لمحة عن تاريخ عسير في ملحمة يوم التأسيس
الثلاثاء - 21 فبراير 2023
Tue - 21 Feb 2023
منطقة عسير دخلت تحت الحكم السعودي في الدولة السعودية الأولى، وبالتحديد في زمن الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، في أوائل القرن الثالث عشر الهجري، حينما توجهت إليها سرية، بقيادة أمير وادي الدواسر، ربيع بن مزيد، عام 1215هـ/1800م. وعين الإمام عبدالعزيز بن محمد، محمد بن عامر أبا نقطة، من آل المتحمي، من قبيلة ربيعة، واليا من قبله، على منطقة عسير وتهامة والسراة.
ولما توفي محمد بن عامر، في عام 1218هـ/ 1803م، بعد ثلاثة أعوام من إمارته، تولى الإمارة أخوه عبدالوهاب أبو نقطة، وظل يحكم باسم السعوديين، حتى عام 1224هـ/1809م، قدم في هذه الفترة، خدمات جليلة للدولة السعودية الأولى، وقتل عبدالوهاب أبونقطة في معركة بينه وبين الشريف حمود أبي مسمار، أمير أبوعريش، عام 1224هـ/1809م.
وعين الإمام سعود بن عبدالعزيز، طامي بن شعيب المتحمي، أميرا على عسير عام 1225هـ/1810م، واستمر يحكمها، باسم آل سعود حتى قدمت عليه قوات محمد علي باشا والي مصر، في 1230هـ/ 1815م، وأسرته، على الرغم من الشجاعة التي تميز بها، ثم أرسل إلى مصر، ومنها إلى الأستانة، حيث أعدم.
وكان هذا آخر عهد السعوديين بحكم عسير، فلم تتمكن الدولة السعودية الثانية من بسط نفوذها عليها.
وأصبحت عسير من عام 1289هـ/ 1872م، متصرفية عثمانية، مركزها أبها، وكانت الدولة العثمانية تستعين بأفراد من آل عايض، وتعين أحد أفرادها معاونا للمتصرف، وآخرهم حسن بن علي بن محمد بن عايض، الذي كان معاونا للمتصرف سليمان شفيق باشا الكمالي، وبقيت هذه المنطقة تحت الحكم العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، التي هزم الأتراك فيها ورحلوا مضطرين منها، فاستقل بحكمها الأمير حسن بن علي بن عايض، الذي زاد الخلاف بينه وبين بعض القبائل المهمة في المنطقة مثل قحطان وشهران وغامد وزهران، فاشتكى زعماؤها من تصرفات أميرهم ابن عايض إلى المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي كان لا يزال لقبه أميرا، وكان نجم الأمير عبدالعزيز يتلألأ في سماء شبه الجزيرة العربية، وقد حاول الأمير عبدالعزيز، رحمه الله، أن يحل الخلاف، ويتوسط في حل النزاع.
ولكن ابن عايض رفض وساطة ابن سعود، إذ عد ذلك تدخلا في شؤونه الداخلية، كما أتيح لأمير نجد عدة عوامل سياسية وتاريخية، جعلته يقرر أن الوقت مناسب لضم منطقة عسير إلى حكمه.
أعد الأمير عبدالعزيز جيشا، قوامه ألفا رجل بقيادة ابن عمه عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، وأمره أن يتوجه إلى عسير، وذلك في شعبان عام 1338هـ/مايو 1920م، واستطاع جيش ابن سعود هزيمة جيش ابن عايض، في معركة حجلة (حجلاء)، بين أبها وخميس مشيط سنة 1338هـ/1920م، وبعد أن أقام آل عايض أشهرا في ضيافة الأمير عبدالعزيز آل سعود، عادوا إلى عسير، وعين الأمير عبدالعزيز أميرا من قبله على منطقة عسير، ولكن كثرت الشكاوى ضده فاستبدله بأمير آخر.
واغتنم حسن بن عايض فرصة إظهار قبائل عسير سخطها لتنفيذ أطماعه في حكم المنطقة، فقام بثورة ضد الحكم السعودي في عسير، وحاصر الأمير السعودي في أبها، واستمر الحصار عشرة أيام، استسلم بعدها الأمير السعودي وحاميته.
وبعد شهرين، جهز الأمير عبدالعزيز آل سعود جيشا بقيادة ابنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز، قوامه ستة آلاف مقاتل سنة 1340هـ/1921م. وحينما اقترب من عسير، انضم إليه أربعة آلاف مقاتل، من مختلف قبائلها، استطاع الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود أن ينتصر على ابن عايض، ويعيد حكم آل سعود إلى منطقة عسير.
