حنان درويش عابد

كيف تصنع إدارة الاتصالات المؤسسية الداخلية استدامة الشركات؟

الأربعاء - 01 مارس 2023

Wed - 01 Mar 2023

من المعروف أن الشركات تلعب دورا حاسما في إدارة تأثيرات المجتمعات البشرية على النظم البيئية والمجتمعات المحلية.

وتعمل الشركات باستمرار على زيادة نفوذها بما يتجاوز المجال الاقتصادي، حيث أصبحت قوة مؤثرة في المجالات السياسية والبيئية والثقافية.

نظرا لتأثيرها المتزايد في المجتمع، يمكن أن تكون الشركات نقطة ضغط مهمة للتغيير المجتمعي، وبالتالي يكون لها تأثير كبير على الانتقال المجتمعي نحو الاستدامة. على سبيل المثال، الشركات العالمية بحاجة إلى الاضطلاع بدور رائد في التنمية المستدامة، نظرا لحقيقة أنها في وضع أفضل من حيث توافر الموارد والقدرة على تنفيذ الإجراءات على نطاق واسع.

وتتمثل إحدى طرق تقوية ثقافة الاستدامة للمؤسسة وبالتالي تعزيز رحلتها نحو أن تصبح عملا مستداما بالكامل في السعي على وجه التحديد إلى إشراك الموظفين في العمل. ونظرا لأن المشاركة تعتبر حالة نفسية، فإن هذا التعريف يشير إلى أن مشاركة الموظف هي ديناميكية جزئيا على الأقل، وهذا يعني أن مشاركة الموظف يمكن أن تتأثر بتدخلات الإدارة.

وتعتبر قدرات الاتصال الداخلية للإدارة العليا من العوامل المهمة في دفع مشاركة الموظفين داخل الشركات إلى الاتجاهات الصحيحة، وبالتالي، لكي تكون أي شركة قادرة على تسهيل رحلتها الخاصة نحو أن تصبح عملا مستداما، فإنه من الضروري الانتباه إلى الاتصال الداخلي القادم من الإدارة العليا باتجاه بقية أجزاء المؤسسة، واتخاذ قرارات استراتيجية بشأن طبيعة وطريقة ذلك الاتصال الداخلي.

ويعتبر الاتصال المؤسسي الداخلي بمثابة قناة اتصالية مهمة لتسهيل التغيير التنظيمي بالإضافة إلى دوره الحاسم في تطوير مشاركة الموظفين، وفق الممارسات التنظيمية المصممة لتعزيز فهم الموظفين للأهداف التنظيمية ومشاركتهم فيها، وكذلك لنقل قيم المنظمة وتمكين الموظفين من التعرف عليها.

وكل هذه الجوانب هي المؤثرات الرئيسة لمشاركة الموظفين، حيث إن قدرات الموظفين على استيعاب القيم والأهداف التنظيمية تؤدي إلى مستويات أعلى من المشاركة.

لهذا، يحتاج العالم إلى شركات مسؤولة اجتماعيا وبيئيا لتكون أدوات فعالة داخل مجتمع الأعمال، تقود التحول الشامل نحو الاستدامة. ومن أجل أن تكون تلك الشركات قادرة على المساهمة في التنمية المستدامة للمجتمع، تحتاج هذه الشركات أولا إلى تطوير فهم للتحديات وللفرص المرتبطة بانتقال المجتمع نحو الاستدامة، وبعد ذلك تحويل استراتيجياتها وعملياتها من خلال صناعة قيمة مضافة للمجتمع ككل تتمثل كخطوة أولى في تحسين مستوى الاتصال الداخلي فيها، وهو الذي يعتبر أحد أهم وأكبر أدوات تبني عمليات الاستدامة، جنبا إلى جنب مع معايير اعتماد قيم الاستدامة، ونشر تقارير الاستدامة، وإنشاء أقسام محددة للاستدامة، وتعيين مسؤولي ومديري الاستدامة.