أحمد صالح حلبي

شبابنا.. و«الطاهي الجوي»

السبت - 25 فبراير 2023

Sat - 25 Feb 2023

راهنت رؤية المملكة 2030 على الشباب السعودي باعتبارهم من أهم وأكبر الفئات، وأطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون مع القطاعات الحكومية والأهلية كثيرا من البرامج والمشاريع لتمكينهم من المشاركة في سوق العمل، بعد إعدادهم وتأهيلهم وتنمية قدراتهم وصقل طاقاتهم ليتمكنوا من الإبداع والتفاعل مع الأعمال التي سيكلفون بها.

وعمل صندوق تنمية الموارد البشرية -هدف- على فتح كثير من مجالات العمل للشباب والفتيات، كما أسهمت مجموعة الخطوط السعودية ـ كناقل وطني ـ في إعداد وتأهيل الشباب والفتيات لسوق العمل خلال عدة برامج منها برنامج «الطاهي الجوي»، الذي تم تصميمه من جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ليكون شاملا جامعا بين التدريب النظري والعملي، ويسهم في توطين وظيفة «الطاهي الجوي»، التي تعد إحدى الخدمات المتميزة التي تقدمها الخطوط السعودية لضيوفها على الدرجة الأولى للرحلات الدولية، «وفق أفضل المعايير في هذا المجال بما يستوفي اكتسباهم كثيرا من المعرفة والمهارات اللازمة، منها استيعاب معايير الخدمة على متن الطائرة، والوعي بمقاييس سلامة الطيران والبروتوكولات، ومعرفة ومهارات صناعة الطهي والضيافة السعودية».

ومثل هذا البرنامج وغيره من البرامج المنتهية بالتوظيف، تفتح المجال أمام الشباب والفتيات لتطوير قدراتهم والارتقاء بخدماتهم، وتسهم في رفع نسبة التوطين بمجالات عمل لم تكن مقبولة لدى الشباب والفتيات من قبل، وهذا ما لاحظته أثناء حضوري حفل تخريج الدفعة الأولى من «الطاهي الجوي»، البالغ عددهم (35) خريجا منهم (4) سيدات، والذي أقامته مجموعة الخطوط السعودية الأسبوع الماضي، بحضور معالي رئيس جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الدكتور بندر محمد حجار، ومعالي مدير عام مجموعة الخطوط السعودية المهندس إبراهيم عبدالرحمن العمر.

وبتخريج الدفعة الأولى ارتفعت نسبة التوطين في خدمات «الطاهي الجوي» من 3 % إلى 22 %، وهي نسبة وإن كانت غير مقنعة حاليا، إلا أنها تشير إلى وجود إصرار لدى مجموعة الخطوط السعودية على تنفيذ برامج جيدة لإعداد الشباب والفتيات وتأهليهم للعمل مباشرة، لإدراكها أن نسبة التوطين لا ترتبط بالعدد لأنه مجرد رقم، والتوطين الحقيقي يكمن في الإعداد والتأهيل الجديدين، والاستمرارية في العمل، فكم من برامج إعدادية نفذت ولم يجد خريجوها فرصا وظيفية، وكم من موظفين رفعوا نسبة السعودة داخل بعض المنشآت لكنهم لم يسهموا في رفع نسبة الإنجاز.

وما نحتاجه اليوم من القطاعات والمؤسسات الحكومية العمل على دراسة احتياجات السوق بشكل جيد قبل تنفيذ أي برنامج تدريبي، كما نحتاج من الأسر تحفيز الشباب والفتيات على قبول الأعمال المهنية وإثارة دافعيتهم لها؛ فالتحفيز وإن يشجعهم على العمل بشكل أفضل؛ فإنه يقودهم لتقديم إنجازات كبيرة وأعمال جيدة، ويمنحهم القدرة على الاعتماد على أنفسهم من خلال تعلم مهارات مختلفة تحقق أحلامهم، وتضعهم أمام تحد حقيقي لا يأتي إلا من الروح المعنوية العالية.