حسين باصي

أرخص احتجاز كربوني

الاثنين - 20 فبراير 2023

Mon - 20 Feb 2023

رجل الأعمال الشهير بيل جيتس معروف بأعماله المتعلقة بالحاسب الآلي، وهو أحد مؤسسي شركة مايكروسوفت.

قام هذا الرجل بتأليف كتب عدة، وكلها في تخصصه المتعلق بالحاسوب والبيانات.

لكن تجلى هذا الرجل بأن قام بتأليف كتاب مكون من 270 صفحة تقريبا، يتحدث فيها عن كيفية تجنب مصائب التغير المناخي.

لست متأكدا لماذا يقوم هذا الشخص الغني جدا بتأليف كتاب خارج تخصصه، وتحديدا عن التغير المناخي، ويشرح المسألة بطريقة مبسطة جدا، ومع الحلول التقنية اللازمة.

لا أعترض عليه ذلك، ولكن أجد بعض الناس يطرح تعليقا فكاهيا، وهو أنه بإمكانه إصلاح مسألة التغير المناخي بأمواله الطائلة، وسيستمر غنيا، والغني هو الله.

يتحدث هذا الشهير عن مصادر الانبعاثات حول العالم، ليلخصها بأن القطاع الصناعي مسؤول عن 31% من تلك الغازات، بينما توليد الطاقة مسؤول عن 27%، ويختم بنسبة 16% في قطاع النقل.

قرأت تقريرا عن تقنية جديدة عن احتجاز الكربون، توصل إليها فريق بحثي في المعمل المركزي PNNL. يدعي هؤلاء العلماء أن هذه الطريقة ستقوم بعملية الاحتجاز من المصانع مباشرة، بتكلفة تقدر بـ39 دولارا لكل طن متري من ثاني أكسيد الكربون.

بينما التكلفة للتقنيات الحديثة الأخرى، ليست أقل من 57 دولارا أمريكيا لكل طن متري من ثاني أكسيد الكربون.

قد يقول البعض، إننا نصنع المشكلة ثم نحاول حلها، أي إننا نستخدم الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة، ونعاني بعدها من الانبعاثات، مما يضطرنا لدفع مبالغ إضافية لاحتجاز الكربون، بعدها يتوصل صاحب هذه الفكرة ويقول: «لم لا نعتمد على الطاقة المتجددة بشكل كامل، عوضا عن المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري؟!».

هنا يا عزيزي، يجب أن أفيدك بأن شبكة الكهرباء هي كالبحر الهائج، الذي يحتاج لأن يكون مستقرا، ولا يمكننا الاعتماد على مصادر للطاقة تتحكم فيها الطبيعة بشكل كامل. أي إننا لن نستطيع الاعتماد على الطاقة الشمسية، ولا نجد تلك الطاقة في المساء، أو نعتمد على قوة الرياح في فصول معينة دون الأخرى.

نعم يا صديقي، أنظمة تخزين الطاقة ستعمل بشكل جيد جدا مع الطاقة المتجددة، بل إنها هي الحل، ولكن وصلنا إلى النقطة نفسها، وهي أننا نصنع المشكلة ثم نحاول حلها، لذلك المزيد في إنتاج الطاقة من الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري الأنسب للبيئة هو الحل.

لذلك، نجد أن الهدف في إنتاج الطاقة في المملكة العربية السعودية بنسبة 50% بحلول 2030، هو ما يصب في سياق هذا الحديث.

@HUSSAINBASSI