هل العربية ليست جزءا من «الإعلام في عالم يتشكل»؟

السبت - 25 فبراير 2023

Sat - 25 Feb 2023



من جلسات المنتدى السعودي للإعلام                                        (مكة)
من جلسات المنتدى السعودي للإعلام (مكة)
رغم حرص السياسة الإعلامية السعودية على توجيه المذيعين ومقدمي البرامج ومديري الندوات بالالتزام بقواعد اللغة العربية الفصحى، فوجئ إعلاميون بحضور اللغة الإنجليزية كلغة أساسية لمتحدثين عرب، خلال عدد من جلسات «المنتدى السعودي للإعلام»، الذي أختتمت فعالياته أخيرا، ونظمته هيئة الإذاعة والتليفزيون، في عاصمة الثقافة العربية الرياض.

ويأتي المنتدى الذي قص شريط نسخته الثانية بشعار «الإعلام في عالم يتشكل»، بعد توقف دام قرابة 4 أعوام، بسبب تداعيات كوفيد 19، وشارك فيه نحو 1500 من القيادات الإعلامية والخبراء والمحللين والمتخصصين، من دول عربية وأجنبية، لوضع اللبنات الأساسية لبناء خط تصاعدي نحو تشكيل وعي مجتمعي إعلامي يتماهى مع لغة المستقبل، إلا أن طرح بعض المحاور بغير اللغة العربية، قدم رسالة ضمنية مفادها محدودية ثقة صناع الإعلام السعوديين في مواكبة لغة الضاد لمستقبل الإعلام، وفقا لخبراء إعلاميين.

إغفال المادة 17

يرى مهتمون بالشأن الإعلامي أن المحاور المعدة باللغة الإنجليزية وضعت منتدى الإعلام في مرمى الحرج أمام جمهور من المختصين، يتحدث معظمه اللغة العربية، خاصة أنه يفترض به أن يكون الحارس الأول للغة العربية إعلاميا. في المقابل، أشار آخرون إلى أن اللجان القائمة على المنتدى أغفلت المادة 17 من السياسة الإعلامية في المملكة العربية السعودية، والتي تشير إلى أن «العربية الفصحى هي وعاء الإسلام ومستودع الثقافة وموئل تراثه». فيما نص البند الثاني على «توجيه المذيعين ومقدمي البرامج ومديري الندوات وغيرهم إلى وجوب استعمال الفصحى والاحتراز من الوقوع في أي خطأ من أخطاء النطق، سواء كانت نحوية أو صرفية، والالتزام بقواعد الأداء السليم المتفق مع أصول العربية».

الهوية الوطنية

رغم تأكيد الرؤية السعودية 2030 على اللغة العربية، باعتبارها أهم مكونات الهوية الوطنية السعودية، والتي مهدت الطريق لأكثر من مبادرة حكومية تتواكب مع ما تعكسه اللغة من ثراء ثقافي، إلا أن الاستماع عبر مكبرات الصوت للغة غير اللغة العربية، في التظاهرة الإعلامية الأهم من نوعها على خارطة المنتديات إقليميا ودوليا، أتت مخيبة لآمال المهتمين.

الطريف، حسب مراقبين، أن محدودية التمكن من التحدث بطلاقة بالإنجليزية لبعض المتحدثين، أو التعثر بنطق بعض المصطلحات الإنجليزية المدرجة في سياق الحديث كـ “robot” ويقصد به «الإنسان الآلي» أو «الإنسالة»، على سبيل المثال، إلا أنها قدمت بمعنى جديد حسب نطق أحد الضيوف كـ»ريبوت – reboot» والتي تعني «إعادة التشغيل، أو كمصطلح بلا معنى مثل «روپووت- ropoot»، حسب اجتهاد آخر. وهو ما كان بالإمكان تفاديه بالتحدث ببساطة باللغة التي تعد اللغة الأم لنحو 400 مليون شخص على سطح الأرض.

المادة 17 من السياسة الإعلامية في المملكة

  • صدرت السياسة الإعلامية في المملكة بقرار من مجلس الوزراء رقم 196بتاريخ 20/10/1402

  • تطلق السياسة الإعلامية على المبادئ والأهداف التي يرتكز عليها الإعلام في المملكة ويتطلبها

  • تشتمل الخطوط العريضة التي يلتزم بها الإعلام السعودي، لتحقيق الأهداف خلال التثقيف والتوجيه والأخبار والترفيه

  • تعتبر هذه السياسة جزءا من السياسة العامة للدولة


على ماذا ينص البندان (2 و3) من المادة17؟

يوقن الإعلام السعودي بأن العربية الفصحى هي وعاء الإسلام ومستودع الثقافة وموئل تراثه، ولذا فهو يحرص أشد الحرص على:

  • توجيه المذيعين ومقدمي البرامج ومديري الندوات وغيرهم، إلى وجوب استعمال الفصحى، والاحتراز من الوقوع في أي خطأ من أخطاء النطق، سواء كانت نحوية أو صرفية، والالتزام بقواعد الأداء السليم المتفق مع أصول العربية

  • الحرص على تنقية المادة الإعلامية التي تقدم خلال وسائل الإعلام جميعها، عن كل ما ينال من اللغة العربية الفصحى، أو ينفر منها أو يقلل من أهميتها