زيادة التميز والإنتاجية، وأن تكون مقصدا وهدفا نبيلا لغيرهم أن يتطلعوا إلى ما وصل إليه زملاؤهم من تميز حقيقي وواضح بلغة الأرقام استحقوا بجدارة ما استحقوه من هذه المكافآت، وأن تكون هذه المدارس في نطاق التميز الأدائي لا ينقل إليها إلا المتميز.

وفي نفس الوقت فرصة لتنوع طرق الحصول على الرخصة المهنية بأكثر شمولية وعدالة؛ لأن مهنية التعليم في أساسها هي مهنة أدائية مهارية داخل البيئة الصفية، وبالتالي تحقق هذه الدرجات دليل على إتقان المعلمين لمهنة التعليم وطرق التدريس وجودة الأداء وبالتالي انعكاس ذلك كله على ما حققه الطلاب معرفيا وتحصليا وسلوكيا، والنجاح في غرس قيمة التعليم لديهم وتحفيزهم وزيادة التنافسية الإيجابية بينهم.

وسيبقى التطوير مطلبا وتعزيزا لمهارات الإدارة الصفية واستراتيجيات التعليم وطرق التدريس، وآخر ما توصلت إليه العلوم التربوية ضرورة دعم الممارسات الصحيحة والتربوية في التعامل مع الاحتياجات التعليمية لدى أبنائنا الطلاب والطالبات والفروق الفردية وأسس الصحة النفسية لديهم، فهي جزء وثيق من عمل المعلم يجب مراعاته، وسيبقى المعلم الركن الأساس في رفع جودة التعليم وتحقيق الأهداف الطموحة منه، وما زالت الأسئلة مستمرة: والسؤال هنا هو هل اختبارات الرخصة المهنية للوظائف التعليمية هي الخيار الأفضل لتحقيق ذلك؟

أثبتت الدراسات أن الكثير من الممارسات والمهارات في الميدان التربوي كأنواع التفكير (الناقد والإبداعي)، والاستراتيجيات التعليمية وطرق التدريس، والإرشاد والتوجيه الطلابي، والإدارة الصفية، هي أدائية مهارية تحتاج إلى تطوير وتدريب وممارسة وتعزيز ما هو لديهم من وقت لآخر وفق برنامج تدريبي مجدول ومتقن ويقدم بكفاءة عالية من قبل مدربين تربويين ومميزين، بحيث يعطى المعلم جرعة مركزة لما يحتاجه لتقوية جوانب القصور لديه ويعزز قدراته ومهاراته وجودة أدائه داخل الحجرة الدراسية لصالح من تقدم لهم الخدمة التعليمية وهم الطلاب، مع قياس الأثر التدريبي في الميدان التربوي ويدعم ذلك بسنوات الخبرة والمشاركات التربوية، وعلى أساس ذلك يستحق المعلم التقييم المناسب والرخصة وفقا لجهده مع طلابه ولمادته التي يدرسها وأدائه في شرحها وطرق التدريس الخاصة بها وإتقانه للاستراتيجيات المناسبة لها وفق للإمكانات المتوفرة وتبعا للمؤشرات والشواهد الدالة على القيام بها.

3omral3mri@