حاتم المسعودي

العلاقات تدير ثقافة الانتخابات

الاحد - 26 فبراير 2023

Sun - 26 Feb 2023

يصادف هذه الأيام انتخابات غرفة جدة، وليس هذا المقال مخصصا، أو مركزا على انتخاباتها، أو ما يحدث داخل كواليس هذه الانتخابات، لكن سأتحدث من واقع رصد، وتجربة، ومعايشة لبعض الانتخابات المحلية والعالمية، لذلك في بادئ ذي بدء من يعتقد أن البرنامج الانتخابي أو الوعود هي حصان الرهان ومن ستكسبه أي انتخابات؛ فهو «يتوهم».

في أي انتخابات هناك ثلاثة محاور استراتيجية للفوز بالانتخابات، قد يتغلب أحد المحاور على الغالبية، لكن كمنظومة لابد أن يكون هناك توازن ما بين المحاور الثلاثة، أولها وأهمها للفوز محور العلاقات، لذلك بعض الجهات تتيح التكتلات في الانتخابات؛ لأنها لا تستطع منعها لأنها حقيقة يستعين بها المرشحون للفوز، وهنا لا يعني بعد وجود تكتلات علنية من عدم وجود تكتلات مخفية تدار عن طريق العلاقات، والمصالح لأن في النهاية المرشح يبحث عن الفوز أولا، ثم مجموعته.

وبحكم أنني مركز على محور العلاقات لن تجد شخصا يذهب أو يشارك في التصويت لأنه أعجب ببرنامج انتخابي، إلا فئة بسيطة لا تذكر، وإن كانت معدومة؛ لان غالبية من يشاركون في التصويت لديهم علاقات ومصالح، لذلك المرشحون الأقوياء والمتمرسون يخصصون فريقا كبيرا لقيادة جلب الأصوات على عدة مستويات سواء علاقات شخصية، أو علاقات مصالح، أو علاقات وعود، أو علاقات صوت مقابل صوت، وهذه الحقيقة في الانتخابات.

المحوران الثاني، والثالث، مرتبطان ببعضهما ارتباطا وثيقا وهما «التسويق والإعلام» لذلك من الضروري جدا على المرشح أن يجهز ملفا انتخابيا جيدا على أقل تقدير، وسيرة ذاتية أنيقة أهمها صورته؛ لأنها في الغالب «شو إعلامي» ليس أكثر؛ لكن ضرورة مهمة من وجودها في الحملة والظهور الإعلامي، كما أنها تساعده عند التسويق له في الاستفادة من الفئة البسيطة التي تحدثت عنها في محور العلاقات؛ لأن الإعلام والتسويق القوي يسهم في تعزيز العلاقات وتنميتها.

من المهم جدا في الانتخابات لمن أراد خوضها أن يضع العلاقات أولا كوسيلة للفوز وبعدها يأتي التسويق والإعلام لأن المحاور الثلاثة مهمة جدا في الفوز بالانتخابات لكي يكون لديك أصوات واضحة من خلال علاقاتك، وسمعة إعلامية وتسويقية مميزة، للوصول لجميع شرائح المجتمع، وتحقيق الهدف الرئيس وهو الحصول على أكثر عدد من الأصوات، وإن كان العديد من المرشحين يشاركون وتركيزهم على التسويق والإعلام ظنا منهم أنه يمكن تحقيق الفوز من خلالها بينما يتجاهلون واقع «العلاقات».

hatim_almsaudi@