وعاد الأمير فيصل إلى الرياض في جمادى الآخرة عام 1341هـ/يناير1923م، بعد أن عين سعد بن عفيصان أميرا على عسير، وتولى إمارة عسير بعده عبدالعزيز بن إبراهيم، الذي تفاوض مع حسن بن عايض في مقره في حرملة، وانتهت المفاوضات بإبعاد حسن بن عايض وذويه عن أبها، وأرسلوا إلى الرياض، حيث عفا عنهم الأمير عبدالعزيز، وأكرمهم. وبقي حسن بن عايض في الرياض حتى توفي فيها، وبذلك زالت إمارة آل عايض، واستتب الحكم لآل سعود في عسير. هذا ما جاء في كتاب «مقاتل من الصحراء» للأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.
hq22222@
ولما توفي محمد بن عامر، في عام 1218هـ/ 1803م، بعد ثلاثة أعوام من إمارته، تولى الإمارة أخوه عبدالوهاب أبو نقطة، وظل يحكم باسم السعوديين، حتى عام 1224هـ/1809م، قدم في هذه الفترة، خدمات جليلة للدولة السعودية الأولى، وقتل عبدالوهاب أبونقطة في معركة بينه وبين الشريف حمود أبي مسمار، أمير أبوعريش، عام 1224هـ/1809م.
وعين الإمام سعود بن عبدالعزيز، طامي بن شعيب المتحمي، أميرا على عسير عام 1225هـ/1810م، واستمر يحكمها، باسم آل سعود حتى قدمت عليه قوات محمد علي باشا والي مصر، في 1230هـ/ 1815م، وأسرته، على الرغم من الشجاعة التي تميز بها، ثم أرسل إلى مصر، ومنها إلى الأستانة، حيث أعدم.
وكان هذا آخر عهد السعوديين بحكم عسير، فلم تتمكن الدولة السعودية الثانية من بسط نفوذها عليها.
وأصبحت عسير من عام 1289هـ/ 1872م، متصرفية عثمانية، مركزها أبها، وكانت الدولة العثمانية تستعين بأفراد من آل عايض، وتعين أحد أفرادها معاونا للمتصرف، وآخرهم حسن بن علي بن محمد بن عايض، الذي كان معاونا للمتصرف سليمان شفيق باشا الكمالي، وبقيت هذه المنطقة تحت الحكم العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، التي هزم الأتراك فيها ورحلوا مضطرين منها، فاستقل بحكمها الأمير حسن بن علي بن عايض، الذي زاد الخلاف بينه وبين بعض القبائل المهمة في المنطقة مثل قحطان وشهران وغامد وزهران، فاشتكى زعماؤها من تصرفات أميرهم ابن عايض إلى المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي كان لا يزال لقبه أميرا، وكان نجم الأمير عبدالعزيز يتلألأ في سماء شبه الجزيرة العربية، وقد حاول الأمير عبدالعزيز، رحمه الله، أن يحل الخلاف، ويتوسط في حل النزاع.
ولكن ابن عايض رفض وساطة ابن سعود، إذ عد ذلك تدخلا في شؤونه الداخلية، كما أتيح لأمير نجد عدة عوامل سياسية وتاريخية، جعلته يقرر أن الوقت مناسب لضم منطقة عسير إلى حكمه.
أعد الأمير عبدالعزيز جيشا، قوامه ألفا رجل بقيادة ابن عمه عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، وأمره أن يتوجه إلى عسير، وذلك في شعبان عام 1338هـ/مايو 1920م، واستطاع جيش ابن سعود هزيمة جيش ابن عايض، في معركة حجلة (حجلاء)، بين أبها وخميس مشيط سنة 1338هـ/1920م، وبعد أن أقام آل عايض أشهرا في ضيافة الأمير عبدالعزيز آل سعود، عادوا إلى عسير، وعين الأمير عبدالعزيز أميرا من قبله على منطقة عسير، ولكن كثرت الشكاوى ضده فاستبدله بأمير آخر.
واغتنم حسن بن عايض فرصة إظهار قبائل عسير سخطها لتنفيذ أطماعه في حكم المنطقة، فقام بثورة ضد الحكم السعودي في عسير، وحاصر الأمير السعودي في أبها، واستمر الحصار عشرة أيام، استسلم بعدها الأمير السعودي وحاميته.
وبعد شهرين، جهز الأمير عبدالعزيز آل سعود جيشا بقيادة ابنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز، قوامه ستة آلاف مقاتل سنة 1340هـ/1921م. وحينما اقترب من عسير، انضم إليه أربعة آلاف مقاتل، من مختلف قبائلها، استطاع الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود أن ينتصر على ابن عايض، ويعيد حكم آل سعود إلى منطقة عسير.
وعاد الأمير فيصل إلى الرياض في جمادى الآخرة عام 1341هـ/يناير1923م، بعد أن عين سعد بن عفيصان أميرا على عسير، وتولى إمارة عسير بعده عبدالعزيز بن إبراهيم، الذي تفاوض مع حسن بن عايض في مقره في حرملة، وانتهت المفاوضات بإبعاد حسن بن عايض وذويه عن أبها، وأرسلوا إلى الرياض، حيث عفا عنهم الأمير عبدالعزيز، وأكرمهم. وبقي حسن بن عايض في الرياض حتى توفي فيها، وبذلك زالت إمارة آل عايض، واستتب الحكم لآل سعود في عسير. هذا ما جاء في كتاب «مقاتل من الصحراء» للأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز.
hq22222@