إذلال المراهقين وتسميم البنات في إيران

صعد نظام الملالي من أفعاله الإجرامية تجاه الشعب الإيراني، حيث لجأ إلى إذلال المراهقين المشاركين في الاحتجاجات الأخيرة من خلال الاعتداءات الجنسية، وتسميم البنات لمنعهن من الخروج في المظاهرات.

وبعد الأنباء التي تحدثت في الساعات الماضية عن تسمم متعمد لإحدى مدارس البنات، أفادت مجموعة حقوقية بلوشية بتعرض 6 معتقلين من البلوش ومواطن من مدينة مشهد في إيران، للاعتداء الجنسي الجماعي في سجن زاهدان المركزي بخراطيم المياه.

ونشرت حملة النشطاء البلوش أسماء المعتقلين البلوش الستة الذين تعرضوا لاعتداء جنسي في سجن زاهدان المركزي، والذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 21 عاما، ولم ترد الجهات الحكومية أو تنفي ذلك، فيما اعتبرت منظمات دولية الاعتداء على الأطفال والمراهقين جريمة وحشية بشعة، تجسد الوجه القبيح للنظام القابع على السلطة في طهران منذ 44 عاما.

اعترافات قسرية

وقالت مصادر «إن سلطات سجن زاهدان المركزي كانت تعتزم انتزاع اعترافات قسرية من هؤلاء المعتقلين، عبر ممارسة التعذيب الجسدي والنفسي، ولكنها فشلت في ذلك، فلجأت إلى الاعتداء عليهم وتعذيبهم جنسيا بواسطة خراطيم مياه، وفقا لـ«العربية نت».

وحسب تقرير الحملة فإن اثنين من المعتدى عليهم محتجزان حاليا في جناح إصلاحية الأطفال في سجن زاهدان المركزي، وحاول الأول الانتحار مرتين بعد تعرضه للاعتداء الجنسي، وحاول للمرة الثالثة بشرب سائل غسيل المراحيض.

وبعد الكشف عن الاعتداء الجنسي على طفل لم يبلغ 16 عاما، أعلنت السلطات القضائية شفهيا لأسرته بأن التهمة التي أصدرتها الشعبة رقم 6 لمحكمة مدينة زاهدان هي الحرابة.

تهديد بالحرابة

وهددت سلطات سجن زاهدان المركزي بتوجيه تهم الحرابة ضد خمسة معتقلين آخرين في حال نشر قضية الاعتداء الجنسي عليهم في وسائل الإعلام، في حين تمكنت والدة أحد الأطفال وعمته من زيارته في المعتقل، وأعلنتا أن حالته الجسدية والنفسية في حالة سيئة.

ووفقا للتقرير السنوي لحملة النشطاء البلوش، فقد تلقت الحملة 305 بلاغات اعتقال، وهذه التقارير مقسمة إلى فترتين، الأولى كانت قبل انتفاضة «ما هو بلوش» والثانية بعدها.

و «ما هو» فتاة بلوشية تبلغ من العمر 15 عاما، تعرضت إلى اغتصاب من قبل قائد شرطة مدينة جابهار في جنوب محافظة بلوشستان، وأشعل اغتصابها انتفاضة عارمة في مناطق مختلفة من بلوشستان إيران راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل في نهايات سبتمبر الماضي، وبالتزامن مع الاحتجاجات على مستوى البلاد على خلفية مقتل الفتاة الكردية جينا (مهسا) أميني في مخفر لشرطة الآداب بطهران، وزاد عدد الاعتقالات في بلوشستان حيث ألقي القبض على نحو 307 مواطنين بلوش من قبل القوات الأمنية في عام 2022.

تسميم المئات

بالتواكب، أفادت هيئة صحية بأن أشخاصا قاموا بتسميم مئات التلميذات في واحدة من كبرى المدن الإيرانية في الأشهر الأخيرة، في محاولة لإغلاق مدارس البنات.

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن حالات تسمم في الجهاز التنفسي لمئات الفتيات اللواتي يناهز عمرهن عشر سنوات في مدارس قم (وسط) من نوفمبر الماضي، وتم إدخال عدد منهن إلى المستشفى لفترة وجيزة.

وتجمع الأهالي في 14 فبراير أمام مجلس المدينة لـ«المطالبة بإيضاحات» من قبل السلطات، وفقا لوكالة أنباء «إرنا» الرسمية، وفي اليوم التالي، أعلن المتحدث باسم الحكومة علي بهدوري جهرمي أن «وزارتي الاستخبارات والتعليم تتعاونان» لكشف مصدر التسمم.

وأضافت «إرنا» أنه عقب هذا التحقيق، «أكد نائب وزير الصحة يونس بناهي بشكل ضمني، أن تسميم طلاب قم كان متعمدا».

إغلاق المدارس

وأشار بناهي إلى أنه «تبين أن بعض الأفراد يريدون إغلاق جميع المدارس، وخصوصا مدارس البنات»، ولم يتم الإعلان عن أي اعتقالات، وأوضح أن التسمم نتج من «مركبات كيميائية متوافرة وليست ذات استخدام عسكري وهي ليست معدية أو قابلة للانتقال».

وتزامنت الحادثة بينما كانت تشهد إيران حركة احتجاج منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

أرقام القمع

• 307 مواطنين بلوش قبضت عليهم السلطات في 2022.


• 100 قتيل بعد انتفاضة أشعلها اغتصاب إحدى الفتيات.


• 305 بلاغات اعتقال تلقتها حملة النشطاء البلوش.


• 6 معتقلين تعرضوا لتعذيب جنسي جماعي.