جامعة تفصل معيدا يعاني مرضا نادرا

تعرض معيد يحمل ماجستير هندسة الأمن السيبراني من جامعة الينوي، عاد من رحلة ابتعاثه بطائرة إخلاء طبي في أكتوبر 2021، بسبب معاناته من مرض نادر، في 3 جمادى الثاني من العام الحالي لطي قيده من جامعة جازان، التي ابتعثته لدراسة الماجستير في عام 1438.

وحسب قرار طي القيد، فإن السبب هو الانقطاع عن العمل منذ تاريخ 5 رجب 1443، وهو الأمر الذي يعتبره الأكاديمي - الذي تواصل مع «مكة» طالبا نشر قضيته، وأرسل تقارير عدة تم الاطلاع عليها - ظلما لحق به، لأنه وحسب تصريح المعيد للصحيفة، القضية لم تفصل فيها الهيئة الطبية العامة المعنية، وما زالت منظورة لديهم منذ نحو سنة، بعد أن خاطبت الجامعة كلا من الهيئة الطبية العامة في عسير وجازان، وكلتا الهيئتين لم تعثرا على طبيب مختص بشكل دقيق في هذا المرض، ولم تعتمد قبول التقارير الطبية الحديثة التي أصدرها الأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعتي شيكاغو، ونورث شور الأمريكية، الدكتور ألكسندر باربي، وأحالته الهيئة الطبية في جازان إلى الهيئة الطبية في عسير، كون المريض لا يتسطيع السفر ومقر إقامته في عسير، فقررت الأخيرة بعد 9 أشهر إرجاعه إلى جازان، رغم أن المريض لا يستطيع السفر إلى جازان لظرفه الصحي المبين في التقارير.

حكاية الأكاديمي

تبدأ تفاصيل قصة الأكاديمي حين كان يدرس الماجستير في مدينة شيكاغو الأمريكية 2019، إذ شعر بأعراض المرض وتم تشخيصه بمرض نادر هو «تسارع دقات القلب الوضعي الانتصابي»، وهو مرض نادر جدا، وأحد أمراض خلل التحكم الذاتي العصبية، حسبما كتبه طبيب المخ والأعصاب في كلية الطب بجامعة نورث شور الأمريكية بمدينة شيكاغو، الدكتور ألكساندر باربي، يالتقرير المؤرخ في يناير 2023، الذي أشرف على حالة المريض في أمريكا، وفصل في تقريره تشخيص الحالة المرضية للمعيد، وأصدر منح إجازة مرضية حديثة، تغطي فترة الغياب السابقة، وذكر أن المرض لا يتنبأ بمدة شفائه، وأوصى بمنح المريض إجازة لـ6 أشهر مقبلة، واطلعت الصحيفة على نسخة منه، ومصادق عليه من الملحقية الصحية السعودية في أمريكا وكندا.

المهمة الصعبة

ذكر الأكاديمي أن المرض جعل إكماله مرحلة الماجستير مهمة غاية في الصعوبة، ولكنه تمكن في النهاية من الحصول عليها، ليصل للسعودية في طائرة إخلاء طبي في 16 أكتوبر 2021.

قدم بعدها تقريره الطبي لجامعة جازان، والتي طلبت من الهيئة العامة الطبية في عسير وجازان، تبيان وضعه الصحي وأهليته للعمل، من مستشفى حكومي في السعودية، والتي بدورها أحالت المريض إلى مستشفى عسير المركزي، وأُصدر تقرير بأن المريض يحتاج مركزا طبيا متقدما، ولا يتوافر لديه طبيب مختص في هذا النوع من الأمراض، وأحالته لمستشفيات عدة متقدمة هي: مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ومدينة الملك فهد الطبية بالرياض، وجميعها اعتذرت عن قبول حالته، فقررت الهيئة الطبية العامة في عسير إرجاعها إلى هيئة جازان، فتمت إحالته من جديد إلى مستشفى الملك فهد في جازان، الذي منحه موعدا في أكتوبر 2023، رغم تعذر قدرة المريض على السفر للتحقق من أهليته للعمل، غير أن الجامعة أصدرت قرارا بطي قيده، قبل أن يتنسى للهيئة الطبية إصدار قرار نهائي في وضع المريض، والتأخر الحاصل من الهيئات الطبية ليس للمريض يد فيه.

جامعة جازان: انتهت بعثته ولم يباشر العمل

• قالت جامعة جازان لـ«مكة»، عبر متحدثها الرسمي موسى محرق، إن المعيد انتهت بعثته بتاريخ 4/1/1433 ، ولم يباشر العمل حتى تاريخ طي قيده في 3/6/1444. كما لم يصل الجامعة أي تقرير طبي تنطبق عليه اشتراطات وضوابط وزارة الصحة حتى تاريخ طي قيده، والذي بُني على المادة 227 من اللائحة التنفيذية للموارد البشرية في الخدمة المدنية التي نصت: (على الموظف الذي ينقطع عن عمله ولا يعود لاستئنافه لعذر مشروع، أن يبلغ بعذره خلال 15 يوما من تاريخ تغيبه، وإلا جاز للجهة الحكومية إنهاء خدماته لغيابه).




• وأشار إلى أن المادة 15 من الإطار التنظيمي لإثبات الإجازة المرضية، وإثبات الإصابة بسبب العمل، وإثبات العجز الصحي عن العمل، حددت ضوابط تعديل سبب طي القيد، إذ نصت: «يشترط لتعديل سبب إنهاء خدمة الموظف من الغياب أو غيره إلى العجز الصحي ما يلي:




• أن يتقدم الموظف المنتهية خدمته بطلب تعديل سبب إنهاء الخدمة قبل مضي 5 سنوات من تاريخ الانقطاع عن العمل، وأن يتضمن هذا الطلب مبررات مقنعة عن أسباب التأخر في تقديم الطلب، وأسباب عدم رفع التقارير والمستندات المثبتة لعجزه الصحي في حينه.




• أن تصدر الهيئة الطبية العامة تقريرا يستند إلى وقائع ثابتة، وتقارير طبية موثّقة صادرة قبل انقطاع الموظف عن العمل أو أثنائه، توضح حالته ووضعه الصحي وأنها تبرر غيابه».




• من جانب آخر، لم ترد وزارة الصحة التي أرسلت لها الصحيفة في ١٤ فبراير الجاري استفسارا، حول سبب تأخر معاينة حالة المريض الصحية لإصدار التقرير الصحي الذي تطلبه الجامعة.

مرض تسارع دقات القلب الوضعي الانتصابي

• أحد أمراض خلل التحكم الذاتي العصبية




• يتسبب في إحساس المصاب بدوخة مستمرة ودوار متكرر




• انعدام التركيز والتذكر




• انعدام القدرة أو تحمل وضع الوقوف أو الجلوس بشكل منتصب




• لا بد من الاستلقاء على الأرض




• اضطرابات حادة في الرؤية




• فرط حساسية الصوت والتحفيز الحسي




• البقاء في الأماكن الدافئة




• اضطرابات حادة في الجهاز الهضمي